لقاء مغربي اسباني يؤسس لشراكة أوسع في مواجهة الهجرة

'المغرب يتجه إلى تغيير راديكالي في سياسة الهجرة واللجوء'

الرباط - انطلق في العاصمة المغربية الرباط الثلاثاء لقاء مغربي إسباني لتعزيز التعاون في مواجهة الهجرة غير الشرعية بمشاركة مسؤولين ووزراء من البلدين.

وفي الجلسة الافتتاحية للقاء الذي يعقد للعام الثاني على التوالي ويستمر ليوم واحد، قال عبدالكريم بنعتيق الوزير المنتدب المكلف بشؤون الهجرة والمغاربة المقيمين في الخارج، إن بلاده تشكل مع إسبانيا "تحالفا استراتيجيا لمواجهة ظاهرة الهجرة غير القانونية في منطقة حساسة".

وأضاف أن "هذا التحالف يمثل نموذجا للتعاون بين الشمال والجنوب".

وتابع أن الوقت حان للتفكير في تعزيز التعاون لمواجهة تحديات الفقر والتنمية في القارة الإفريقية ومعالجة مشكلة الهجرة "من المنبع".

وأشار الوزير المغربي إلى أن "الرباط ومدريد مطالبتان بخلق مستقبل أفضل لأجيال المهاجرين المغاربة (في إسبانيا) وضمان إدماجهم بشكل سلس في المجتمع وتربيتهم على قيم العيش المشترك والقبول بالآخر، انطلاقا من المؤسسات التعليمية والأسر".

ونقلت تقارير مغربية عن بنعتيق قوله إنه المغرب يتجه إلى تغيير راديكالي في سياسة الهجرة واللجوء بعد المبادرة التاريخية التي أطلقها العاهل المغربي الملك محمد السادس ومنها ملاءمة القوانين والتشريعات الوطنية حتى يتسنى للمهاجرين الذين اختاروا الاستقرار في المملكة أن يستفيدوا من جميع الخدمات مثلهم مثل أي مواطن مغربي.

كما عرض المسؤول الحكومي المغربي إلى أعباء الهجرة واللجوء التي تتحملها المملكة المغربية من داخل منظمة الاتحاد الإفريقي، مشيرا في هذا السياق إلى توجيهات الملك محمد السادس خلال القمة الإفريقية الأخيرة ومنها اعتبار الهجرة رافعة للتعاون والتنمية والتضامن وليست مشكلة دولة بعينها، بل قضية تهم المنطقة والقارة ومسؤولية مشتركة على المستوى الدولي.

من جهتها، قالت ماريا ديل كورال تيليز وزيرة الدولة الإسبانية المكلفة بالهجرة، إن بلادها عازمة على مساعدة المغرب في إرساء سياسات هجرة ناجحة، مشيدة بالتعاون القائم بين البلدين في مواجهة الاتجار بالبشر.

ويشكل المغاربة أكثر من 15 بالمائة من مجموع الأجانب في إسبانيا بواقع نحو 760 ألف شخص، حسب إحصاءات رسمية لعام 2016.

وتشكل السواحل الشمالية للمغرب النقطة الأقرب في القارة الإفريقية إلى البر الأوروبي، ما يجعلها محطة رئيسية لآلاف الراغبين بالهجرة سنويا.

ويعتبر المغرب نموذجا في المنطقة لمكافحة الإرهاب والاتجار بالبشر، ما دفع مدريد لتعزيز التعاون معه والاستفادة من تجربته في هذا المجال، حيث أصبحت المملكة المغربية خلال السنوات الماضية رقما مهما في معادلة كبح الهجرة والتصدي للتطرف.