'أنصار' تحن الى خشبة المسرح الفلسطيني

تتويجها في مهرجان المسرح المغاربي

القدس - بعد أكثر من ربع قرن يعود المسرحي الفلسطيني نضال الخطيب لتقديم عرضه "أنصار" الذي يتناول فيه معاناة المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

وعلى مدى 70 دقيقة يقدم الخطيب وابنه موسى وسط نماذج للخيام وأكوام رمل صغيرة على الأرض خليطا بين التمثيل والحقيقة.. بين مشاهد مسرحية لممثلين ونقاش بين أب وابنه الذي يحاول حثه على استعادة ذكرياته عن تجربة الاعتقال.

يبدأ العرض بتقديم ما يتعرض له المعتقلون من ضرب وإهانات في طريقهم إلى السجن الصحراوي بمنطقة النقب الذي أطلق عليه الفلسطينيون معتقل (أنصار) فيما كانت تسميه إسرائيل (كتسيعوت).

وتسلط المسرحية الضوء على مقاومة المعتقلين لإهدار آدميتهم من خلال تحويلهم إلى مجرد أرقام إذ يتم استبدال اسم المعتقل برقم وبدلا من مناداته باسمه يكون النداء اليومي له برقمه.

كما يستحضر العمل المسرحي عددا من المواقف التي حدثت في السجن مثل الإضراب عن الطعام والمواجهات بين المعتقلين والسجانين في تلك الفترة إضافة إلى أساليب التحقيق وغيرها.

والمسرحية التي عرضت الثلاثاء على مسرح عشتار في مدينة رام الله، قدمها الخطيب لأول مرة عام 1990 وهي من إخراج فاتح عزام واشترك في تأليفها الخطيب وعزام وإسماعيل الدباغ وعبد الجعبة.

وتستند المسرحية إلى تجربة واقعية للخطيب داخل معتقل النقب الصحرواي عام 1988، ويقول إن أهمية إعادة عرض هذه المسرحية هي "الحفاظ على الذاكرة من النسيان".

وقال الخطيب الذي أسس مسرح الطنطورة عام 1995 بعد العرض المسرحي "يجب أن تبقى الحرب مستمرة على اليأس والنسيان".

وأضاف "عدت لتقديم هذه المسرحية في العام 2017 بعد انقطاع استمر أكثر من 25 عاما واتفقت مع زميلي إسماعيل الدباغ أن يشاركني ابني موسى في هذا العرض المسرحي".

وعن سبب دمجه للتمثيل بالواقع خلال العرض قال "يجب إعطاء حيوية للعرض وكنت أحاول قدر الإمكان أن يكون هناك فصل بين زهران (شخصية المسرحية) وبين نضال".

ولا تخلو المسرحية من بعض الكوميديا عندما يحاول الخطيب إقناع ابنه أن يقدم له مسرحية ليلى والذئب أو قيس وليلى بدل مسرحية "أنصار" لأنه يحاول نيسان تلك المرحلة من عمره التي قضاها في السجن.

وقال الخطيب أنه يستعد لمواصلة تقديم جولة من العروض للمسرحية في فلسطين.

واستطاعت المسرحية انتزاع جائزتي أفضل ممثل وأفضل تأليف مسرحي من مهرجان المسرح المغاربي الذي أقيم في الجزائر في فبراير/شباط.