المغرب يشكو من مضايقات تستهدف الإضرار بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي

وزير الخارجية المغربي يدعو إلى حماية العلاقات الإستراتيجية بين المملكة والاتحاد الأوروبي من مضايقات في مؤسسات أوروبية وهجمات إعلامية تسعى لضرب تلك الشراكة، بينما أكد مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد على عمق الشراكة مع المملكة.

الرباط - اشتكى المغرب اليوم الخميس من مضايقات يتعرض لها في البرلمان الأوروبي، بينما تخوض المملكة معركة دبلوماسية في مواجهة لوبيات بعضها مدفوعة من الجزائر تعمل ضدّ مصالحها وتحاول التشويش على نجاحات الرباط إقليميا ودوليا خاصة منها في ما يتعلق بتعزيز شراكاتها الاقتصادية والتجارية والسياسية مع الأوروبيين ومع شركاء غربيين تتقدمهم الولايات المتحدة.

وقال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة اليوم الخميس إن علاقات المغرب مع الاتحاد الأوروبي يجب حمايتها من المضايقات في البرلمان الأوروبي، في رد على ما يبدو لمحاولات لوبيات الزج باسم الرباط في قضية الفساد في المؤسسة التشريعية الأوروبية التي تقول التحقيقات إنها على صلة بقطر.

وأضاف بوريطة للصحفيين عقب محادثات مع منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل "هذه الشراكة تواجه مضايقات قضائية متواصلة وهجمات إعلامية متكررة". ولم يشر صراحة إلى قضية تتعلق بدفع أموال للتأثير على السياسات، موضحا أن "هذه الشراكة تواجه هجمات في المؤسسات الأوروبية، لا سيما في البرلمان".

ووجهت السلطات البلجيكية لأربعة أشخاص على صلة بالبرلمان الأوروبي تهمة تلقي أموال وهدايا من قطر للتأثير على عملية صنع القرار. ونفت الدوحة تورطها في الفضيحة.

وقال بوريطة إن "الشراكة الإستراتيجية بين المغرب والاتحاد الأوروبي تتعرض بين الفينة والأخرى لتحرشات قضائية وإعلامية هدفها ضرب عمق هذه الشراكة"، مضيفا في مؤتمر صحفي مشترك مع بوريل أن "الشراكة التي تجمع المملكة بالاتحاد الأوروبي إستراتيجية ومفيدة للطرفين".

وتابع "هذه الشراكة تتعرض لمضايقات إعلامية مستمرة وتحرشات قضائية متوالية من داخل مؤسسات الاتحاد الأوروبي وفي البرلمان الأوروبي من خلال الأسئلة التي تستهدف المغرب وهي أسئلة موجهة تستهدف هذه الشراكة".

وذكّر بأن "المغرب عبّر على أعلى مستوى من خلال الخطاب الملكي بمناسبة عيد العرش أن الصحراء هي النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم ويقيس بها التزام حلفائه"، مؤكدا أن "التحرش الإعلامي يضر بهذه الشراكة الإستراتيجية، لأن هناك أطرافا أوروبية منزعجة من التقدم الذي يحققه المغرب على الصعيدين التنموي والاقتصادي"، مضيفا أن "المغرب يدافع عن مصالحه ويراهن على حلفائه لحماية هذه الشراكة التي تعكس القرب الجغرافي وتبادل القيم".

وأوضح أن "الزيارة التي يقوم بها المسؤول الأوروبي (جوزيب بوريل) تعكس الشراكة الإستراتيجية مع أوروبا، لاسيما بعد هذه السنة التي ودعناها والتي تميزت بتعزيز الشراكات الإستراتيجية من خلال التعاون الأخضر والتمويل الأخضر"، مؤكدا في الوقت ذاته على أن "المغرب سيعمل على تعزيز الحوار السياسي مع الاتحاد الأوروبي بما يشمل الهجرة والأمن والتنمية الاقتصادية"، مذكّرا بأن "الاتحاد الأوروبي هو شريك استراتيجي والخيار الأول للمملكة".

وقال "الشراكة الإستراتيجية مع دول الاتحاد الأوروبي تقوم على شراكة جوار وقيم ومصالح وهي قيم الانفتاح والتعاون والاحترام... الشراكة تقتضي أن تحدد الطرق لتقويتها".

وتأتي زيارة بوريل للرباط بعد طي المغرب صفحة الخلاف معه، فيما كانت الرباط قد ألغت فقد كانت المملكة ألغت، في سبتمبر/أيلول الماضي، اجتماعا ثنائيا كان مقررا في العاصمة المغربية مع المسؤول الأوروبي احتجاجا على تصريحات أدلى بها على قناة إسبانية تخص ملف الصحراء المغربية.

وأكد بوريل الخميس أن "الاتحاد الأوروبي يدعم جهود الأمم المتحدة ومبادرات المبعوث الأممي الرامية إلى التوصل لحل سياسي وعادل وواقعي وبراغماتي ودائم ومقبول من الأطراف وقائم على التوافق وفقا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة"، مثمنا الجهود الجادة وذات المصداقية التي يبذلها المغرب في هذا السياق، مضيفا أن بروكسل تشجع "جميع الأطراف على مواصلة انخراطها بروح من الواقعية والتوافق في سياق تسوية تتماشى مع مبادئ الأمم المتحدة".

وشدد في الوقت ذاته على أن الاتحاد الأوروبي والمغرب تربطهما "شراكة إستراتيجية قوية"، مضيفا أن مساعدات الاتحاد الأوروبي للمغرب ستزيد إلى 1.6 مليار يورو بين عامي 2021 و2027 من 1.4 مليار بين عامي 2014 و2020.