القادة الأوروبيون يجتمعون لإعلان دعم واضح لإسرائيل

بعد أيام من المفاوضات بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تدعو أحدث مسودة إعلان للقمة إلى ممرات وهدن إنسانية للتمكن من إيصال المساعدات إلى غزة، فيما لا يتضمن البيان المنتظر دعوة إلى وقف إطلاق نار فوري.

بروكسل - يتجه القادة الأوروبيون الذين يجتمعون اليوم الخميس والجمعة في بروكسل إلى إصدار بيان يتضمن دعما واضحا وصريحا لإسرائيل في ما يعتبره التكتّل "حقها في الدفاع عن نفسها" إثر الهجوم الذي نفذته حركة حماس، فيما لا تلوح أي مؤشرات على دعوة إلى وقف إطلاق نار إنساني فوري في غزة على غرار ما طالبت به الأمم المتحدة.

وقال رئيس وزراء بلجيكا ألكسندر دي كرو إن إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها والعمل على منع أي هجمات مستقبلية لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية، لكن هذا لا يمكن أن يبرر أي حصار كامل لغزة أو منع القوافل الإنسانية.

وأضاف دي كرو "اليوم حماس لديها نوعان من الرهائن: 222 رهينة من إسرائيل لكنهم أيضا يتخذون أيضا سكان غزة رهينة"، مردفا "الدولة العبرية لها الحق في التصرف ومنع الهجمات المستقبلية لكن هذا لا يبرر أبدا حجب المساعدات الإنسانية. هذا ليس عذرا لتجويع شعب".

ويسعى الاتحاد الأوروبي للتوصل إلى موقف موحد حيال الأزمة التي تهزّ الشرق الأوسط مند شنّت حماس هجوما غير مسبوق على إسرائيل في السابع من الشهر الجاري ردت عليه الدولة العبرية بقصف مركز على قطاع غزة وحشد قوات على حدوده تمهيدا لهجوم بري.

ولطالما انقسمت الكتلة الأوروبية بين الدول الأكثر دعمًا للفلسطينيين مثل أيرلندا وإسبانيا والداعمين الثابتين لإسرائيل مثل ألمانيا والنمسا وفرنسا وأجمع الأوروبيون على إدانة هجوم حماس بشدة، فيما تباينت المواقف بشأن الدعوة إلى وقف القصف الإسرائيلي على غزة.

وبعد أيام من المفاوضات بين الدول الأعضاء، تدعو أحدث مسودة إعلان للقمة إلى إنشاء ممرات إنسانية وهدن إنسانية للتمكن من إيصال المساعدات إلى السكان المدنيين في قطاع غزة. وكانت النسخة السابقة تشير إلى "هدنة إنسانية" بصيغة المفرد ولا يتضمن البيان الذي قد تدخل عليه تعديلات دعوة إلى وقف إطلاق نار إنساني فوري على غرار ما طالبت به الأمم المتحدة.

وطالبت الحكومة الألمانية الأربعاء بفتح نوافذ إنسانية أو هدنات إنسانية تسمح بإدخال المساعدات إلى قطاع غزة معتبرةً أن الدعوة إلى وقف لإطلاق النار غير مناسبة في هذه المرحلة، بينما قال مسؤول أوروبي كبير "الأحرف والفواصل واللغة مهمة، هكذا يتم التوصل إلى اتفاقيات".

"اليوم حماس لديها نوعان من الرهائن: 222 رهينة من إسرائيل لكنهم أيضا يتخذون أيضا سكان غزة رهينة"

لكن مسؤولين دبلوماسيين من بعض دول الاتحاد الأوروبي يحذرون من أن المماطلة في التوصل إلى بيان فيما يتزايد عدد القتلى يضر بالمكانة العالمية للكتلة الأوروبية ويمنعها من اتخاذ موقف حاسم في مواجهة التطورات.

وأثارت الحرب بين إسرائيل وحماس مخاوف من احتمال صرف انتباه الدول الغربية عن الحرب في أوكرانيا بعد 20 شهرا من بدء الغزو الروسي لهذا البلد مع تركز اهتمام الغرب على الحرب في غزة.

وتأتي الأزمة الجديدة في وقت أثارت الاضطرابات في الكونغرس الأميركي تساؤلات حول مدى استدامة المساعدات العسكرية التي تقدمها واشنطن.

وأكّد المستشار الألماني أولاف شولتس الثلاثاء أن الدعم المقدّم لأوكرانيا "لن يتأثر إطلاقا بتوجه اهتمامنا منذ ساعات الصباح الرهيبة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول نحو إسرائيل والشرق الأوسط بأكبر قدر من التعاطف والقلق".

وكما فعل بانتظام منذ بداية الغزو الروسي سيخاطب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الزعماء الأوروبيين عبر الفيديو ومن بين الإجراءات التي يتخذها الاتحاد الأوروبي بهدف طمأنة كييف خطّة قد تصل قيمتها إلى 20 مليار يورو على مدى أربعة أعوام، لإنشاء صندوق دفاع لأوكرانيا في إطار التزامات أمنية غريبة أوسع.

ويقول دبلوماسيون إن المجر، أقرب حلفاء روسيا في الاتحاد الأوروبي، تعيق تقدّم الخطة، ومن المقرر أن يكلّف القادة الأوروبيون مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد بتقديم تقرير حول المسألة في ديسمبر/كانون الأول.

وستصدر أيضا دعوات لفرض عقوبات جديدة على موسكو قد تشمل حظر واردات الماس الروسي فور موافقة مجموعة السبع على طريقة لتعقّبها كما ستتناول المحادثات خطة لاستخدام عائدات الأصول الروسية المجمدة لمساعدة أوكرانيا وكذلك الخطوات التي ستتخذها كييف في سعيها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

ومن المتوقع أن تقدّم المفوضية الأوروبية تقييما في الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني حول ما إذا كان سيتم فتح محادثات انضمام رسمية مع كييف، على أن يبقى القرار متروكا لزعماء الاتحاد الأوروبي حول ما إذا كانوا سيتبنّون أي توصيات بحلول نهاية العام.