فن الموزاييك لوحات تخوض في أعماق الثقافات

الفنان الإيراني أمير باك سرشت: الموزاييك حرفة ذات جذور تاريخية قديمة.

طهران - يعتبر فن الموزاييك من أقدم الفنون في العالم ويسمى هذا الفن بفن الرسم بالحجارة أيضا، ويستخدم في زخرفة وتزيين الفراغات الأرضية والجدارية عن طريق تثبيتها بالبلاط فوق الأسطح الناعمة وتشكيل التصاميم المتنوعة ذات الألوان المختلفة.

ويرى الفنان الإيراني المتخصص بفن الموزاييك أمير باك سرشت أن فن الموزاييك هو فن العصور الإسلامية بامتياز وقد أبدع المسلمون فيه وقاموا بتطويره وتفننوا به وصنعوا منه لوحات رائعة جدا في المساجد من خلال المآذن والقباب وفي القصور والنوافير والأحواض المائية.

وقال أمير باك سرشت في حديثه لوكالة الأنباء العمانية إن فن الموزاييك بلغ قمته في العصر الإسلامي وهو فن يهتم بتفاصيل الثقافات والحالات ويخوض في أعماقها وذلك من خلال المواد الجامدة وصولا إلى معنى الحياة.

وأوضح أن هذا الفن العريق استطاع أن يواكب الحداثة، ومن هذا المنطلق نرى أن فن الموزاييك يظهر حاليا في المنازل والقصور والأسواق الحديثة وفي أشكال رائعة من اللوحات الجدارية الضخمة.

وترسم لوحات الموزاييك عادة بانتظام عدد كبير من القطع الصغيرة الملونة كي تكون بمجملها صورة تمثل مناظر طبيعية أو أشكالا هندسية أو لوحات بشرية أو حيوانية ويمكن استخدام مواد متنوعة مثل الحجارة والمعادن والزجاج والأصداف وغيرها في هذا الفن.

ولفت الفنان الإيراني إلى أن فن الموزاييك هو عبارة عن رص الحجارة في الكثير من مكونات الديكور من أكبر قطعة كاللوحات والأرضيات إلى أصغر قطعة وهي التحف والإكسسوارات.

وأكد أن الفن الرئيسي في فن الموزاييك هو الرسم، إذ يقوم الفنان برسم الصورة أو الموضوع المراد تنفيذه بالموزاييك على قطعة من الورق بالحجم الذي يراد تنفيذه ثم يقوم بعملية تجزئة لكل مساحة لونية من الرسم إلى أقسام صغيرة بعدد أقسام القطع الصغيرة التي يريد رصفها.

ويعتقد باك سرشت بأن الموزاييك هي حرفة ذات جذور تاريخية قديمة، وهذا الفن هو عبارة عن تداخل وتمازج في الألوان لتشكيل تصاميم غاية في الروعة وعادة ما تعبِّر قطع ولوحات الموزاييك عن قيم دينية وحضارية وتاريخية عميقة.