عائلة تحول منزلها الى ملاذ ووطن 'في سوريا'

أثار شجن الجمهور وتعاطفه

بيروت - بعيدا عن السياسة والانحياز لطرف على حساب آخر يعرض فيلم "في سوريا" مأساة عائلة علقت في أحد أحياء سوريا وتعرضت للخوف والقهر من عدة أطراف لكنها آثرت التمسك بمنزلها الذي يمثل لها الوطن والملاذ رغم ما يحيطه من أخطار.

الفيلم إنتاج بلجيكي/فرنسي/لبناني مشترك ومن إخراج البلجيكي فيليب فان ليو وبطولة الفلسطينية هيام عباس واللبنانية دياموند بو عبود والسوري محسن عباس.

تدور أحداث الفيلم كلها تقريبا داخل شقة تتحول إلى ما يشبه السجن لأم يزن العازمة على النجاة من الحرب المستمرة في سوريا منذ سبع سنوات التي يجسد الفيلم وحشيتها بشكل كبير من خلال دوي القنابل ونيران القناصة.

ويختصر الفيلم خلال 85 دقيقة يوما كاملا من حياة عائلة سورية والتضحيات التي يقدمها بعض أفرادها لنجاة الباقين.

ويغوص الفيلم في خضم الحرب وتفاصيل القصف والخطف والاغتصاب. وقالت دياموند بو عبود التي أدت دور حليمة التي تعرضت لاغتصاب وهي أيضا جارة أم يزن في تصريح "هم أناس اجبروا على أن يكونوا في هكذا ظروف، كيف يتخطون كل يوم بيومه؟.. إلى هذا الحد كل نهار من حياتهم مهم. كيف مر وكيف يمر؟."

وأضافت قبل العرض الخاص للفيلم في بيروت الاثنين "هذا الفيلم ليس فقط بلجيكيا عن ناس سوريين..، بل يحكي عن ناس يمكن أن يكونوا في أي مكان في العالم يعيشون هكذا معاناة".

ونالت بوعبود جائزة أفضل ممثلة عن دورها بهذا الفيلم من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته التاسعة والثلاثين في 2017.

وعن تحمس مخرج غير سوري لتقديم فيلم عن مأساة إنسانية بهذا البلد قال مخرج العمل فيليب فان ليو إنه أراد فتح نافذة للجماهير الغربية حتى يكون لدى هؤلاء الأشخاص فهم أفضل لحالة السوريين.

وأضاف أن هذا العمل هو من أجل "التعاطف" مع الشعب السوري.

وأثار الفيلم لدى عرضه في لبنان شجن الجمهور وتعاطفه سواء المشاهد العادي أو المتخصص في صناعة السينما.

وقال المصور السوري عمار عبدربه بعد مشاهدة الفيلم "الفيلم مؤلم.. هون الفيلم ما حب يقول بأي منطقة، ممكن تكون بحمص، ممكن بحلب، ممكن تكون بالغوطة، ما عندنا أي فكرة وما مهم يكون عندنا فكرة. هاي وضع السوريين جد، صار له سبع سنين".

وقالت طالبة الصحافة اللبنانية سارة حرب "الفيلم بيعيشك جزءا من المأساة اللي عم تصير بسوريا، كتير منيح ينعرض هيك شي بلبنان لنحس شو عم يصير بسوريا. بلكي بنقدر نتعايش شوي أكتر مع الناس اللي عندنا هون بلبنان، اللي عم يهربوا من الحرب، عم نعرف ليش هلق هربوا شي بيخوف، بيعيشك بورطة بيعيشك ع البطئ بالمعاناة".

وحظي الفيلم بإشادات كثيرة من النقاد والجمهور لدى عرضه في العام الماضي بمهرجانات إقليمية ودولية منها مهرجان برلين السينمائي ومهرجان سياتل السينمائي ومهرجان ستوكهولم السينمائي.