إيران والهند توقعان اتفاقا لتجهيز وتشغيل ميناء تشابهار

وزير الخارجية الهندي يؤكد أن الاتفاقية مع طهران ستمهد الطريق أمام ضخ استثمارات أكبر في الميناء الإيراني.
واشنطن تحذر شركات هندية من عقوبات بعد اتفاق تطوير ميناء تشابهار

بومباي - وقعت إيران والهند اليوم الاثنين اتفاقية لتجهيز وتشغيل محطات الحاويات والبضائع في ميناء تشابهار من طرف شركة هندية، وفق وكالة مهر للأنباء، فيما تأتي هذه الخطوة في وقت تسعى فيه طهران إلى تعزيز تعاونها مع بومباي بعد انضمامها إلى منظمة "شنغهاي" ضمن جهودها للدخول في شراكات جديدة تفتح لها منافذ لأزمتها الاقتصادية الناجمة عن العقوبات الغربية.

وستستثمر شركة "إنديا بورتس غلوبال ليميتد" مليون دولار في توفير المعدات الاستراتيجية وتطوير البنى التحتية للنقل في الميناء.

ووقّع وزير الطرق والتنمية الحضرية الإيراني مهرداد بذرباش ووزير الموانئ والشحن الهندي سارباناندا سونوال العقد في مدينة تشابهار في حفل بثته وسائل الإعلام الرسمية مباشرة.

ووافقت الهند في 2016 على تمويل تطوير الميناء الإيراني ليصبح مركزًا تجاريًا لآسيا الوسطى في وقت سعى رئيس الوزراء ناريندرا مودي إلى إحياء العلاقات الاقتصادية مع طهران بعد رفع العقوبات عنها.

وأشرف مودي والرئيس الإيراني السابق حسن روحاني على توقيع مذكرة تفاهم لتوفير خط ائتماني من بنك "EXIM" الهندي لتطوير الميناء.

لكن عملية تطوير الميناء توقفت على الرغم من التنازلات عن العقوبات التي بدأت الولايات المتحدة في إعادة فرضها في العام 2018 بعد انسحابها من الاتفاق النووي التاريخي لعام 2015 مع إيران.

وقال بذرباش في حفل التوقيع "يمكن لتشابهار أن تكون بمثابة نقطة محورية في تنمية عملية العبور في المنطقة"، مضيفا "نحن سعداء بهذا الاتفاق ولدينا ثقة كاملة في الهند".

بدوره قال الوزير الهندي "تسعى إيران والهند إلى تطوير ميناء تشابهار قدر الإمكان مع الأخذ في الاعتبار مصالح البلدين في الوصول المشترك إلى الأسواق الإقليمية" وأضاف أن "هذا العقد طويل الأمد يرمز إلى الثقة الدائمة والشراكة الفعّالة بين الهند وإيران".

وكان البلدان قد اتفقا في العام 2019 قبل بدء جائحة كوفيد - 19 على تسريع المشروع بعد زيارة أجراها وزير الشؤون الخارجية الهندي سوبرامانيام جايشانكار إلى طهران.

ويعدّ تشابهار أكبر ميناء بحري في إيران وجزءا من ممر العبور بين الشمال والجنوب في جنوب شرق إيران، كما يعتبر بوابة الهند للوصول إلى دول الشمال، وفق مواقع إيرانية.

وأفادت وكالة مهر للأنباء الإيرانية في وقت سابق بأن الاتفاق الموقع بين طهران وبومباي يهدف إلى تفعيل "اتفاقية العبور الثلاثية بين إيران والهند وأفغانستان مع التركيز على ميناء تشابهار وتطوير التعاون في مجال النقل العابر والنقل المتعدد الوسائط بين إيران والهند في منطقة آسيا الوسطى في إطار أهداف التعاون الاستراتيجي بين الهند وآسيا الوسطى".

وتأتي هذه الخطوة بعد أشهر من انضمام إيران إلى منظمة "شنغهاي" للتعاون التي تقودها الهند حاليا لتكون بذلك تاسع دولة في التكتل الإقليمي.

وتأسست المنظمة المعنية بأمور عدة بينها الأمن الإقليمي والتنمية في 2001 عبر 6 دول هي الصين وروسيا وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان وفي 2017 انضمت لعضويتها الهند وباكستان، بينما تحظى 4 دول فيها بصفة مراقب هي أفغانستان وبيلاروسيا، منغوليا وإيران التي تحصلت في يوليو/تموز الماضي على عضوية كاملة.

وحذرت واشنطن الشركات الهندية اليوم الاثنين من خطر عقوبات تُفرض عليها في حال استثمرت في إيران، وذلك بعدما وقّعت نيودلهي وطهران اتفاقًا مدته عشرة أعوام يهدف إلى تطوير ميناء تشابهار.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل لصحافيين "على كلّ كيان - أي كان - معني بصفقات تجارية مع إيران، أن يكون على دراية بالمخاطر المحتملة التي يعرض نفسه لها والمخاطر المحتملة للعقوبات".