اتفاق مصري سوداني على تمتين العلاقات وشراكة في مياه النيل

زيارة البشير للقاهرة تأتي بعد فترة من التوترات

القاهرة – التقى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الاثنين بنظيره السوداني عمر البشير في القاهرة التي يزورها ليوم واحد، فيما شكل اللقاء خطوة اضافية لحل قضايا عالقة بين البلدين وانهاء حالة من التوتر شابت العلاقات الثنائية على خلفية خلافات حول ملف سد النهضة ونزاع على مثلث حلايب وشلاتين وأبو رماد الحدودي واتهامات متبادلة بدعم.

وشدد السيسي الاثنين في مؤتمر صحفي مع البشير على ضرورة مواصلة العمل على تنفيذ نتائج القمة الثلاثية حول سد النهضة التي عقدت في أديس أبابا.

وقال \"أكدنا عزمنا العمل معا ومع الأشقاء في إثيوبيا على التوصل إلى شراكة في نهر النيل تحقق المنفعة للجميع دون الإضرار بأي طرف\".

وتابع في كلمته \"في ضوء أن نهر النيل يمثل شريان الحياة لشعبي وادي النيل (مصر والسودان)، فقد أكدنا عزمنا العمل معا ومع الأشقاء في إثيوبيا للتوصل إلى شراكة في نهر النيل تحقق المنفعة للجميع دون الإضرار بأي طرف\".

وعقدت قمة ثلاثية في نهاية يناير/كانون الثاني برئاسة السيسي والبشير ورئيس وزراء إثيوبيا السابق هيلي ماريام ديسالين أكدوا خلالها على مهلة شهر لإنهاء الدراسات الفنية ومن ثم عقد اجتماع قبل أن يتم إلغاؤه جراء الاحتجاجات في إثيوبيا واستقالة ديسالين.

وتابع الرئيس المصري \"ناقشت مع الرئيس السوداني القضايا المشتركة والتنسيق الثنائي لأعلى مستوى الذى يعكس الأهمية الكبيرة للعلاقات المشتركة كما اتفقنا على العمل على استشراف آفاق أوسع للعمل والتشاور والتنسيق والقضايا التي تهم البلدين\".

وأكد على ضرورة الحفاظ على دورية انعقاد اللجان المشتركة بصورة منتظمة ومعالجة أية شواغل أو تحديات قد تطرأ على العلاقات.

وأشار إلى \"بدء الإعداد لعقد اللجنة المشتركة برئاسة رئيسي البلدين نهاية العام الجاري في الخرطوم حيث عقدت اللجنة الأخيرة بالقاهرة عام 2016\".

ووفق بيان للرئاسة المصرية فإن \"المباحثات بين الجانبين تطرقت إلى سبل تعزيز مختلف جوانب العلاقات الثنائية وتمتين التعاون الاقتصادي وتحقيق المصالح المشتركة بين البلدين خاصة في مجالات الزراعة والإنتاج الحيواني والنقل والبنية التحتية\".

وأكد السيسي على \"ضرورة إبقاء قنوات الاتصال بين البلدين فاعلة ومنفتحة في إطار من الشفافية والمصداقية\"، حسب البيان.

وأشار إلى أن \"المتغيرات والظروف التي تحيط بالمنطقة وطبيعة الأوضاع السياسية وحجم التحديات الأمنية تفرض ضرورة التوحد صفا واحدا ككتلة صلبة للحفاظ على مؤسسات دولنا وتحصينها من أية محاولات للنيل من مقدراتها\".

البشير يدعم ترشح السيسي

ورحب البشير بترشح السيسي لفترة ثانية وذلك خلال أول زيارة يقوم بها للقاهرة منذ 2016، وتعهد الزعيمان بتعزيز التعاون بعد عام شابه توتر في العلاقات بين الجارتين.

واحتدمت الخلافات بين البلدين في الشهور القليلة الماضية بسبب انزعاج مصر من اتفاق بحري بين تركيا والسودان وخلاف حول سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا على نهر النيل.

وفي العام الماضي، حظر السودان استيراد جميع المنتجات الزراعية المصرية وذلك في خطوة اعتبرها محللون سياسية إلى حد كبير ومرتبطة بمجموعة من الشكاوى السودانية وعلى رأسها نزاع على السيادة على منطقة حلايب وشلاتين الحدودية بجنوب مصر.

وقال البشير الذي وصل إلى القاهرة في وقت سابق الاثنين في زيارة تستغرق يوما واحدا \"هناك إرادة سياسية للتعاون لحل أي إشكالية تظهر بين البلدين\".

وأضاف \"نحن أمام مرحلة مفصلية تاريخية ونشاهد ما تعانيه منطقتنا من مشاكل وهذا يتطلب المزيد من التقارب والتعاون\".

وكانت القاهرة شهدت اجتماعا لوزيري خارجية ورئيسي جهازي مخابرات البلدين الشهر الماضي لتخفيف التوتر في العلاقات.

ولم يشر أي من الرئيسين للخلاف بشأن منطقة حلايب وشلاتين الحدودي، لكن السيسي تحدث عن أزمة سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا.

ودب خلاف بين مصر وإثيوبيا بشأن بناء سد النهضة، وهو مشروع لتوليد الطاقة الكهرومائية قيمته أربعة مليارات دولار تخشى القاهرة أن يقلص المياه التي تصل لحقولها من إثيوبيا عبر السودان.

وتنفي إثيوبيا هذه المزاعم وتأمل أن يكون السد أكبر مولد ومصدر للكهرباء في القارة. ويدعم السودان بناء السد لأنه سينظم الفيضانات وسيوفر الكهرباء والري.

ويسعى السيسي للفوز بفترة ثانية خلال الانتخابات الرئاسية المقررة الأسبوع المقبل وهو أمر شبه محقق.

وقال البشير خلال المؤتمر الصحفي \"نحن حقيقة وقتنا زيارتنا في هذا التوقيت كي نؤكد أننا مع استقرار مصر ومع دعم الرئيس السيسي\".

وفي وقت لاحق اصطحب السيسي البشير للمشاركة في احتفالية بالقاعة المغطاة باستاد القاهرة. وتضمنت الاحتفالية عروضا فنيا وأغاني تحتفي بالعلاقات بين مصر والسودان.

وتعد هذه أول زيارة يقوم بها البشير لمصر منذ أكتوبر/تشرين الأول 2016 وتأتي بعد انفراج التوتر في العلاقات بين البلدين وعودة السفير السوداني عبدالمحمود عبدالحليم، إلى القاهرة في وقت سابق من الشهر الحالي.

وشهدت العلاقات بين السودان ومصر تباينات في وجهات النظر على خلفية قضايا خلافية، منها النزاع على مثلث حلايب وشلاتين وأبو رماد الحدودي والموقف من سد النهضة الإثيوبي على نهر النيل.

وبعد أيام من عودة السفير السوداني إلى القاهرة، بحث عمر البشير مع القائم بأعمال مدير المخابرات العامة المصرية اللواء عباس كامل بالخرطوم \"العقبات الكبيرة\" التي تواجه المنطقة وتؤثر على علاقات البلدين.