إصرار مصري على استعادة 'الذهب الأبيض' مكانته العالمية

'قطن طويل التيلة' من أفضل أنواع القطن في العالم

القاهرة - يُتوقع أن يبدأ القطن المصري أو ما يطلق عليه \"الذهب الأبيض\"، رحلة العودة إلى عرشه مجدداً، في وقت تطمح فيه البلاد لدفعه نحو العالمية من خلال إجراءات للنهوض بزراعته وتسويقه.

وقامت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي في مصر بتحديد مناطق زراعة أصناف القطن للموسم الزراعي الحالي، وحظر زراعة أية أصناف أخرى.

كما أعلنت الوزارة، أيضا، عن خطة تستهدف زيادة المساحة المزروعة بالقطن في الموسم الجديد الذي ينطلق عادة مطلع مارس/آذار سنويا، ويبدأ الجني في أكتوبر/تشرين الأول من نفس العام، الى نصف مليون فدان.

وتشير تقديرات رسمية إلى أن مساحة الأراضي المزروعة بالقطن بلغت 270 ألف فدان في عام 2017، وفق وزارة الزراعية المصرية.

ويعد القطن المصري الذي يطلق عليه \" قطن طويل التيلة\" أفضل أنواع القطن في العالم وويتم تصديره الى العديد من الدول.

مكانة عالمية

وقال عثمان المنتصر، عضو لجنة الزراعة بمجلس النواب المصري إن الحكومة \"عازمة بكل السبل على استعادة القطن المصري عافيته ومكانته على الساحة العالمية\".

وأشاد المنتصر أيضا \"بخطوة الحكومة لتحديد ضمان سعر شراء القطن\" من الفلاحين ودعمهم، واعتبر الأسعار المعلنة \"معقولة ومناسبة وإن كانت قليلة نسبيا في ظل ارتفاع تكاليف الإنتاج\".

وأشار إلى أن القطن المصري \"يتميز بأنه طويل التيلة فائق الجودة، ونعومته تؤهله للاستخدام في صناعة المنسوجات عالية الجودة\".

وقدم النائب المصري عدة مقترحات للنهوض بالقطن، تتضمن \"توفير التقاوي النقية والالتزام بالخريطة الزراعية التي يصدر بها قرار وزاري سنويا\".

وشدد على \"ضرورة التوسع في زراعة القطن قصير ومتوسط التيلة، ودعم المزارعين، وفقا للاتفاقيات الدولية حتى لا يتحولوا لزراعة المحاصيل الأخرى\".

وأكد المنتصر على أهمية إدخال نموذج الزراعة التعاقدية (تعهد وزارة الزراعة بشراء المحصول قبل الزراعة)، وتفعيل دور الإرشاد الزراعي واتخاذ التدابير المناسبة لضمان الأصناف المنتجة وعدم اختلاطها للحفاظ على جودة القطن المصري.

ويتيح الطقس المعتدل في مصر وجودة البذور المتوفرة زراعة القطن طويل التيلة بكثافة.

ويباع القطن طويل التيلة بنحو مثلي سعر الأنواع العادية من القطن قصير التيلة.

انخفاض الطلب

وقال الأستاذ في الاقتصاد جمال صيام، إن \"القطن المصري طويل التيلة فائق الجودة يستخدم في إنتاج انواع فاخرة من الملابس، ما أدى إلى انخفاض الطلب العالمي عليه\".

واشار صيام إلى أن القطن المصري \"يعاني من مشاكل عديدة سواء في الإنتاج أو التصنيع أو التصدير\".

وأوضح الأستاذ في الاقتصاد أن مصر كانت تزرع نحو 2 مليون فدان قطن وتنتج نحو 10 ملايين قنطار (القناطار = 100 كيلوغرام) خلال الخمسينيات والستينات من القرن الماضي.

وتراجعت المساحة المزروعة بالقطن من 714.7 ألف فدان في الموسم الزراعي 2003/2004 إلى 241 ألف في موسم 2014/2015، وفقا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء بمصر (حكومي).

كما تراجع إنتاج مصر من القطن من 785.2 ألف طن في الموسم الزراعي 2003/2004 إلى 160 ألف طن في الموسم الزراعي 2014/2015.

ويبدأ الموسم الزراعي في مصر مطلع سبتمبر/أيلول، ويختتم في نهاية أغسطس/آب من العام التالي.

وأوضح جمال صيام أن القطن عانى خلال السنوات الماضية من تراجع حاد في مساحة الأراضي المزروعة به نظرا للعديد من الأسباب منها عزوف الفلاحين والاتجاه نحو زراعة الأرز، وزيادة تكلفة المحصول الى جانب غياب آلية ناجعة لتسويقه.