علي العبدان يستعرض المصادر والمسارات الأولي للأغنية الإماراتية

المؤلف ينجح في كتابه في أن يُجيب على الكثير من الأسئلة المتعلقة بالتطور الموسيقي والغنائي للإنسان على أرض الإمارات في القرن العشرين.

أقيمت ضمن فعاليات الدورة الـ 33 من معرض أبوظبي للكتاب في يومه الأخير مسأء أالأحد، ندوة بعنوان "لأغاني الإماراتية: مصادر ومسارات"، شارك فيها الفنان والباحث علي العبدان، وعازفة العود شمسة الجسمي، وأدراتها الشاعرة شيخة المطيري.

ودار موضوع الندوة حول كتاب "الأغاني الإماراتية: مَساراتُها الأولي ومصادِرُها القديمة"، لمؤلفه علي العبدان، والصادر عن مركز أبوظبي للغة العربية.

وخلال الندوة، تحدّث "العبدان"، عن فصول كتابه، التي تستعرض المصادر القديمة التي استقت منها الأغنية الإماراتية عناصرها الموسيقية والأدائية،  واستحضر  بدايات الغناء الفردي المحترف، ومساراته الأولى لدى المطربين الإماراتيين الأوائل، وتكوين ما عُرف فيما بعد بالأغاني الإماراتية، وما اتسمت به من طوابع خاصة بها.

وفي الكتاب الذي صدر عن مركز أبوظبي للغة العربية - بالتزامن مع انعقاد الدورة الـ 33 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، نجح المؤلف في أن يُجيب على الكثير من الأسئلة المتعلقة بالتطور الموسيقي والغنائي للإنسان على أرض الإمارات في القرن العشرين، وهو اختصاص نَدَرَ الخوض فيه – بحسب المؤلف – حيث جاء الكتاب في إطار سعي مؤلفه لتوثيق جهود فناني تلك المرحلة، والذين يقول علي العبدان أنه يخشى من أن يمضي الزمن دون أن يُذكر فضلهم الفني والأدبي.

وبحسب الفنان والباحث علي العبدان، فإن كتاب  "الأغاني الإماراتية: مَساراتُها الأولي ومصادِرُها القديمة"، المكوّن من 184 صفحة و6 فصول، لمرحلة حيوية ومهمة من تاريخ الطرب الشعبي في الإمارات، وذلك في المدة من ثلاثينيات القرن العشرين إلى أواخر عقد الستينيات منه، أي من عام 1930 إلى عام 1970 تقريباً، وهي المدة التي تبلورت فيها شيئاً فشيئاً الأغنية الشعبية الإماراتية كما نعرفها اليوم.

كما يحتوي الكتاب بحثاً يتناول بدايات الغناء الفردي المحترف، ومساراته الأولى لدى المطربين الإماراتيين، وتكوين ما عرف فيما بعد بالأغاني الإماراتية، وما اتسمت به من طوابع خاصة بها.
ووفقاً للمؤلف، فإن الكتاب بمدخل يُذكّرُ  بالجهود السابقة في مجال كتابة تاريخ الأغنية الإماراتية، ثم يأتي مبحث يتناول مفهوم الطرب الشعبي، فنبذة عن تاريخه في منطقة الخليج العربي عامة، والإمارات خاصة، وينتهي المدخل ببحث مفهوم التلحين والاقتباس في الطرب الشعبي. ثم تتوالى مباحث الكتاب في الفصول الأول، والثاني، والثالث، والرابع حول المصادر والقوالب الغنائية القديمة التي تأثرت بها الأغنية الإماراتية، وهي الصوت الخليجي، الأغاني اليمنية، البستات البحرينية، وبعض الفنون الشعبية الإماراتية مع ذكر العديد من الأمثلة على ذلك التأثر، بالإضافة إلى تحليل عدد منها عروضياً وموسيقياً، وذلك لبيان العناصر اللحنية والإيقاعية فيها.

وأما موضوعات الفصل الخامس فتتناول مدى التطور الذي حققه الفنانون الإماراتيون في الأغنية الإماراتية بعد أن استفادت سمات موسيقية وأدائية من المصادر والقوالب الغنائية السابقة، وفي الفصل السادس ذكر لبعض شركات ومحال التسجيلات الفنية الإماراتية التي صاحبت مسيرة الأغنية الإماراتية، وكان لها نشاط مهم في تحقيق وجود هذه الأغنية.

ومن عناوين الكتاب أيضاً التي تناولتها الندوة: مفهوم الطرب الشعبي – بدايات إماراتية وأوائل – التلحين والإقتباس في الطرب الشعبي – فن الصوت الخليجي – ألحان البستات البحرينية – ألحان الفنون الشعبية الإماراتية وغير ذلك من الموضوعات.

وقد نوّه المؤلف إلى أن هذا الكتاب موجه أساساً للباحثين في الموسيقى العربية خاصة، وللمهتمين بها عامة، ممن يملكون حظاً من الثقافة الموسيقية، تغنيهم عن كثرة التعريفات والتوضيحات الجانبية.

 وعبّر عن أمله في أن يكون  هذا الكتاب بمثابة منصة انطلاق للجيل الجديد من الباحثين الموسيقيين في وطنه دولة الإمارات العربية المتحدة، نحو استكمال البحث في تاريخ الأغنية الإماراتية، وما قد يؤدي إليه ذلك من تجديد في البحث الموسيقي العلمي الذي من شأنه تغذية المعارف والمفاهيم الثقافية العامة بالقيم الجمالية والإنسانية، التي صنعت الذائقة الموسيقية في هذا الجزء من العالم، وذلك من أجل أن نفهم من نحن موسيقياً وصوتياً، وإذا فهمنا ذلك حقاً، سيكون بإمكاننا أن ننطلق نحو آفاق موسيقية جديدة.