مدير "سي آي إيه" في مصر لتسريع صفقة تبادل الأسرى

وفد من حركة حماس يؤدي زيارة إلى القاهرة لبحث صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق نار في قطاع غزة.

القاهرة - يزور مدير الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه" وليام بيرنر مصر للمشاركة في محادثات صفقة الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، فيما يسعى وسطاء إلى تقريب وجهات النظر بين الطرفين لإرساء هدنة في قطاع غزة.

وأفاد موقع "واللا" العبري الخاص بأن بيرنز وصل إلى القاهرة اليوم الجمعة، بينما قال مسؤولون سياسيون كبار في إسرائيل إنه "رغم أن الوسطاء يتحدثون بتفاؤل، إلا أن الدولة العبرية لم تسمع بعد أن حماس غيرت مواقفها بشأنّ صفقة تبادل الأسرى".

وقال مسؤول أميركي اليوم الجمعة إن الولايات المتحدة تعتقد بإحراز تقدم في محادثات احتجاز الرهائن في غزة لكن ما زالت تنتظر سماع المزيد في هذا الصدد.

وأفاد إعلام مصري بأن وفدا من حركة حماس سيصل العاصمة القاهرة السبت، لبحث صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق نار في قطاع غزة مع إسرائيل ونقلت قناة "القاهرة الإخبارية" الخاصة ذلك عن مصدر مصري وصفته بـ"رفيع المستوى" دون الكشف عن هويته.

وجددت مصر جهودها لإحياء المفاوضات في أواخر الشهر الماضي، وسط قلق من احتمال تنفيذ إسرائيل عملية برية ضد حماس في رفح جنوب القطاع حيث يلوذ أكثر من مليون شخص بالقرب من الحدود مع مصر.

ويقول وسطاء إنهم يترقبون رد حماس على أحدث نسخة من مقترح لاتفاق يشمل وقفا لإطلاق النار والإفراج عن رهائن إسرائيليين محتجزين في القطاع.

وبوساطة مصر وقطر ومشاركة الولايات المتحدة، تجري إسرائيل وحماس منذ أشهر مفاوضات غير مباشرة متعثرة للتوصل إلى صفقة بشأن تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.
وتسعى القاهرة حاليا إلى تمرير مقترح قدمته مؤخرا بشأن هذه الصفقة، من خلال تكثيف اتصالاتها مع حماس وإسرائيل بشأن "نقاط خلافية" بين الجانبين في المقترح، وفق ما أفاد إعلام مصري الخميس.
وكشف إعلام أميركي أن واشنطن تحاول أيضا الدفع من أجل إقرار المقترح المصري، في حين تتمسك حماس بإنهاء الحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي وحرية عودة النازحين إلى مناطقهم وإدخال مساعدات إنسانية كافية وإنهاء الحصار، ضمن أي صفقة لتبادل الأسرى.

ويشمل المقترح وقفا لإطلاق النار لمدة 40 يوما وإطلاق سراح آلاف المعتقلين الفلسطينيّين في مقابل إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليّين.

وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قد أعرب خلال زيارته الأخيرة إلى الشرق الأوسط عن أمله في ردّ إيجابي من حماس على ما وصفه بـ"مقترح سخي جدا" من جانب إسرائيل، كما حثّ الدولة العبرية على التخلي عن هجومها على رفح.
واتهمت حركة حماس اليوم الجمعة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بالسعي لعرقلة جهود التوصل إلى هدنة في الحرب المدمرة في قطاع غزة، ما يثير شكوكا حول احتمال التوصل سريعا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

وفي الشهر السابع من الحرب التي اندلعت إثر الهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس ضد إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، يستمر القصف الإسرائيلي اليومي على قطاع غزة المهدد بالمجاعة، وأسفر عن مقتل 26 شخصا وإصابة 51 خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية وفق وزارة الصحة في القطاع وبذلك ترتفع حصيلة القتلى في قطاع غزة الى 34622 شخصا غالبيتهم من المدنيين.

وتركزت الضربات في مدينة رفح في أقصى جنوب القطاع الفلسطيني المحاصر والتي يريد نتنياهو مهاجمتها برا "للقضاء" على آخر كتائب حركة حماس.

وقال نتنياهو الخميس مجددا "سنفعل ما هو ضروري للانتصار والتغلّب على عدوّنا، بما في ذلك في رفح"، بعدما توعّد سابقاً بشن هجوم بري "مع اتفاق أو بدونه"، في إشارة إلى الهدنة.

وفيما أكدت حماس أنها تدرس مقترح الهدنة بـ"روح إيجابية"، اعتبر عضو المكتب السياسي للحركة حسام بدران أن تصريحات نتنياهو عن مهاجمة رفح هدفها "إفشال أي امكانية لعقد اتفاق".

وأكد أن الحركة التي تحكم غزة منذ عام 2007، متمسكة بمطالبها وأهمهما "وقف نهائي لاطلاق النار وانسحاب كامل وشامل لقوات الاحتلال من قطاع غزة"، وهو ما ترفضه إسرائيل.

وتلقي هذه التصريحات لطرفي النزاع بظلال من الشكّ على التوصل سريعا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار رغم جهود ونداءات المجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل.

وتقول الأمم المتحدة والعديد من الدول إنها تخشى "حمام دم" في رفح التي تشكل أيضا نقطة العبور البرية الرئيسية للمساعدات الإنسانية للقطاع الفلسطيني الذي يحاصره الجيش الإسرائيلي كليا منذ التاسع من تشرين الأول/أكتوبر.

وبالإضافة إلى الخسائر البشرية، فإن الهجوم سيكون بمثابة "ضربة قوية للعمليات الإنسانية في جميع أنحاء قطاع غزة" لأن معبر رفح "يقع في قلب العمليات الإنسانية"، وفق المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ينس لاركه الجمعة في جنيف.

وفي سياق متصل قال منتدى عائلات الرهائن "على الحكومة الإسرائيلية بذل كل الجهود لإعادة درور" و"الرهائن الآخرين المقتولين لكي يدفنوا بكرامة في إسرائيل".

وفي وقت لاحق من اليوم الجمعة، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه تم العثور في إسرائيل على رفات الياكيم ليفمان الذي كان يُعتقد أن حركة حماس احتجزته رهينة خلال هجومها.