'الاستعارة الثقافية' تورط المشاهير في فخ العنصرية


موضوع حساس

واشنطن - يثير مفهوم "الاستعارة الثقافية"، من الانتقادات للسينمائي الأميركي ويس أندرسون بسبب رؤيته الخاصة عن اليابان في فيلمه آيل أوف دوغز" إلى الاتهامات للمغني الأميركي برونو مارز بتشويه ثقافة السود، جدلا كبيرا عبر وسائل التواصل الاجتماعي ما يزيد الضغوط على الفنانين والعلامات التجارية.

ولا يكاد يمر أسبوع من دون جدلية متصلة بمفهوم الاستعارة الثقافية، من اعتمار عارضات ازياء عمائم خلال عرض لدار غوتشي نددت به مجموعات السيخ إلى ألبوم رولينغ ستونز الذي يتضمن تكريما لأبرز أسماء موسيقى البلوز، مرورا بأغطية الرأس الهندية التي اعتمرتها عارضات خلال عروض للملابس الداخلية لماركة فيكتورياز سيكريت.

وتؤخذ على أصحاب هذه المبادرات استعارتهم لنواح ثقافية غريبة عنهم من دون الحصول على إذن أو إهمال الأبعاد الرمزية أحيانا لبعض الأمور مما يورطهم في فخ التمييز والعنصرية.

وقد بات هذا الموضوع حساسا لدرجة كبيرة في دول عديدة وبالخصوص في الولايات المتحدة ما اضطر بعض الفنانين للاعتذار العلني بعد اتهامهم بالإساءة إلى ثقافات وحضارات الآخرين، فخلال مقابلة الصيف الماضي، أبدت المغنية كايتي بيري ندما لوضعها ضفائر أفريقية في تسجيل مصور لأحد أعمالها قبل التحدث عن "امتيازات" تتمتع بها لأنها بيضاء في مواجهة ممثل عن حركة بلاك لايفز ماتر (حياة السود مهمة) للدفاع عن السود.

وكان هذا الأمر ليثير الاستغراب قبل بضع سنوات حين كان النجوم لا يتوانون عن توجيه "التحيات" لمتابعيهم من أصحاب الثقافات المختلفة من دون أن يثير ذلك جدلا.

ويرى جورج نيكولاس عالم الأناسة في جامعة سايمن فرايزر الكندية، أن مكمن المشكلة هو الاستغلال التجاري للخصوصيات الثقافية للأميركيين الأصليين وباقي أفراد مجموعات السكان الأصليين، ما يهدد فرادتهم ونمط حياتهم.

وعبر تنديد السود بالفنانين الذين يستعيرون عناصر ثقافية خاصة بالأميركيين السود، هم يسلطون الضوء على النقص في العارضات السوداوات على منصات عروض الأزياء. وعندما تندد مجموعات السكان الأصليين بتسويق دار شانيل للعبة بومرانغ فإنها تذكّر بتناسي ثقافتها لفترات طويلة.

غير أن لهذا الجدل محاذير إذ أنه ينذر بخطر القوقعة مع منع فنانين من مقاربة أي شأن مرتبط بثقافات الآخرين، بالإضافة إلى أن الخط الفاصل بين الاستعارة الثقافية وتكريم ثقافات الآخرين ليس واضحا أحيانا.