'وشم' ملحمة فنية تطبع انتصار تونس على الارهاب

لوحات فنية من الموروث الشعبي

تونس - قام التونسيون باحياء الذكرى الثانية لملحمة الانتصار على تنظيم الدولة الاسلامية بفسيفساء موسيقية لأغاني وأهازيج استحضروها من ذاكرة بدو الصحراء، حملت اسم \"وشم\".

واقيمت التظاهرة على على الحدود التونسية الليبية، وتحديدا في مدينة بنقردان.

وفي السابع من مارس/آذار عام 2016 تمكن الأمن التونسي في بنقردان (جنوب شرق) من إحباط أكبر محاولة تسلل للتنظيم الدولة الاسلامية إلى تونس، بهدف إقامة إمارة جنوب شرق البلاد على الحدود الليبية، وانتهت العملية بالقضاء على 53 من عناصر التنظيم، ومقتل 13 عسكريا و7 مدنيين.

وشارك أكثر من 70 موسيقيا وراقصا في عرض \"وشم\"، الذي احتوى على عدة فقرات شكلت فُسيفساء موسيقية لأغاني البَدْوْ التونسية، استمرت على مدى ساعتين.

وتضمن العرض تقديم لوحات فلكلورية وموسيقية وشعرية.

وقال إدريس عبدالقوي، أحد المشرفين على العرض \"يحمل العرض دلالة كبرى في ذاكرتنا الشعبية ويحيل الى انتصار تونس على الإرهاب عام 2016، لذلك سيبقى ذكرى لا يمحوها الزمن\".

وأضاف عبدالقوي \"العرض الفرجوي يحتوي على فقرات متنوعة ويحتفي بذكرى السابع من مارس/اذار عبر اغاني تعبر عن الفرح والانتصار\".

وتابع \"وشم هو عرض موسيقي فرجوي بالأساس، أردنا من خلاله الاحتفال بانتصاراتنا عبر الأغاني المعاصرة والشعبية\".

\"سارة\"، أغنية صدحت بها الفنانة الشابة وئام علي خلال الاحتفالية، وسلطت من خلالها الضوء على الطفلة التي سقطت أثناء المواجهات بين الأمن والإرهابيين صباح يوم 7 مارس/آذار. كما أدى الفنان الهادي ضيفالله رفقة عدد من الراقصين العرض الفلكلوري الحضرة.

وعلى مدى أكثر من 200 عام لازال أهالي الجنوب الشرقي التونسي يرددون أغانيهم المستمدة من عمق التاريخ والتراث.

وتسمى هذه الأغاني بالشعر الغنائي البدوي، وترافقها \"القصبة\" (الناي).

ويقول الشاعر الغنائي التونسي محمد الغمد الذي قدم إحدى فقرات عرض \"وشم \" رفقة ريم حمدي \"بالرغم من مرور مئات السنين على هذه النوعية من الأغاني، إلا أنها لازالت تؤثث أفراحنا ومهرجاناتنا\".

وافاد الشاعر التونسي ان الأغاني البدوية تأخذ أسماء القبائل التي ترددها، فمثلا يوجد من بين هذه الأنواع قصيدة الشهيدي والدغاري، كما يوجد الزرقاني، وجميعها أسماء قبائل منتشرة في جهة الجنوب الشرقي التونسي، وخاصة في محافظة تطاوين\".

ولا تتجاوز الشاعرة الغنائية التونسية ريم حمدي الـ35 عاما من عمرها، لكنها تصر على إنشاد أغاني متوارثة عن الأجداد.

وقالت \"أشارك في مهرجانات عديدة عبر باقة من الاغاني المستمدة من موروثنا الشعبي الاصيل\".