أبو رحيمة: هناك مشروع قيد الإعداد لترجمة المسرح العالمي للعربية والعكس

محمد الحمامصي
المسرح الإماراتي له حضور على المسارح العالمية

أكد أحمد أبو رحيمة مدير إدارة المسرح في دائرة الثقافة والإعلام ومدير مهرجان أيام الشارقة المسرحية أن المهرجان الذي تنطلق دورته الثامنة والعشرون الثلاثاء 13 مارس/آذار ويستمر حتى 21 من الشهر نفسه، بحضور أكثر من 250 مشاركاً وبمشاركة 13 عرضاً، يمثل عرسا ثقافيا فنيا تنتظره جماهير دول الخليج العربي وليس جماهير دولة الإمارات فحسب، فهو مهرجان مختلف عن باقي المهرجانات التي تنعقد على مدار العام، كونه يحمل رمزا كبيرا وينطلق من مشروع ثقافي ضخم يتبناه الشيخ د. سلطان القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي وهب نفسه للثقافة والفنون.

وقال في لقاء معه قبيل المؤتمر الصحفي الخاص بافتتاح المهرجان إن المهرجان يشهد في افتتاحه عرض مسرحية \"كتاب الله.. الصراع بين النور والظلام\" للشيخ د. سلطان القاسمي، والتي تحاكي مجريات الأمور على الساحة العربية وما يحاك للأمتين العربية والإسلامية من تهديدات تستهدف استقرارهما، وذلك من خلال عرض استعراضي وغنائي يشارك فيه أكثر من مائة فنان ما بين ممثل واستعراضي ومغن.

ولفت إلى أن المهرجان خرّج على مدار الدورات الـ 27 الماضية العديد من المسرحيين كتابا ومخرجين وممثلين ومصممي استعراض، الذين من بينهم الآن رموز الحركة المسرحية سواء في الإمارات أو الخليج العربي، الآن نصوص وعروض المسرحيين الاماراتيين تجوب خشبات المسرح الكويتي والبحريني والسعودي وكل دول الخليج وأيضا الدول العربية الأخرى. كما أثر على الدراما التليفزيونية الإماراتية والخليجية حيث رفدها بفنانين وفنانات حققوا تميزا في الأعمال التي قدموها.

وأكد أبو رحيمة أن حضور الأعمال العربية والمتخصصين في المسرح أحدث نوعا فريدا من التواصل المسرحي الإماراتي العربي، كما أن البرنامج الثقافي والفكري الذي يطرح على طاولة النقاش قضايا المسرح العربي والعالمي يشكل علامة مهمة داخل المهرجان، ويناقش هذا العام تحت محور رئيسي \"النقد المسرحي: الترجمة والتثاقف\" قضايا التناص والإخراج المسرحي بين الاقتباس والسطوة، كما يقدم عرضا تاريخيا حول عائلات المسرح العربية وموقف الشعر من المسرح في ظل تراجع المسرح الشعري.

وحول وجود مشروع أو خطة لترجمة الأعمال المسرحية العالمية، قال \"هناك بالفعل مشروع ضخم قيد الإعداد لترجمة المسرح العالم إلى اللغة العربية وأيضا ترجمة أحدث الإصدارات النقدية التي تتناول المسرح وفنونه، بالإضافة إلى ترجمة الأعمال المسرحية العربية إلى مختلف اللغات العالمية.

وأشار أبو رحيمة إلى أن المسرح الإماراتي له حضور على المسارح العالمية، مؤكدا أن الأسابيع الثقافية تعرض من خلالها الأعمال المسرحية، وقد عرضنا في أكثر من عاصمة أوروبية، وليس جديدا أن أشير إلى أن الشيخ د. سلطان بن محمد القاسمي، قد أصدر أخيرا مرسوما أميريا بإنشاء أكاديمية الشارقة للفنون. ووفقاً للمرسوم يكون مقر الأكاديمية الرئيس في إمارة الشارقة، ويجوز لها أن تنشئ فروعاً ومكاتب داخل الدولة وخارجها، وهذا يؤكد أننا نمضي قدما في مشروع ثقافي وتنويري كبير.

ونفى أن تكون هناك رقابة على الأعمال المسرحية التي تقدمها أيام الشارقة، اللهم إلا جودة النص وجودة تنفيذه على خشبة المسرح. إن الأعمال هذا العام تستقي قضاياها مما يجري في وطننا العربي، إنها مهمومة بفنيتها وأدائها وكذا بتحقيق الوعي الفني لدى الجمهور ولفت نظره إلى المخاطر التي تواجه الوطن إنسانيا واجتماعيا.

وكشف أبو رحمة عن استحداث أيام الشارقة المسرحية لما يمكن أن يطلق عليه جلسات المسامرة الفكرية، حيث يتحلق المشاركون في المهرجان من نقاد وفنانين ومخرجين ومصممي الديكور وغيرهم ممن يشاركون في صناعة العرض المسرحي، وذلك في جلسات مصغرة يناقشون ويتحاورون ويكتشفون رؤى وتجارب بعضهم البعض.

كما نحتفي هذا العام بالعنصر النسائي وخصصنا لها جلسات تستعرض خلالها تجربتها وما تأمل إليه من دور في نهضة المسرح. أيضا هناك حضور لأوائل الطلاب في المعاهد والأكاديمية المسرحية العربية، وهؤلاء نقدم لهم ورش عمل وتدريب ولقاءات مع الفنانين والمخرجين في فضاء يتسم بالدعم والمساندة وتحقيق مزيد من ثقل مواهبهم وتشجيعهم.

ورأى أن الإمارات تملك عددا مهما وكبيرا من العاملات في الحركة المسرحية، وحققن حضورا لافتا في الصناعة المسرحية كتابة وإخراجا وتمثيلا وتصميما، حيث تؤمن الإمارات بدور المرأة كمشارك فعلي وليس صوريا أو شكليا في كل مناشط الحياة الثقافية وغيرها. وأظن أن أيام الشارقة المسرحية يكتشف في كل دورة ما بين عشرة واثنتي عشرة ممثلة، وجائزة الفنان الواعد والفنانة الواعدة كانت محفزا على اكتشاف المواهب وتشجيعها، إننا نؤمن بأهمية ودور الشباب في الحركة المسرحية، وإلى جانب هذه الجائزة هناك جائزة التأليف المسرحي التي انطلقت منذ ثلاث سنوات لتصبح جائزة خليجية بعد أن ظلت لسنوات خاصة بالإماراتيين، وفي دورتها الثالثة هذا العام فاز بالمركز الأول الكاتب ياسر بن يحيى مدخلي من السعودية عن نصه \" الانتصار أو الموت أو كلاهما \"، وبالمركز الثاني الكاتبة سهام صالح العبودي من السعودية أيضا عن نصها \"بحثاً عن الظل المفقود\"، وجاء في المركز الثالث الكاتب العماني عبدالرزاق بنجبار بن عطية عن نصه \"خريف الجسور\".

وأوضح أبو رحيمة أن الشارقة وحدها تقدم ثماني مهرجانات مسرحية متنوعة ومتناغمة على مدار العام، حيث نبدأ بمسرح الهواة ويتمثل في مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة، ثم مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي؛ وهو تجربة فريدة على مستوى الوطن العربي، حيث يقدم عروضه في الصحراء ويحتشد لمشاهدته الآلاف من الجماهير الذين يأتون من كل حدب وصوب.

وأيضا هناك مهرجان المسرح الكشفي الذي يقدم في معسكرات الكشافة، ومهرجان خور فكان وهو عبارة عن كرنفال مسرحي، ينطلق بمسيرة كرنفالية استعراضية راقصة ثم تبدأ عروضه التي تمثل بانوراما للأعمال المتميزة التي قدمت في الامارات، وتقدم على ثلاث مسارح على شاطئ البحر، وهناك مهرجان دبا الحصن وهو خاص بالمسرح الثنائي، ثم أيام الشارقة المسرحية، ومهرجان المسرح الخليجي، ومهرجان المسرح المدرسي الذي يقدم بشكل متميز ويحظى باهتمام كبير كونه يحقق التفاعل والتواصل مع الطلاب في مختلف المراحل التعليمية.

وكل هذه المهرجانات تقدم برؤية على المستوى العربي وبمشاركة فنانين ومخرجين وكتاب عرب.

إن شعار ومشروع الشارقة وحاكمها الشيخ د. سلطان القاسمي هو أن الثقافة هي الحصن الأول والأخير في حماية الشعوب، وإن ما يحدث في المنطقة العربية سببه هو تجاهل الفرد وتثقيفه والاتقاء بذائقته الفنية، فكلما اتسعت دائرة تفاعل المواطن مع الثقافة والأدب والفنون يكون هناك مواطن صالح، وهكذا ترقى الأمة العربية وتصبح في مصاف الدول المتقدمة.