محطات الطاقة النووية تبحث عن موطئ على القمر

وكالة الفضاء البريطانية تعلن عن تمويل شركة 'رولز رويس' للبناء مفاعل نووي يدعم قاعدة قمرية مستقبلية.

لندن - أعلنت وكالة الفضاء البريطانية الجمعة عن تمويل شركة "رولز رويس" الشهيرة باستخدام الطاقة النووية للحفاظ على الغواصات في أعماق المحيط لبناء مفاعل نوويّ يدعم قاعدة قمرية مستقبلية.

 ويأتي التمويل البالغ قيمته 2.9 مليار جنيه إسترلينيّ (3.53 مليار دولار أميركي) بعد 249 ألف جنيه إسترلينيّ (303 الف دولار أميركي) تمّ تقديمها العام الماضي لـ "رولز رويس" للقيام بدراسة أولية للمشروع، في خضم سباق عالميّ بين الولايات المتحدة واليابان والصين، لإعادة البشر إلى القمر ما يجعل الحاجة لإقامة بنية تحتية لرواد الفضاء أكثر الحاحا.

ولفتت صحيفة "تايمز" (The Times) إلى أنه على الرغم من أن استخدام قوة الاندماج النووي النظيفة وغير المحدودة تقريبا في الفضاء قد استحوذ منذ فترة طويلة على الخيال في روايات الخيال العلمي والبرامج التلفزيونية فإن المفاعل النووي القمري سيستخدم قوة الانشطار الحالية.

والمرجو هو أن الطاقة النووية قد تزيد بشكل كبير الوقت الذي يمكن أن يقضيه الإنسان على القمر، وسيكون المفاعل أيضا أخف وزنا وأصغر من مصادر الطاقة البديلة.

وقالت شركة "رولز رويس" إنها تريد تجهيز أول مفاعل بحلول عام 2028 في الوقت المناسب لإطلاقه بحلول عام 2030.

الطاقة النووية قد تزيد بشكل كبير الوقت الذي يمكن أن يقضيه الإنسان على القمر

وكانت الشركة قد وضعت على تويتر صورا لتصميم مفاعلها الدقيق الذي وصفته بأنه "شكل من الوقود الآمن والمعزز بدرجة كبيرة".

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه التقنية منفصلة عن خطط الشركة لأسطول أرضي من "محطات الطاقة النووية الصغيرة" والمعروفة باسم المفاعلات المعيارية الصغيرة.

وقد اختارت وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" (NASA) -التي تخطط لإنزال رواد فضاء على سطح القمر في عام 2025 كجزء من برنامج أرتميس- 3 تصاميم لنظام طاقة نووية قمري، وقالت الصين إنها تأمل أن تكون لديها قاعدة قمرية تعمل بالطاقة النووية جاهزة بحلول عام 2028.

وفقا لـ"ناسا"، يمكن لنظام انشطاري صغير وخفيف الوزن - يستطيع العمل على مركبة على سطح القمر - توفير ما يصل إلى 10 كيلوواط من الطاقة الكهربائية، وهو ما سيكون كافيا لتلبية متطلبات الكهرباء للعديد من المنازل متوسطة الحجم.

على سطح القمر يكون استخدام الطاقة مختلفا عن الاستخدامات المعتادة على سطح الأرض، فإلى جانب تشغيل أنظمة دعم الحياة، يتم شحن المركبات القمرية، وكذلك مساعدة العلماء على إجراء التجارب.

وبحسب "ناسا" ووزارة الطاقة الأميركية، ستحتاج أنظمة الانشطار المستقبلية في النهاية إلى إنتاج ما لا يقل عن 40 كيلوواط من الطاقة، والتي يمكن أن تزود 30 منزلا لمدة تصل إلى 10 سنوات.