الاعجاب على فيسبوك في مصر وفقا لضوابط شرعية

أزمة ثقة

القاهرة - بينما يُحاصر الرئيس التنفيذي لموقع فيسبوك مارك زوكربيرغ بتساؤلات عن تسريب بيانات عشرات الملايين من المستخدمين، تستعين دار الإفتاء المصرية بإحدى سياسات شركته للتأكيد على فتواها الأحدث بشأن وضع ضوابط شرعية للمرة الأولى للايكات (الإعجاب) على منصات التواصل.

وقال الإعلامي المصري البارز عمرو أديب في تعليقه على الفتوى الرسمية الجديدة \"وصلنا لمرحلة أن رئيس مجلس إدارة فيسبوك دخل دار الإفتاء\".

وقال أديب \"تعلمون أن هناك فنانيين ورجال أعمال ومشاهير يلجأون لشركات يشترون منها لايكات على تدويناتهم\"، لافتا إلى أنه \"من المهم معرفة هذه الأمور\".

الدين في فضاء اللايكات

وحسب نص الفتوى الرسمية، فإن \"بيع اللايكات على مواقع التواصل الاجتماعي هو معاملة مستحدثة لها صور عديدة، لكل صورة منها حكمها، فإن كان ذلك عن طريق الإعلان والترويج للحساب أو الصفحة أو المنشور بحيث يصل الإعلان إلى عدد معين من المستخدمين ومتفق عليه في مقابل معلوم، فهذا جائز شرعًا\".

وأضافت الفتوى \"أما كان وضع اللايكات على اعلان وهمي لا يُعبّر بالتالي عن زيارة لمستخدمين حقيقيين، فهو من صور التعامل الـمُحرمة شرعا، واصفة ذلك بالتزوير والغش\".

وأضاف نص الفتوى \"يجب ألا تتضمن الصفحات المتواجدة على مواقع التواصل ادعاءات أو محتويات كاذبة أو مضللة أو مخادعة\".

ومن المتعارف عليه بين مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي وفق بيان المفتي أن \"زيادة عدد المعجبين بمنشور معين يتوقف بالأساس على مدى الترويج له وانتشاره\".

وأضاف البيان أن العديد من الشركات تلجأ إلى الترويج لحساباتها وصفحاتها بالاستعانة بأدوات مختلفة منها زيادة عدد اللايكات، والتعليقات، والأصدقاء، والمشتركين، والمتابعين.

وافادت الفتوى ان هذه الشركات تسعى إلى الشهرة، أو التسويق لبعض المنتجات، أو زيادة سعر الإعلان على الصفحة عند التحقق من كثرة المترددين عليها والمعجبين بها\".

و\"اللايكات\" كانت مثار فتاوى غير رسمية ضجت بها مواقع إلكترونية عديدة وتقارير صحيفة.

ففي عام 2015، صرح نائب الدعوة السلفية بمصر، ياسر برهامي أن \"البحث عن اللايكات على موقع التواصل الاجتماعي مرض خطير يفسد القلب في أغلب الاحيان\"، داعيا لـ\"عدم البحث عنها\".

الثقة والتسويق

ويرى المبرمج المصري صابر مالك ان وضع ضوابط شرعية لمنصات التواصل \"خطوة إيجابية\"، وأقر بوجود لايكات وهمية في منصات التواصل الاجتماعي.

وأفاد أن الطرح الديني سينمي ثقة المستهليكين ويطمئنهم ازاء ما يقدم ويعرض أمامهم.

ولفت إلى أنه \"بسبب اللايكات الوهمية قد ينخدع شخص من منتج أو تعليق كونه رأى لايكات كثيرة تروج له وتدعمه وتشجع على شرائه\".

ولم تعلق شركات التسويق ومنصات التواصل على الفتوى الأحدث الذي تمس جمهورها بشكل مباشر.

وساهمت مواقع التواصل الاجتماعي في نمو ظاهرة التجارة الإلكترونية التي ازدادت مؤخرا، كما حولت شخصيات عادية الى مشاهير.

وتحولت منصات التواصل تدريجيا من عالم للترفيه الى جني الأموال.

وارتبطت صور التسويق الإلكتروني بما يعرف باسم الـ\"كام-Share\" وتعني مشاركة منشورات لعدد أكبر من المستخدمين بغرض تخفيض منتجات محددة أو الحصول على جائزة.

وتشير إحصائيات غير رسمية في مصر الشهر الماضي، أن عدد المستخدمين للإنترنت بلغ 50 مليونا، و38 مليون مستخدم لفيسبوك، إلى جانب 11 مليون شخص يستخدمون تطبيق إنستغرام.