35 قتيلا في قصف استهدف سوقا بضواحي دمشق

عنف متبادل بين القوات النظامية والمعارضة قرب العاصمة

دمشق - قتل 35 شخصا الثلاثاء جراء قذيفة صاروخية أطلقتها الفصائل المعارضة واستهدفت سوقا شعبية في ضواحي دمشق، وفق ما أورد الاعلام السوري الرسمي في حصيلة تعد الأعلى في العاصمة جراء سقوط قذائف منذ بدء النزاع في سوريا.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مدير مشفى دمشق الدكتور هيثم الحسيني تأكيده \"وصول جثامين 35 شهيدا إلى المشفى ارتقوا نتيجة الاعتداء الإرهابي بقذيفة صاروخية على سوق شعبية في حي الكشكول\".

وأوردت الوكالة في حصيلة أولية مقتل \"24 مدنيا\"، فيما أصيب 35 آخرون بجروح.

وتعد هذه الحصيلة الأعلى في دمشق وضواحيها جراء القذائف التي تطلقها الفصائل المعارضة خلال سبع سنوات من النزاع.

ونقل التلفزيون عن مصدر في قيادة شرطة دمشق، إن القذيفة الصاروخية أطلقتها \"التنظيمات الارهابية\" على الحي الواقع على أطراف ضاحية جرمانا جنوب شرق دمشق.

وقال أحد سكان الحي إن \"الدوي كان قويا كما لو أن صاروخا سقط وليس مجرد قذيفة\"، موضحا أنها سقطت وسط شارع تجاري ضيق يضم الكثير من محلات الثياب والهدايا والمطاعم المعروفة بأسعارها البخسة.

وقالت هانية من سكان حي كشكول \"أصبنا برعب كبير جراء الدوي الهائل\".

وأضافت الممرضة في الثلاثينات من العمر \"القذيفة سقطت وسط سوق شعبية إلى جانب حاجز أمني\".

وقال سائق سيارة أجرة (41 عاما) رفض الكشف عن اسمه \"كنت قريبا من المنطقة وتوجهت مباشرة إلى الشارع حيث يوجد أيضا حاجز للجيش\"، مضيفا \"الناس كانت متجمعة عشية عيد الأم لشراء الهدايا\".

وتكثفت مؤخرا وتيرة اطلاق القذائف على دمشق وضواحيها بالتزامن مع حملة عسكرية بدأها الجيش السوري في 18 فبراير/شباط ضد الغوطة الشرقية، معقل الفصائل المعارضة قرب دمشق، تمكن خلالها من السيطرة على أكثر من 80 بالمئة من هذه المنطقة المحاصرة.

ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال هذه الفترة مقتل نحو 50 مدنيا في قذائف الفصائل على دمشق وضواحيها.

وتقع منطقة كشكول جنوب بلدة عين ترما في الغوطة الشرقية التي تدور في محيطها حاليا معارك تهدف القوات الحكومية من خلالها لطرد فصيل فيلق الرحمن منها.

وبقيت دمشق طوال سنوات النزاع بمنأى نسبيا عن المعارك العنيفة والدمار الذي لحق بعدة مدن رئيسية في سوريا، إلا أنها تعرضت طوال سنوات لقصف من الفصائل المعارضة أودى بحياة المئات ولتفجيرات تبنى معظمها تنظيم الدولة الإسلامية.

وفي تطور آخر قتل تسعة مدنيين الثلاثاء في قصف جوي استهدف خيما للنازحين في محافظة ادلب في شمال غرب سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وأفاد المرصد بأن القصف \"استهدف خيما عشوائية يسكنها نازحون قرب بلدة حاس في ريف ادلب الجنوبي، ما تسبب بمقتل تسعة مدنيين بينهم أربعة أطفال\" واصابة آخرين بجروح.

وشوهد في المكان سيارات وصهاريج مياه محترقة وخيما تضررت وبقع دماء على الخيم.

وقال أبومصطفى، أحد سكان المخيم \"نحن نازحون أتينا من ريف حماه الشرقي، فأنشأ لنا أهالي منطقة حاس مخيما\"، مضيفا أن غارتين استهدفتا المخيم \"فاحترقت السيارات والخيم\".

وتسيطر هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) على الجزء الأكبر من محافظة ادلب مع تواجد محدود لفصائل إسلامية أخرى وقد استعادت قوات النظام اثر هجوم عنيف نهاية العام الماضي السيطرة على عشرات القرى والبلدات في ريفها الجنوبي الشرقي.

وتشكل محافظة إدلب مع أجزاء من محافظات محاذية لها إحدى مناطق اتفاق خفض التوتر الذي تم التوصل إليه في مايو/أيار في أستانا برعاية روسيا وإيران حليفتي دمشق وتركيا الداعمة للمعارضة. وبدأ سريان الاتفاق عمليا في ادلب في سبتمبر/أيلول 2017.