باحث تونسي يتتبع منجزات السينما السعودية في كتاب

الدكتور أحمد القاسمي يقدم قراءة سيميائية تداولية في الأفلام المتوجة بـ'النخلة الذهبية' لمهرجان أفلام السعودية في كتابه 'غابة النخيل ساعة السهر'.

تونس - صدر عن دار جسور للنشر والتوزيع وبمبادرة من جمعية السينما السعودية، مؤخرا، كتاب جديد بعنوان "غابة النخيل ساعة السهر"، للدكتور أحمد القاسمي، وفيه يُقدّم الكاتب والباحث قراءة سيميائية تداولية في الأفلام المتوجة بـ"النخلة الذهبية" لمهرجان أفلام السعودية 2008 - 2023.

يقول القاسمي عن هذا الكتاب "أردنا من خلال هذا الإصدار أن نتأمل منجز السينما السعودية بموضوعية تقطع مع ما درجت عليه كتب المناسبات من المجاملات ومن نزعة للمدح المرائي".

ووفق وكالة تونس أفريقيا للأنباء، بين القاسمي أنه حرص على تجنب المقاربة المعيارية الانطباعية التي تصف هذا الفيلم بالرائع أو تصنف ذاك ضمن قائمة الأفلام السيئة.

ويقدم الباحث في كتاب "غابة النخيل ساعة السهر" قراءة للأفلام المتوجة بـ"النخلة الذهبية" على مدى الدورات التسع لمهرجان أفلام السعودية بداية من سنة 2008 وانتهاء بسنة 2023. فجمعت المدونة بين الأفلام القصيرة والطويلة وفق قانون تنظيم مسابقات المهرجان الذي يتطور في تفاعل مع تحولات المشهد السينمائي السعودي.

وضمت فيلم "بقايا طعام" للمخرج موسى آل ثنيان المتوج بـ"النخلة الذهبية" لدورة 2008، وفيلم "شكوى" للمخرجة هناء العمير المتوج بالنخلة الذهبية لدورة 2015، وأفلام "كمان" و"المغادرون" و"المسافة صفر" و"حد الطار" للمخرج عبدالعزيز الشلاحي المتوجة بالنخلة الذهبية للدورات 2016 و2017 و2019 و2021 تواليا، وفيلم "ومتى أنام؟" للمخرج حسام السيد المتوج بالنخلة الذهبية لدورة 2020.

وضمت المدونة كذلك فيلم "قوارير" للمخرجات نورة المولد ونور الأمير ورغيد النهدي وربى خفاجي وفاطمة الحازمي المتوج بالنخلة الذهبية لدورة ،2022 وفيلم "عبد" للمخرج منصور أسد المتوج بالنخلة الذهبية لدورة 2023.

واختار القاسمي وهو أستاذ جامعي بكلية الآداب والفنون والإنسانيات بمنوبة، في كتابه، الأفلام المتوجة ضمن سياقين أولهما البعد الاحتفالي للمهرجان في دورته العاشرة التي تقام حاليا من الثاني إلى التاسع من مايو/أيار الحالي، فجعل من هذه المناسبة فرصة لإلقاء نظرة في المرآة العاكسة لتقييم هذه الأفلام والبحث في دور المهرجان في نشر الثقافة السينمائية والإسهام في تطوير صناعتها بالمملكة العربية السعودية، ثم الإشعاع على منطقة الخليج عامة خاصة إثر اختفاء مهرجانات رائدة مثل مهرجان الخليج السينمائي ثم مهرجان دبي بعده.

ويتمثل البعد الثاني في البحث في أفضل النماذج التي أدركتها هذه السينما والاشتغال على مادة مهمة حولها حد أدنى من الإجماع فتخول رصد مدى تطورها من جهة المقاربات الفنية والمضمونية في الآن نفسه، وعبرها عمل الباحث على التبسط في قراءة هذه الأفلام لتكون في متناول عامة محبي السينما من غير المختصين مستجيبة لتطلعات المختصين في الآن نفسه.

ويرى المؤلف في مقدمة هذا الكتاب أن عودة السينما إلى المشهد الثقافي السعودي بعد نحو أربعين سنة من الحظر مثلت رهانا متعدد الوجوه. وهذه الرهانات، بحسب الباحث، هي "الفني" و"الاستثماري" و"الحضاري".

ويتمثل الجانب الفني في العوالم القصصية التي شكلها فنانون مغامرون وقفوا خلف أجهزة الكاميرا ليعرضوا عبرها تصوراتهم الجمالية لما يمكن أن يكون عليه الفيلم، أو الفكرية، لما يمكن أن يكون عليه المجتمع السعودي.

أما الجانب الاستثماري، فيتمثل في فرص الاستثمار وتحقيق الأرباح التي وجدها التي وجدها أصحاب رؤوس الأموال في الصناعة السينمائية.

ويكمن الجانب الحضاري، وفق الباحث، في أن السينما مثلت قطاعا تعول عليه الدولة للدفع بالمجتمع نحو الحداثة في المملكة.

وجعل الباحث مادة الكتاب في مقدمة وفصول تسعة وخاتمة. وخصص كل فصل لتحليل الفيلم المتوج بالنخلة الذهبية للدورة التي يحمل رقمها. وضمن في عنوانه إشارة إلى غابة النخيل. وأورد في المقدمة إشارة إلى الواحة وسمى الفصل الواحد نخلة والخاتمة جنيا للمحصول.

ويتنزل هذا الكتاب ضمن برنامج الموسوعة السعودية للسينما الذي يستهدف إصدار مئة كتاب خلال هذا العام 2024، صدر منها 22 كتابا إلى حدود شهر مايو/أيار الحالي.

وتهدف الموسوعة السعودية للسينما إلى ترسيخ برنامج دوري لإنتاج الكتب باللغة العربية، بُغيَة الارتقاء بالصناعة السينمائية من دائرة الكتابة غير الاحترافية، إلى مستوى المهنية وعمق الاختصاص، لتكون إصداراتها ركيزة من ركائز البنية التحتية لصناعة السينما في السعودية.