نتنياهو يتخلى عن جزء مثير للخلاف في خطة التعديلات القضائية

رئيس الوزراء الإسرائيلي يعارض منح واشنطن نظام القبة الحديدية لأوكرانيا خشية وصوله إلى أيدي إيران.

واشنطن - قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال اليوم الخميس إنه سيتخلى عن الجزء الأكثر إثارة للخلاف من خطته لتعديل النظام القضائي، وهو البند الذي يمنح البرلمان صلاحية إلغاء قرارات المحكمة العليا، كما أعلن رفضه تزويد أوكرانيا بنظام القبة الحديدية.

وفي مقابلة مع الصحيفة، قال نتنياهو إنه سيعيد أيضا النظر في بند آخر مثير للخلاف يتعلق بمنح الائتلاف الحاكم مزيدا من الصلاحيات في تعيين القضاة، لكنه أضاف أنه لا يدري بعد كيف سيكون شكل النسخة الجديدة من التعديلات.

وقال "منتبه لنبض الجماهير، وما أعتقد أنه سيلقى قبولا واسعا".

وفي الأسبوع الماضي بدأ المشرعون الإسرائيليون مناقشة مشروع القانون الذي سيحد من سلطات المحكمة العليا، مما يعيد إلى الأضواء مجددا خطة التعديلات القضائية التي تسعى حكومة نتنياهو القومية الدينية لتطبيقها والتي أثارت احتجاجات شعبية.

وأثارت التعديلات أيضا قلق الغرب بخصوص وضع الديمقراطية في إسرائيل كما تسببت في خوف المستثمرين.

ويرى معارضو هذه التعديلات أنها محاولة من نتنياهو لتقليص استقلال المحكمة. ويخضع نتنياهو لمحاكمة بتهم تزوير ينفيها.

وكان نتنياهو قد اضطر لتجميد التعديلات القضائية على وقع الاحتجاجات الشعبية التي بدأت مطلع العام 2023، والتي أسفرت عن تدهور الأوضاع الاقتصادية، وتراجع قيمة العملة الإسرائيلية، وفرار الكثير من الاستثمارات الأجنبية، فضلاً عن أنها أفضت إلى تعاظم الدعوات للتوقف عن أداء الخدمة العسكرية.

وتسعى الحكومة لإدخال تعديلات من شأنها أن تحدّ من قدرة المحكمة العليا على إصدار أحكام ضد السلطتين التشريعية والتنفيذية، بينما تمنح نواب أحزاب الحكومة الائتلافية مزيداً من الصلاحيات في تعيين القضاة.

ويقول منتقدون إن التغييرات ستضعف المحاكم وتمنح الحكومة سلطة مطلقة، ما يعرض الحقوق والحريات الديمقراطية للخطر، وتكون له آثار كارثية على الاقتصاد والعلاقات مع الحلفاء الغربيين الذين عبّروا بالفعل عن قلقهم.

وفي المقابلة رفض نتنياهو الدعوات بالانضمام إلى جهود الغرب لتسليح أوكرانيا،  قائلا إنه عبّر لروسيا عن مخاوفه بخصوص علاقات موسكو العسكرية المتنامية مع إيران.

وأكد نتنياهو أن إسرائيل لا يمكنها السماح لأميركا بمنح أوكرانيا نظام القبة الحديدية الذي تم تطويره بالتعاون مع واشنطن، قائلا "قلقون بشأن احتمال أننا إذا زودنا أوكرانيا بالأنظمة، فسوف ينتهي بها الأمر في أيدي إيران".

وأشار إلى أنه في هذه الحالة ستكون طهران قادرة على استخدام الأسلحة الإسرائيلية التي ستتلقاها ضد إسرائيل نفسها، مضيفاً "إسرائيل بلد مكتظ بالسكان، وعدد الضحايا من جانبنا ليس كبيرا لسبب واحد، لأن القبة الحديدية تسقط 95 بالمئة من الصواريخ التي يمكن أن تصيب مراكزنا السكانية، وإذا وقعت هذه المنظومة في أيدي إيران، فإن ملايين الإسرائيليين سيتركون بدون حماية وسيكونون في خطر".

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، قد أعلن في 23 يونيو الحالي، أن الأسلحة التي قدمها الغرب لأوكرانيا تظهر بالفعل على حدود إسرائيل، مشيرا إلى أن هذا أحد الأسباب الذي يجعلنا نمتنع عن تقديم المساعدة العسكرية لكييف، خوفا من وقوع الأسلحة الإسرائيلية في أيدي إيران.

وردّ نتنياهو على سؤال حول مدى صحة محاولة إيران إنتاج قنبلة نووية، مؤكداً أن هناك أكثر من مؤشر على ذلك، قائلاً "لقد أرسلت الموساد إلى قلب طهران، وقد عاد بأرشيف إيران النووي السري"، لافتاً إلى أن المستند الافتتاحي لذلك الأرشيف أشار إلى أن هدف إيران في عام 2003 إنتاج قنابل خمسة كيلوطن، ما يوازي خمس قنابل من هيروشيما، مضيفاً "هذا كان قبل 21 عاماً، لذلك يمكنك أن تفترض أنهم لم يتخلّوا عن هذه المدرسة".

وعن الاتفاق النووي مع إيران، وإمكانية إحيائه أو توقيع اتفاق جديد معها، شدّد نتنياهو على أن أي اتفاق نووي لا يعيق بنية إيران التحتية النووية ويفككها، غير مفيد.

وأشار رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى أن علاقات بلاده مع الولايات المتحدة لا تزال قوية رغم أنه لم يتلقَّ دعوة بعد من الرئيس الأميركي جو بايدن لزيارة البيت الأبيض.

والثلاثاء، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن الأخير التقى مع أعضاء من الكونغرس الأميركي وأبلغهم بأنه تلقى دعوة لزيارة الصين.

وذكر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان الثلاثاء "الزيارة المقبلة سوف تكون الرابعة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للصين وأنه تم إبلاغ الإدارة الأميركية بها قبل شهر"، بحسب صحيفة "يديعوت احرونوت" الإسرائيلية.

وأضاف المكتب "رئيس الوزراء نتنياهو أوضح لأعضاء الكونغرس أن التعاون الأمني والاستخباراتي بين الولايات المتحدة وإسرائيل عند أعلى مستوى له على الإطلاق، مؤكدا أن الولايات المتحدة سوف تكون دائما الحليف الرئيسي لإسرائيل ولا بديل لها".

وذكرت مصادر إسرائيلية ، الإثنين ، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي سيزور الصين الشهر المقبل.

ومن المقرر أن يلتقي نتنياهو خلال الزيارة رئيس مجلس الدولة الرئيس شي جين بينغ وقادة صينيين آخرين، بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".