الاعتراف بإبادة الآشوريين والكلدان يعيد العلاقات التركية الفرنسية لمربع التوتر

قرار مجلس الشيوخ الفرنسي سيثير غضب الجانب التركي رغم سعيه لتحسين العلاقات مع باريس في السنوات الأخيرة.
الشيوخ الفرنسي يدعو الحكومة للاعتراف بتصفية وترحيل أكثر من 250 ألفا من الآشوريين والكلدان
نائبة فرنسية تؤكد مسؤولية فرنسا عن حماية مسيحيي الشرق

باريس - يعيد قرار مجلس الشيوخ الفرنسي بالتصويت لصالح اقتراح يدعو الحكومة إلى الاعتراف بحدوث "إبادة جماعية" للآشوريين والكلدان بين عامي 1915 و1918" العلاقات بين باريس وأنقرة لمربع التوتر بعد جهود بذلتها الحكومة التركية لتصفير المشاكل بين البلدين.
ودعا القرار الحكومة الفرنسية لإعلان الرابع والعشرين من نيسان/ابريل يوما لإحياء ذكرى الإبادة الجماعية للأرمن والآشوريين والكلدان من قبل السلطات العثمانية.
ويدعو النص الذي اعتُمد بأغلبية 300 صوت مقابل صوتين، الحكومة إلى الاعتراف رسميًا بتصفية وترحيل أكثر من 250 ألفا من الآشوريين والكلدان وقمع تراثهم الثقافي من قبل السلطات العثمانية بين عامي 1915 و1918، على أنها "إبادة جماعية".
كما يدعو إلى "إدانة الإبادة الجماعية علنا".
وقالت فاليري بوايه عضو مجلس الشيوخ عن حزب الجمهوريين (يمين) التي تقدمت بالنص "لدينا دور حماية حيال مسيحيي الشرق، هو إرث تاريخ طويل يعود إلى الامتيازات التي وقعها فرانسوا الأول مع السلطان سليمان القانوني في 1535".
وأضافت "خلافا للإبادة الجماعية للأرمن المعترف بها من قبل العديد من الدول والمنظمات الدولية والتي تعتبر واحدة من أربع حملات إبادة جماعية قبلتها الأمم المتحدة رسميا، تواجه مذبحة الآشوريين عدم الاعتراف بها كإبادة جماعية".
وسيكون لهذا القرار وقع على العلاقات بين باريس وأنقرة رغم أن السلطات التركية لم تصدر بعد موقفا من ذلك كونها مهتمة حاليا بتداعيات الزلزال المدمر الذي ضرب 10 ولايات جنوب البلاد وخلف الآلاف من القتلى والجرحى.
ومثل ملف إبادة الأرمن من بين الملفات الخلافية بين باريس وأنقرة وكذلك بين الحكومة التركية وعدد من الحكومات الغربية خاصة الولايات المتحدة.
وانتقدت تركيا في 2019 صدور مرسوم في الجريدة الرسمية في فرنسا يكرّس يوم 24 أبريل/نيسان مناسبة لإحياء ذكرى "الإبادة الأرمنية" وذلك خلال تعمق الأزمة بين البلدين بسبب عدة ملفات أهمها التدخل التركي في ليبيا والأزمة مع اليونان وقبرص بسبب التنقيب شرق المتوسط وكذلك دعم اذربيجان في الحرب ضد ارمينيا في منطقة ناغورني قره باغ ونقل مرتزقة لعدد من الساحات وكذلك ملف دعم الجماعات الاسلامية.
وسعت باريس وأنقرة لتحسين العلاقات بينهما خلال الفترة الماضية والتقى الرئيس التركي رجب طيب اردوغان مرارا مع نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون في خضم جهود تركية لتحسين العلاقات مع عدد من الدول في المنطقة.
وواجهت تركيا وضعا سياسيا واقتصاديا صعبا بسبب أزمات دبلوماسية فجرها أردوغان على أكثر من جبهة خاصة مع الشركاء الأوروبيين لذلك سعى في الآونة الأخيرة لمهادنة الجانب الفرنسي.
وفي المقابل يعتبر كثير من المراقبين أن ملف الإبادة الجماعية في الحقبة العثمانية يعتبر خطا احمر بالنسبة للأتراك هما كانت خلفياتهم السياسية وسيكون له تأثير بالغ على العلاقات بين باريس وأنقرة.
ومثل قرار الرئيس الاميركي جو بايدن بالاعتراف بإبادة الأرمن في 2021 صدمة لدى الحكومة التركية التي وجهت انتقادات واسعة للإدارة الأميركية.
ويقول الأرمن بدعم من مؤرخين وباحثين إن 1.5 مليون أرمني قضوا في إبادة جماعية ارتكبت في ظل حكم الإمبراطورية العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى.