نقاد من المغرب العربي يناقشون التجربة الإبداعية لأحمد فضل شبلول

العثور على الخيوط المنهجية

الرباط ـ تحت شعار \"لغة الضاد في عناق بلا حدود للحرف والكلمة من المحيط إلى الخليج\" نظمت الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية بشراكة مع جهة الرباط سلا القنيطرة – الاثنين 9 أبريل/نيسان الجاري - ندوة فكرية احتفاء بالتجربة الإبداعية للكاتب المصري الشاعر أحمد فضل شبلول، وهي الندوة التي طُرح من خلالها سؤال البنية الدالة ورؤية العالم كما وردت في المنطلقات الفلسفية واللغوية للمنهج الاجتماعي.

وجاء اختيار الجمعية للكاتب المصري أحمد فضل شبلول لإلقاء الضوء على أعماله لأنه يعد من المبدعين الإنسانيين الذين حرصوا على بناء نمط جديد من الكتابة، يجمع في مؤلفاته بين حياته وحياة شخصياته الورقية، نمط يزاوج بين تمظهره في صورة البطل وتمظهره في صورة تحاكيه إبداعيا، لذلك نجد نوعا من التماهي استدعى منا أن نطل من بوابة الشعر على الرواية، ومن بوابة الرواية على السيرة؛ بمعنى أن تتحول عنده الكتابة إلى نمط مختلف ومتمايز يمكن أن ننعته بالمبدع المتنوع والمختلف، العابر للنمطية الإبداعية، وهذا عمل ليس بسيطا ولا ينبغي له ذلك في ظل الرقابة الصارمة التي تفرضها سلطة النقد على النصوص الإبداعية.

وفي هذا الإطار ارتأت الجمعية المغربية لخدمة اللغة العربية - وبشراكة مع جهة الرباط سلا القنيطرة - أن تفتح وتنفتح على هذه تجربة شبلول قراءة ونقدا حتى تعم الفائدة بين الجميع، والفائدة هنا هي العثور على الخيوط المنهجية التي تسعف النقاد على رسم خارطة طريق واضحة لا تصفق للإبداع المتجدد فقط بقدر ما تسائله وتكشف عن دواخله، بتطبيق مناهج نقدية وقراءات منهجية كفيلة بذلك، خصوصا أن الرجل صهر مزيجا من الفواكه يستحق أن يقذف بحجارة النقد، حتى تسقط ثماره على القارئ رطبا جنيا.

ويدخل الاحتفاء بتلك التجرية الإبداعية في إطار انفتاح الجمعية على الثقافة العربية والمبدعين الذين عبروا عن استمرار الحياة في لغة الضاد باستمرار الزمان وتغاير المكان، وهي تجربة أدبية عميقة لا تقاس بحجم المسافة بين سطور مؤلفات شبلول بل هي سهام من عوالم كثيرة خلقت متعة القراءة ودهشتها، وبما أن الثقافة العربية هي ثقافة إنسانية لا حدود لها، فإننا لا يمكن أن نحصر أو نحاصر التجربة الإبداعية للرجل في تفاصيل ضيقة ترتبط بانتمائه الجغرافي، بل إن خيال كتاباته وإمكاناته الإبداعية المتنوعة فرض علينا أن نعتبر حياة المبدع لا حدود لها ولا يمكن أن تظل حبيسة بلده، بل بإمكاننا أن نتقاسم معه ومعها أسئلة الكتابة باعتبارها تجربة حياة، ونخترق عوالم التغيير لديه باعتبارها تيمة تؤسس لمجمل أعماله.

شارك في الندوة العلمية الدكتور نافع العشيري أستاذ اللسانيات بالمدرسة العليا للأساتذة مارتيل تطوان ببحث يحمل عنوان \"تفكيك الأطر المرجعية لرواية الماء العاشق\"، والدكتورة سعاد الأمين الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين جهة فاس – مكناس، وحمل بحثها عنوان \"الحداثة والتراث في شعر أحمد فضل شبلول من خلال ديوانيه امرأة من خشخاش وتغريد الطائر الآلي، بينما تحدث الدكتور عبدالكبير الحسني أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة السلطان مولاي سليمان بني ملال، عن البنية الدالة ورؤية العالم في رواية \"رئيس التحرير\"، وقام الباحث الدكتور مصطفى شميعة مفتش التعليم بمدينة فاس بتقديم كتاب \"رئيس التحرير سيرة الرواية ورواية السيرة دراسات في ضوء مفاهيم النقد الحديث\".

وقد أدار الندوة العلمية الدكتور علي آيت أوشان أستاذ التعليم العالي بمركز تكوين مفتشي التعليم بالرباط.

وقد بدأت الندوة النقدية بآيات من الذكر الحكيم، فكلمة رئيس الجمعية المغربية لخدمة اللغة العربية الأستاذة جرية حاجي، فكلمة ممثل رئيس جهة الرباط سلا القنيطرة، ثم كلمة المحتفى به الشاعر والروائي المصري أحمد فضل شبلول.

يذكر أن الشاعر أحمد فضل شبلول من مواليد الإسكندرية بمصر. حاصل على بكالوريوس إدارة الأعمال من كلية التجارة ـ جامعة الإسكندرية. صدر له 13 ديوانا شعريا مطبوعا، آخرها \"اختبئي في صدري\" عن الهيئة المصرية العامة للكتاب 2017.

يكتب القصة القصيرة والرواية، وصدرت روايته الأولى بعنوان \"رئيس التحرير .. أهواء السيرة الذاتية\" بالأردن 2017. ثم طبعة خاصة بمصر 2017. وفي العام 2018 صدرت روايته الثانية \"الماء العاشق\".

يكتب للأطفال، وحصل على جائزة الدولة التشجيعية عام 2007 ـ وآخر ديوان له للأطفال بعنوان \"أحب الحياة\" عن دار الهلال 2017.

يكتب الدراسات الأدبية والنقدية، وآخرها كتاب \"محيط وخليج .. عشرون رواية عربية\". وحصل على جائزة المجلس الأعلى للثقافة 1999 عن بحثه \"تكنولوجيا أدب الأطفال\".

عمل محررا أدبيا في مجلة \"العربي\" بالكويت، ومسئولا ثقافيا في قناة البوادي الفضائية، وشارك في تحرير الموسوعة العربية العالمية عام 1996، وشارك في الكثير من الندوات والمؤتمرات والملتقيات الأدبية والثقافية في مصر وخارجها.

شارك في تأسيس اتحاد كتاب الإنترنت العرب عام 2005، وكان نائبا للرئيس حتى عام 2009.

عضو مجلس إدارة اتحاد كتاب مصر ورئيس لجنة العلاقات العربية.