ألمانيا تحذر من شيطنة روسيا

برلين تخشى مواجهة أميركية روسية في سوريا

برلين/لندن - حذر الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير من شيطنة روسيا قائلا إن تاريخ ألمانيا يفرض عليها لعب دور خاص في الإبقاء على حوار مع موسكو، فيما دعتها بريطانيا إلى العودة للحظيرة الدولية، في الوقت الذي حثت فيه النمسا على استئناف محادثات السلام السورية.

وفي مقابلة نشرتها صحيفة بيلد أم زونتاغ الأحد عبر شتاينماير عن مخاوفه من أن تكون الضربات الجوية التي شنتها قوى غربية على سوريا يوم السبت أثارت مخاطر المواجهة المباشرة بين القوات الروسية والأميركية للمرة الأولى.

وقال "نحن في المرحلة التالية من التصعيد في العلاقات الروسية الأميركية".

وأدت الضربات الجوية على سوريا والتي استهدفت منشآت أسلحة كيماوية سورية إلى تفاقم التوتر بين موسكو ودول غربية كانت قد طردت ما يزيد على 130 دبلوماسيا روسيا ردا على هجوم بغاز سام في بريطانيا اتهمت لندن موسكو بتنفيذه.

ونفت سوريا استخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين من سكانها كما نفت روسيا ضلوعها في الهجوم بغاز سام على جاسوس روسي سابق وابنته.

وقال الرئيس الألماني إن الأدلة تشير بوضوح إلى تورط روسيا وهو أمر مثير للقلق الشديد لكن "العزلة المتزايدة بين روسيا والغرب ينبغي أيضا أن تثير قلقنا من تبعات أبعد من هذه القضية. على نحو خاص لم يعد هناك أساس للثقة".

وحث شتاينماير الساسة الألمان على ترك المجال مفتوحا أمام الحوار مع روسيا وتجنب تصوير روسيا وشعبها كأعداء حتى إذا استمر الضغط على موسكو بسبب ضمها لشبه جزيرة القرم ودعم المتمردين في شرق أوكرانيا.

وقال "بغض النظر عن (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين لا يمكننا إعلان أن روسيا، بلدا وشعبا، من الأعداء".

وأضاف الرئيس الألماني "هذا يتناقض مع تاريخنا ويثير الكثير من التساؤلات".

وأعربت المندوبة البريطانية الدائمة لدى الأمم المتحدة كارين بيرس عن تطلع بلادها لعودة روسيا إلى "الحظيرة الدولية" فيما يتعلق بالأزمة السورية.

وقالت بيرس في لقاء مع قناة فوكس نيوز الأميركية "نتطلع في هذه المرحلة إلى عودة الروس إلى حظيرة المجتمع الدولي والمساعدة في حل هذا النزاع".

وأضافت "روسيا واحدة من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وتتحمل مسؤولية خاصة، لكنها تعيق الأمم المتحدة والغرب عن حل تلك المشكلة (الأزمة السورية)".

وجاءت تصريحات المندوبة البريطانية تعليقا على استخدام موسكو 6 مرات حق النقض (الفيتو) على مشروع قرارات في مجلس الأمن متعلقة باستخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية.

واستخدمت موسكو الفيتو الأحدث لها في 10 أبريل/نيسان ضد مشروع قرار أميركي يطالب بتشكيل لجنة تحقيق جديدة لتحديد المسؤولية عن هجمات بالأسلحة الكيميائية في سوريا (بعد تنفيذ الهجمة الكيميائية في دوما بريف دمشق).

ودعت بيرس روسيا إلى العودة إلى الحظيرة الدولية استنادا إلى دورها السابق في "تمرير القرار الذي طالب سوريا بالتخلي عن أسلحتها الكيميائية عام 2013".

وكان يتوجب على النظام السوري التخلص من ترسانته من الأسلحة الكيميائية بحلول يونيو/حزيران 2014، استنادا إلى القرار 2118 الصادر عن مجلس الأمن الدولي عام 2013، والتزمت روسيا بضمان تنفيذه.

غير أن المجتمع الدولي يتهم موسكوبـ"عدم الوفاء بالتزاماتها بشأن ضمان إتلاف الأسلحة الكيميائية لدى النظام السوري".

دعوة لاستئناف محادثات السلام

ودعا المستشار النمساوي زيباستيان كورتس إلى استئناف محادثات السلام السورية التي عقدت في فيينا عام 2015، لوقف إراقة الدماء في هذا البلد.

وذكر كورتس أن الصراع الذي تسبب في معاناة هائلة للشعب السوري ليس له حل عسكري ممكن في ما يبدو.

وقال كورتس في بيان الأحد "بعد الاستخدام الصادم للأسلحة الكيماوية في السابع من أبريل وما تلاه من عمل عسكري غربي في سوريا، بات من الضروري الاحتكام للعقل والمضي قدما في عملية السلام الدبلوماسية بالقوة اللازمة".

وأضاف "الشعب السوري عانى الكثير بالفعل مع مقتل ما يربو على 400 ألف شخص ووجود أكثر من خمسة ملايين لاجئ خارج سوريا".

وأفاد كورتس بأن حل الصراع عسكريا ليس ممكنا، مناشدا "كل الأطراف المسؤولة" بمواصلة محادثات السلام التي أجرتها المجموعة الدولية لدعم سوريا وتضم 17 دولة وثلاث منظمات في فيينا عام 2015.

وقال في بيان إن زيادة التصعيد في "الحرب بالوكالة" في سوريا أو حتى الصراع العسكري المباشر بين الولايات المتحدة وروسيا يجب منعهما بشتى السبل.

وأضاف أن النمسا تشتهر بأنها مكان للحوار وبانية جسور التواصل في الصراعات وأن أحدث مثال على ذلك هو الاتفاق النووي الإيراني، معبرا عن استعداد بلاده لاستضافة المحادثات السورية في أي وقت.

ومنذ شكل كورتس وهو محافظ، حكومة ائتلافية مع حزب الحرية اليميني المتطرف المؤيد للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ديسمبر/كانون الأول، كررت النمسا القول إنها تريد أن تكون "جسرا" بين الشرق والغرب.

وكررت ذلك الموقف عندما رفضت أن تحذو حذو معظم دول الاتحاد الأوروبي في طرد دبلوماسيين روس بشأن تسميم جاسوس روسي سابق وابنته بغاز أعصاب في سالزبري ببريطانيا.

وأنحت لندن باللائمة في الهجوم على روسيا، لكن فيينا قالت إنها تريد أن تبقي خطوط الاتصال مفتوحة مع موسكو.