'فرانكشتاين في بغداد' في رحاب مان بوكر الدولية

'شسمه ليس من وحي الخيال، شمسه هو نحن'

لندن - وصلت النسخة الإنكليزية من رواية \"فرانكشتاين في بغداد\" للعراقي أحمد سعداوي إلى القائمة الطويلة لجائزة مان بوكر الدولية في المملكة المتحدة الاثنين.

الرواية سبق لها الفوز بالجائزة العالمية للرواية العربية في 2014 (البوكر العربية)، وتتناول قصة هادي العتاك الذي يعيش في العراق ويقوم بتلصيق بقايا بشرية من ضحايا الانفجارات في بغداد في ربيع 2005 ويخيطها على شكل جسد جديد تحل فيه الروح لينهض كائن جديد يسميه هادي \"الشسمه\" وهو تعبير محلي يعني من لا يعرف اسمه الحقيقي وتسميه السلطات بالمجرم.

وحين اصدر الكاتب العراقي \"فرانكشتاين في بغداد\"، كان يظن ان احداثها الخيالية تنتمي لزمن ولى، قبل ان يتبين ان الواقع المعاش في بلده ما زال فيه الكثير من الدموية والقسوة.

وقال سعداوي ان \"شسمه ليس مخلوقا وهميا من وحي الخيال، شمسه هو نحن\".

ويضيف \"يعتقد شمسه انه يفعل شيئا جيدا لكنه في الحقيقة يشارك في القتل والدمار.. كلنا نقوم بهذا، بطريقة واخرى، بترحيب او عدم اعتراض او تأييد للجرائم\".

وتتضمن رواية سعداوي، تفاصيل عن الادب العراقي وتحمل وصفا دقيقا احيانا عن حي البتاوين، احد الاحياء الذي تنتشر فيه الدعارة والجريمة.

واصبح سعداوي بفضل روايته احد نجوم الادب الجدد في المنطقة بعدما حاز على الجائرة العالمية للرواية العربية.

وصدرت رواية \"فرانشكتاين في بغداد\" باللغة الايطالية وترجمت الى الفرنسية والانكليزية.

لكن يبدو ان ردود الفعل على الرواية كانت متضاربة، وقال السعدواي (43 عاما) \"بعض الاصدقاء حذفني من فيسبوك، والبعض وضعني بمصاف الآلهة، واخرون ارسلوا لي صورهم وهم يحرقون كتابي\".

نشأ سعداوي في اسرة متواضعة في مدينة الصدر، تعلم القراءة والكتابة من خلال مرافقة والدته في دروس محو الامية.

ويستذكر سعداوي، الذي يواصل اليوم عمله كصحافي ومنتج افلام ليمول روايته المقبلة، ذلك الزمن قائلا \"هذا جعلني اكتب في وقت مبكر قبل الاطفال الاخرين وعندما بلغت السابعة كنت اكتب قصصا عن الحيوانات\".

بدت شخصيات رواية سعداوي واللهجة البغدادية واضحة في كل صفحة، اضافة الى ثراء مخزون معلوماته حول الاوضاع في بلاده.

وتحتفل جائزة مان بوكر العالمية بأفضل الأعمال الروائية العالمية المترجمة وتُمنح كل عام لكتاب تُرجم إلى الإنكليزية وصدر في المملكة المتحدة.

جاءت الرواية الصادرة في 2013 والتي ترجمها إلى الإنكليزية الصحفي البريطاني جوناثان رايت ضمن 13 رواية شملتها القائمة الطويلة للجائزة هذا العام.

وضمت القائمة أعمالا لكتاب من فرنسا وإسبانيا وألمانيا والمجر والأرجنتين وكوريا الجنوبية والنمسا وبولندا وتايوان.

وقالت لجنة تحكيم الجائزة المكونة من خمسة أعضاء برئاسة الكاتبة البولندية ليزا ابيجنانيسي في بيان الاثنين إنها اختارت هذه الأعمال من بين 108 أعمال تقدمت للجائزة.

وتكشف لحنة التحكيم عن القائمة القصيرة في 12 أبريل/نيسان فيما ستعلن اسم الرواية الفائزة في 22 مايو/أيار خلال حفل عشاء بمتحف فيكتوريا وألبرت في لندن.