المخ لا يشيخ حتى في الثمانين

نصائح بممارسة الرياضة والطعام الصحي

واشنطن - قال علماء إن البشر في العقد الثامن من العمر يواصلون تطوير خلايا جديدة في منطقة من المخ مسؤولة عن صنع ذكريات جديدة واستكشاف بيئات جديدة.

وقالت مورا بولدريني من جامعة كولومبيا في مدينة نيويورك عبر البريد الإلكتروني \"تبقي هذه الخلايا الجديدة في المخ على قدراتنا لصنع ذكريات جديدة وكذلك التعلم والتكيف مع البيئة كما أنها مهمة للاستجابة الوجدانية\".

وأضافت \"وقد تكون هذه الخلايا العصبية مهمة لقدرتنا على نقل المعلومات المعقدة إلى أجيال المستقبل ومواصلة سلوكنا الذي تحكمه العواطف إلى جانب الدمج بين الذكريات المعقدة والمعلومات\".

ودرس فريق بولدريني المخ لدى 28 رجلا وامرأة وطفلا تتراوح أعمارهم بين 14 و79 عاما وتوفوا لأسباب لا علاقة لها بالدماغ.

وركز الباحثون على جزء من منطقة الحصين (قرن آمون) يعتقد أنه يلعب دورا في الذاكرة والتعلم وغيرهما من الوظائف المهمة.

وتبين أن مخ الأكبر سنا بين المشاركين ظل ينتج خلايا دماغية جديدة وكتب الباحثون في دورية \"سيل ستيم سيل) الطبية يقولون إن عدد خلايا الدماغ غير الناضجة ظل كما هو مع اختلاف الأعمار.

لكن تراجعا طرأ على قدرة الخلايا العصبية الناضجة على تغيير وظيفتها وهي خاصية تعرف باسم المرونة العصبية مع التقدم في العمر.

والمرونة العصبية هي ما يسمح للأعصاب في المخ بتعويض الجسم في حالات الإصابة والمرض والاستجابة للمتغيرات.

وبعد أن اطلعت الدكتورة شيخة غودوين من جامعة مينيسوتا في مدينة مينابوليس على أحدث الأبحاث في مجال الخلايا العصبية قدمت نصائح عملية في رسالة بالبريد الإلكتروني قالت فيها \"استمروا في فعل أفضل ما بوسعكم. تناولوا الطعام الصحي وناموا جيدا ومارسوا الرياضة... ولا تنسوا أن تكونوا سعداء لان دماغكم لا يشيخ\".

وأفادت دراسة استرالية حديثة أن ممارسة التمرينات الرياضية المعتدلة لمدة 45 دقيقة عدة مرات أسبوعيًا تعد أفضل وسيلة للحفاظ على النشاط الذهني للمسنين.

وأثبتت النتائج أيضا أن مهارات الفكر والذاكرة تتحسن كثيرا بممارسة تمرينات رياضية منتظمة يستفيد منها القلب والعضلات.

وأوصت الدراسة، من تجاوزوا سن الخمسين ولا يستطيعون ممارسة تمارين شاقة، بممارسة رياضة مثل \"تاي تشي\"، وهي رياضة صينية تتبع سلسلة من الحركات البطيئة والرشيقة التي تحاكي حركات يؤديها الفرد في حياته اليومية.

وأضاف الباحثون أن التمارين الرياضة تنشط حركة الدم والأوكسجين والمواد المغذية للمخ، كما أنها تحفز الجسم على إفراز هرمون يساعد على تقوية الاعصاب.

وأشاروا إلى أن \"النشاط البدني يساهم في تقليل خطر الإصابة بأمراض مختلفة، من بينها مرض السكري من النوع 2 ومرض السرطان، ويحد من التدهور الذهني الطبيعي الذي يصيبنا في منتصف العمر\".

وكانت دراسات كشفت أن ممارسة الرياضة بانتظام يوميًا تقلل من خطر إصابة كبار السّن بمرض الزهايمر، حيث تزيد من إمداد المخ بالدم الكافي لعمل منطقة الإدراك بالدماغ.

وأضافت أن إتباع أسلوب الحياة الصحي الذي يعتمد على الأغذية الصحية وممارسة الرياضة بانتظام يساهم بشكل كبير في الحد من تراكم لويحات بروتين \"أميلويد\" التي تساعد على ظهور مرض الزهايمر.