الأنف الكبير لدى الإنسان البدائي لتحمّل البرد

تطوّر في الجهاز التنفسي

باريس - كان إنسان نيانديرتال، "ابن عم" الإنسان الحديث، والذي انقرض قبل ثلاثين ألف سنة، يتمتّع بأنف كبير يعينه على تسخين الهواء البارد وترطيبه قبل أن يدخل رئتيه، بحسب ما أظهرت دراسة حديثة.

ويسود بين العلماء جدل منذ سنوات حول طبيعة جسم إنسان نيانديرتال، ولاسيما أنفه الكبير ووجهه العريض وفكّه البارز.

وباستخدام نماذج بالأبعاد الثلاثة لجماجم متحجرة تعود لإنسان نيانديرتال وسلفه المشترك مع الإنسان الحديث (هومو هيدلبرغنسيس) توصّل فريق دولي من الباحثين إلى أشكال مختلفة من التطوّر في الجهاز التنفسي عند هذا النوع البشري المنقرض.

وأظهر الباحثون أن أنوف إنسان نيانديرتال وأنف الإنسان الحديث "تُسخّن الهواء وترطّبه" أكثر من سلفهما، الأمر الذي يشير إلى أنهما تطوّرا بحيث يمكنهما التكيّف مع المناخ البارد والجاف.

إلى ذلك، كانت الفتحات الكبيرة لأنف إنسان نيانديرتال تتيح له تنشّق كمية أكبر من الهواء، وربّما يفسّر ذلك بأن حاجته من الطاقة كانت أكبر من حاجة "ابن عمه".

وبحسب الدراسة المنشورة في مجلة الأكاديمية الملكية للعلوم فإن إنسان نيانديرتال كان يحتاج لأربعة آلاف و480 سعرة حرارية يوميا ليبقى على قيد الحياة في الشتاء الأوروبي.

وعلى سبيل المقارنة، لا يحتاج الإنسان الحديث أكثر من 2500.

ظهر إنسان نيانديرتال في أوروبا وآسيا الوسطى قبل 200 ألف عام، وانقرض قبل ثلاثين ألف عام في ظروف ما زالت غير واضحة للعلماء.