الولايات المتحدة تجدد إعفاء العراق من العقوبات المفروضة على إيران

تمديد الاعفاء لأربعة أشهر يسمح للعراق بدفع أموال لإيران مقابل الكهرباء حيث يأتي القرار في خضم توتر إقليمي مرتبط بحرب غزة.
لن يكون بوسع إيران استخدام الأموال سوى في التجارة المرتبطة بأعمال إنسانية

واشنطن - مددت الولايات المتحدة إعفاء من العقوبات مدته 120 يوما يسمح للعراق بدفع أموال لإيران مقابل الكهرباء وفق ما قال مسؤولون أميركيون أمس الثلاثاء فيما تأتي هذه الخطوة في خضم توتر إقليمي وغضب أميركي من السياسات الإيرانية والتصعيد المرتبط بحرب غزة.
وأضاف المسؤولون أنه لن يكون بوسع إيران استخدام هذه الأموال سوى في التجارة المرتبطة بأعمال إنسانية وذلك سعيا لتخفيف الانتقادات لمنح إيران الأموال.
وقالوا إن الإعفاء مماثل لآخر صدر في يوليو/تموز سمح للعراق للمرة الأولى ليس فقط بتسديد مدفوعات عبر حسابات تخضع لقيود فيه لكن أيضا بتحويل الأموال إلى حسابات تخضع لقيود مماثلة في دول ثالثة.
وشددوا في حديثهم للصحفيين شريطة عدم الكشف عن هوياتهم على أنه لا يمكن استخدام الأموال إلا في "معاملات غير خاضعة للعقوبات" مثل شراء المواد الغذائية أو المنتجات الزراعية.
كما سعوا إلى تخفيف الانتقادات لا سيما من الجمهوريين في الكونغرس بالقول إن منح إيران إمكانية الوصول بشكل أكبر إلى هذه الأموال يحرر المبالغ التي يمكن لطهران إنفاقها على الجماعات المسلحة التي تهاجم القوات الأميركية أو على برنامجها النووي.وتقدر تلك المبالغ بنحو عشرة مليارات دولار من مدفوعات تراكمت في العراق.
وفرضت الولايات المتحدة مجموعة من العقوبات على طهران بسبب برنامجها النووي ودعمها لجماعات مسلحة مما أدى فعليا إلى منع الدول التي تتعامل مع إيران من التعامل مع الولايات المتحدة.
وأوضح المسؤولون أن هدفهم الرئيسي هو تقليل النفوذ الإيراني في العراق. وضغطت طهران في الماضي على بغداد للحصول على إذن الولايات المتحدة للإفراج عن هذه الأموال عن طريق وقف صادرات الغاز الطبيعي إلى العراق مما حد من قدرته على توليد الطاقة وتسبب في انقطاع الكهرباء في البلاد ليثير استياء المواطنين.

وقد تكون هذه الخطوة مثيرة للجدل أيضا لأن واشنطن طلبت من بغداد كبح الهجمات على القوات الأميركية في العراق والتي تشنها جماعات مسلحة متحالفة مع إيران، وكانت النتائج متباينة. وقال أحد المسؤولين الأميركيين إن الطلبات الأميركية للعراق "يجري العمل عليها".

وتمتلك ايران أوراق ضغط عديدة في العراق حيث ترتبط بعلاقات مع قوى سياسية مهيمنة عل المشهد السياسي العراقي اضافة لميليشيات تستخدمها كلما توترت علاقتها بالغرب لتنفيذ هجمات على القواعد الاميركية.
ومنذ هجوم حركة حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول والحملة العسكرية التي تشنها إسرائيل منذ ذلك الحين على قطاع غزة زادت الهجمات على القوات الأميركية في المنطقة. ويقول البنتاغون إن جماعات مسلحة مدعومة من إيران تقف وراءها.
وتعرضت القوات الأميركية وقوات التحالف للهجوم 55 مرة على الأقل في العراق وسوريا منذ 17 أكتوبر/تشرين الأول مما أدى إلى إصابة 59 فردا، لكنهم عادوا جميعا إلى الخدمة.
وقال ريتشارد جولدبرغ المسؤول في مجلس الأمن القومي في عهد إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب "في أعقاب السابع من أكتوبر والهجمات المستمرة على القوات الأميركية، يجب أن تكون السياسة الأميركية هي حرمان طهران من الوصول إلى أي وجميع الأموال النقدية أينما كانت". ويعمل جولدبرغ في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات وهي مؤسسة بحثية.