تفاؤل بحدوث تقدم في المباحثات النووية في ايران

الرئيسان الصيني والفرنسي يؤكدان التزامهما بالسعي لتسوية سياسية للقضية النووية الإيرانية.

طهران - قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي اليوم الثلاثاء في مؤتمر صحفي مشترك مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي إن المباحثات بين إيران والوكالة التابعة للأمم المتحدة إيجابية وبناءة ما يشير لإمكانية حصول تقدم في الملف رغم حالة التوتر الكبيرة بين طهران والعواصم الغربية بسبب تداعيات حرب غزة.

بدوره حضّ غروسي إيران على اتخاذ "إجراءات ملموسة" من أجل "تسريع" المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني مؤكدا خلال مؤتمر "الاجتماع الدولي للعلوم والتكنولوجيا النووية" في أصفهان في وسط البلاد أن محادثاته مع السلطات الإيرانية ركزت "على الإجراءات الملموسة والعملية التي يمكن تنفيذها لتسريع (هذه) العملية".

ويشارك غروسي في مؤتمر "الاجتماع الدولي للعلوم والتكنولوجيا النووية"، ويعقد اجتماعات "مع أعلى المسؤولين والسياسيين في البلاد"، وفق وكالتي "مهر" و"إسنا" الإيرانيتين.
وكان إسلامي أعلن الأسبوع الماضي أن غروسي سيعقد "اجتماعات" مع مسؤولين إيرانيين، من دون تقديم تفاصيل أخرى.
وكتب غروسي بعد لقائه وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان على حسابه على منصة اكس انه "اقترح مجموعة تدابير عملية ملموسة" تهدف إلى "إعادة عملية بناء الثقة" و"زيادة الشفافية".
وهذه أول زيارة يقوم بها مدير الوكالة الدولية التابعة للأمم المتحدة، الى إيران منذ آذار/مارس 2023 حين اجتمع مع الرئيس إبراهيم رئيسي.
والوكالة الدولية للطاقة الذرية مكلّفة التحقق من الطبيعة السلمية لبرنامج إيران النووي. لكن منذ العام 2021، قُلِّصت عمليات التفتيش بشكل كبير وفُصلت كاميرات مراقبة وسُحب اعتماد مجموعة من الخبراء.
ومن المقرر أن يلقي غروسي كلمة في المؤتمر حول الطاقة النووية الذي يستمر حتى الأربعاء في محافظة أصفهان (وسط) حيث تقع منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم.
وقال إسلامي في كلمة ألقاها خلال المؤتمر إن "التعاون مع الوكالة بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية ... أولوية في سياسات" طهران.
وأضاف "نأمل بأن تتمكن الوكالة من القيام بدورها كمؤسسة دولية مستقلة بعيدا من الضغوط السياسية" متابعا أن "مستوى عمليات التفتيش التي تجرتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية" على المواقع النووية الإيرانية "أعلى من مستوى أي دولة أخرى في التاريخ كله".
ومنذ زيارة غروسي الأخيرة لإيران، تدهورت العلاقات بين الجانبين، مع تقييد طهران تعاونها مع الوكالة الدولية واستمرارها في توسيع برنامجها النووي.
وأكد محمد إسلامي الأربعاء "نحن واثقون أن المفاوضات (مع غروسي) ستبدد الشكوك وأننا سنكون قادرين على تعزيز علاقاتنا مع الوكالة".
ويزيد الوضع الراهن من المخاوف في ظل مواصلة طهران زيادة مخزونها من اليورانيوم المخصّب، بشكل يثير خشية دول غربية من أن الجمهورية الإسلامية باتت تملك ما يكفي من المواد لصنع قنبلة ذرية.

الوكالة الدوالية للطاقة الذرية تريد تشديد المراقبة على المنشات الننوية في ايران
الوكالة الدوالية للطاقة الذرية تريد تشديد المراقبة على المنشات الننوية في ايران

وأكد الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون التزامهما بالسعي لتسوية سياسية للقضية النووية الإيرانية، وذلك في بيان مشترك نشرته وسائل الإعلام الرسمية الصينية اليوم الثلاثاء.
وفي آذار/مارس الماضي، قال غروسي إن إيران التي تنفي سعيها لتطوير سلاح ذري، هي "الدولة الوحيدة غير المجهزة بأسلحة نووية التي يمكنها تخصيب اليورانيوم إلى نسبة 60 في المئة وتجميع" مخزونات كبيرة منه.
وهذه النسبة قريبة من نسبة 90 في المئة المطلوبة للاستخدامات ذات الغايات العسكرية، وبعيدة من السقف المحدد بنسبة 3,67 بالمئة المعادل لما يستخدم لإنتاج الكهرباء والتي حددها الاتفاق الدولي لعام 2015 بشأن البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية.
وتخلت طهران تدريجا عن التزاماتها الأساسية الواردة في الاتفاق الذي عرف باسم "خطة العمل الشاملة المشتركة"، وأدى الى تقييد الانشطة النووية الإيرانية لقاء رفع عقوبات اقتصادية كانت مفروضة عليها. وجاء ذلك ردّا على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق بشكل أحادي في 2018 خلال عهد الرئيس دونالد ترامب وإعادة فرض العقوبات.
وبدأت محادثات لإحياء الاتفاق في نيسان/أبريل 2021 في فيينا بين طهران والقوى الكبرى، لكنها توقفت منذ صيف 2022 في سياق توترات متزايدة.
وبعد الهجوم الانتقامي ضد إيران المنسوب إلى إسرائيل في 19 نيسان/أبريل في محافظة أصفهان، أعرب غروسي عن قلقه ودعا "الجميع إلى ضبط النفس" في ظل التصعيد المتزايد في الشرق الأوسط منذ بداية الحرب التي تشنّها إسرائيل على قطاع غزة ردا على هجوم حركة حماس على جنوب الدولة العبرية في 7 تشرين الأول/أكتوبر.
وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمسؤولون الإيرانيون وقتها عدم وقوع "أضرار" في المنشآت النووية في المحافظة.