اتهامات متبادلة بين مصر وإسرائيل بشأن غلق معبر رفح

القاهرة تتهم إسرائيل بالتنصل من مسؤولية الأزمة الإنسانية في غزة، مشيرة إلى أن معبر رفح ظل مفتوحا من جانبها طوال فترة الصراع.

القاهرة/القدس - تبادلت مصر وإسرائيل اليوم الثلاثاء الاتهامات بالمسؤولية عن غلق معبر رفع وتعطيل تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة، بينما يئن القطاع الفلسطيني تحت وطأة مجاعة، وسط تحذيرات أممية من تفاقم الكارثة. 

وتراكمت المساعدات على الجانب المصري من الحدود منذ سيطرة إسرائيل على المعبر في السابع من مايو/أيار مع تكثيف حملتها العسكرية حول رفح.

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس في بيان إن مهمة "منع حدوث أزمة إنسانية في قطاع غزة تقع الآن على عاتق أصدقائنا المصريين".

وأوضح أنه تحدث إلى نظيريه البريطاني والألماني بشأن "ضرورة إقناع مصر بإعادة فتح معبر رفح"، مضيفا أنه سيتحدث أيضا إلى وزير الخارجية الإيطالي في وقت لاحق.

وقال كاتس إن حركة حماس لن "تسيطر على معبر رفح" استنادا إلى مخاوف أمنية "لن تقدم إسرائيل أي تنازلات بشأنها".

وأثارت التعليقات ردا سريعا وغاضبا من وزارة الخارجية المصرية التي قالت إن إسرائيل هي المسؤولة عن الأزمة الإنسانية في غزة وإن "العمليات العسكرية الإسرائيلية في محيط المعبر... هي السبب الرئيسي في عدم القدرة على إدخال المساعدات".

وأضافت الوزارة في بيان أن وزير الخارجية "استنكر بشدة محاولات الجانب الإسرائيلي اليائسة تحميل مصر المسؤولية عن الأزمة الإنسانية غير المسبوقة التي يواجهها قطاع غزة".

وجاء في البيان "طالب وزير الخارجية إسرائيل بالاضطلاع بمسؤوليتها القانونية باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال، من خلال السماح بدخول المساعدات عبر المنافذ البرية التي تقع تحت سيطرتها".

واتهم وزير الخارجية المصري سامح فهمي الثلاثاء إسرائيل بـ"لي الحقائق" و"التنصل من مسؤولية" الأزمة الانسانية، مشيرا إلى أن المعبر ظل مفتوحا من جانبها طوال فترة الصراع الذي بدأ بين إسرائيل وحركة حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

والقاهرة من بين الوسطاء في محادثات وقف إطلاق النار المتوقفة في الوقت الحالي، لكن علاقاتها مع إسرائيل توترت خلال الصراع خاصة منذ سيطرة القوات الإسرائيلية على معبر رفح في السابع من مايو أيار.

وذكرت الأمم المتحدة ووكالات إغاثة دولية أن إغلاق معبرين في جنوب غزة، هما رفح وكرم أبوسالم الذي تديره إسرائيل، أدى فعليا إلى عزل القطاع عن المساعدات الخارجية، فيما حذرت المنظمة الأممية قبل إغلاق المعبرين من أن غزة على شفا المجاعة.

وميدانيا توغلت الدبابات الإسرائيلية بشرق رفح ووصلت إلى بعض المناطق السكنية اليوم الثلاثاء في تصعيد لهجوم إسرائيل على المدينة الواقعة جنوب قطاع غزة والتي يحتمي بها أكثر من مليون شخص بعد نزوحهم من مناطق أخرى خلال الحرب المستمرة منذ سبعة أشهر.

ودعا حلفاء لإسرائيل ومنظمات إغاثة مرارا إلى وقف التوغل البري في رفح المكتظة بالنازحين، محذرين من كارثة إنسانية محتملة.

وتقول الأمم المتحدة إن الحرب دمرت المنشآت الطبية بالقطاع، إذ تعاني المستشفيات التي لا تزال تعمل من نقص الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء وغير ذلك من الإمدادات الأساسية.