المغرب يجذب المزيد من الإنتاجات السينمائية العالمية

مناسبة لأفلام المحتوى الشرقي

الرباط - بلغت عائدات الانتاجات الفنية الأجنبية المصورة بالمغرب خلال عام 2017 حوالي 500 مليون درهم مغربي (55 مليون دولار تقريبًا).

ومنحت السلطات المغربية المختصة 574 رخصة لتصوير إنتاجات فنية أجنبية على أرضه، شملت أفلاما سينمائية ووثائقية ومسلسلات وإعلانات.

وأفاد المركز السينمائي المغربي الثلاثاء، في حصيلته لعام 2017، أن هذه الميزانية شملت الأفلام السينمائية الطويلة والقصيرة والإعلانات والمسلسلات التلفزيونية، والدراما الوثائقية والمنوعات، وغيرها.

وتوزعت جنسيات الشركات المنفذة لهذه الإنتاجات، بين ألمانيا وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الأميركية وكندا وتركيا وهولندا وإسبانيا والدانمارك وبولونيا وبلجيكا والسويد والتشيك والهند والبيرو والصين.

وعرفت الدول العربية مشاركة شركات إنتاج تنتمي للإمارات العربية المتحدة والكويت وقطر.

وبعيدا عن الأرقام فقد أصبح المغرب وجهة لتصوير الأفلام السينمائية العالمية التي تتضمن محتوى شرقيا ويتطلب إنتاجها تصويرا في مواقع شرقية.

ونجد في أفلام عالمية كيف حولت السينما مواقع في المغرب إلى مدن عربية من الصعب التصوير حقيقة فيها بسبب انعدام الاستقرار التي تشهده غالبية دول العالم العربي والإسلامي بالوقت الحالي، والإمكانيات التقنية التي يوفرها المغرب لتصوير أعمال في مواقع شرقية.

ومن المخرجين العالميين الذين صوروا في المغرب المخرج ريدلي سكوت في فيلمه "سقوط الصقر الأسود" حيث تدور أحداث الفيلم في العاصمة الصومالية مقديشيو حول عملية عسكرية أميركية حقيقية.

ومدينة الفلوجة العراقية في فيلم "أميركان سنايبر" للمخرج كلينت إيستوود وبطولة برادلي كوبر هي مدينة سلا بضواحي الرباط، حتى أن ممثلي الكومبارس كانوا من المغرب، وسيارات الجيب العسكرية والأسلحة كلها كانت مغربية.

واستقبلت مراكش تصوير أحدث أفلام الممثل الأميركي الشهير نيكولاس كيدج "جيش من فرد واحد" الكوميدي الساخر المستلهم من قصة حقيقية لعامل بناء كان يسعى للقبض على زعيم القاعدة السابق أسامة بن لادن.

وهناك أيضا العدد من الاعمال التلفزيونية بالإضافة إلى السينما التي تم الاعتماد فيها على البيئة المغربية مثل مسلسل "أرض الوطن" فقد انتقلت فيه مواقع التصوير من الأردن وإسرائيل إلى المغرب في الموسم الثالث الذي صورت فيها مشاهد طهران بين الرباط والدار البيضاء، الأمر الذي نجح والدليل هو تصوير الجزء السادس من المسلسل حاليا في الشوارع المغربية.

وفي مسلسل "صراع العروش"، ظهرت مدينة الصويرة المغربية كمدينة أستابور، بينما كانت المدينة المحصنة هي في الحقيقة مدينة آيت بن حدو بإقليم ورززات المغربي.

وتساهم عوامل كثيرة في انجذاب السينما العالمية إلى المغرب كتاريخ البلد الطويل مع الفن السابع حيث شهد تصوير أول فيلم في 1919 ما جعله يحظى بالتكنولوجيا اللازمة لصناعة السينما سواء من تقنيات الإضاءة والصوت إلى ديكور مرورا بالمكياج، كما أنه بلد يتمتع بالطبيعة والعمارة التقليدية.

ويقدم المغرب إعفاء للمواد والخدمات المستعملة من طرف الشركات الأجنبية التي تصور أفلامها في البلد من الضريبة على القيمة المضافة وعدم التأمين الاجتماعي على العاملين في قطاع السينما، حيث إن أغلبهم يعملون بشكل حر.

ويتعاون الجيش المغربي بتقديم جميع أنواع السيارات والأسلحة وحتى المنشآت العسكرية لصناع السينما، بأمر من العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني.

وتهتم غالبية مؤسسات الدولة بهذه الصناعة القادمة من الخارج، فقد أغلقت هيئة الطرق بالمغرب أجزاء من طريق لأيام عدة للسماح للنجم الأميركي توم كروز بتصوير لقطات من الجزء الخامس من فيلم "المهمة المستحيلة".

وفي فيلم "كوندون" الذي صور عام 1997 حولت حكومة الدار البيضاء ساحة مركزية إلى ميدان تيانانمين الصيني في بكين حتى يتمكن المخرج الشهير مارتين سكورسيزي من تصوير فيلمه.

ويوفر تصوير عمل أجنبي في المغرب فرص عمل كثيرة، حيث يعد تصوير الأعمال الأجنبية في بعض المناطق المغربية مصدر الدخل شبه الرئيسي، ففي إقليم ورزازات ينشط سوق العمل عندما يأتي أجانب لتصوير مشاهد سجن يمني كما حدث في مسلسل "الهروب من السجن"، أو مشاهد فيلم "المصارع" أو أي فيلم عن أنبياء أو فراعنة.