الزهايمر يهدد سلامة الأوعية الدموية

تدهور متواصل في وظائف الدماغ

مدريد - قال باحثون إسبان إنهم اكتشفوا لأول مرة أن مرض الزهايمر يشكل خطرا على الأوعية الدموية للجسم، وأن هذه الآثار تظهر بشكل خاص بين الإناث المصابات بالمرض.

وأجرى الباحثون دراسة بمعهد علم الأعصاب التابع لجامعة برشلونة الإسبانية، ونشروا نتائجها السبت، في العدد الأخير من دورية (Journal of Alzheimer's Disease) العلمية.

وقال الباحثون إن دراستهم، التي أجريت على الفئران، تقدم بيانات جديدة، ولأول مرة تكشف أن آثار مرض الزهايمر تتخطى الدماغ، لتؤثر بالسلب على أنظمة القلب والأوعية الدموية للمرضى.

وللوصول إلي نتائج الدراسة، درس الفريق خصائص الشرايين الصغيرة لمرضى الزهايمر.

واكتشف الفريق لأول مرة، أن هناك علاقة وثيقة بين الإصابة بالقلق ومشاكل الأوعية الدموية ومرض الزهايمر، وأن هذه العلاقة ظهرت على الفئران الإناث المتقدمات في العمر أكثر من الذكور.

وقال قائد فريق البحث، فرانسيز ألتايو، إن "مرض الأوعية الدموية الناجم عن الإجهاد التأكسدي والالتهاب يمكن أن يسبب تغيرًا في توزيع تدفق الدم إلى الأعضاء والأنسجة المختلفة، بما في ذلك الدماغ، ويؤدي بدوره إلي الإصابة بالأمراض العصبية المرتبطة بالخرف وعلى رأسها الزهايمر".

وأضاف أن "الدراسة تظهر على وجه التحديد أن جنس الفئران هو عامل حاسم، فهذه الأعراض ظهرت على وجه التحديد لدى الفئران الإناث، ما يشير إلى أن النساء المسنات المصابات بالزهايمر قد يعانين من أمراض القلب والأوعية الدموية أكثر من الرجال".

وأشارت ليديا جيمينيز لورت، إحدى الباحثات المشاركات في الدراسة، إلى أن "هذا البحث يقدم أول دليل على أن الفئران الإناث المصابات بالزهايمر يظهر عليهن تغيرات كبيرة في الأوعية الدموية الصغيرة، وهذه الأوعية ضرورية في تغذية مختلف الأعضاء والأنسجة".

وأضافت أن "ربط مرض الزهايمر بأعراض مثل القلق ومشاكل الأوعية الدموية هو اكتشاف يحمل دلالات مهمة تتجاوز مجال البحث الذي يركز على آثار مرض الزهايمر والخرف على الدماغ".

ومرض الخرف، هو حالة شديدة جدًا من تأثر العقل بتقدم العمر، وهو مجموعة من الأمراض التي تسبب ضمورًا في الدماغ، ويعتبر الزهايمر، أحد أشكالها، ويؤدي إلى تدهور متواصل في قدرات التفكير ووظائف الدماغ، وفقدان الذاكرة.

ويتطور المرض تدريجياً لفقدان القدرة على القيام بالأعمال اليومية، وعلى التواصل مع المحيط، وقد تتدهور الحالة إلى درجة انعدام الأداء الوظيفي.

ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن عدد المصابين بالخرف في 2015، بلغ 47.5 مليون، وقد يرتفع بسرعة مع زيادة متوسط العمر وعدد كبار السن.