أوبك على الطريق الصحيح في اعادة الاستقرار لأسعار النفط

تقليص تخمة المعروض النفطي دفع الأسعار للتعافي تدريجيا

الكويت – أثمر اتفاق خفض انتاج النفط الذي توصل إليه الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للبترول ومنتجون من خارجها في 2016 إلى تقليص تخمة المعروض النفطي بشكل كبير ما ساهم في وقف أسوأ دورة هبوط للأسعار بدأت في يونيو/حزيران 2014 واستمرت حتى العام 2016 قبل أن تبدأ الأسعار بالتعافي لتلامس عتبة الـ70 دولارا للبرميل ارتفاعا من نحو 20 دولارا قبل أربع سنوات.

ورغم تعافي الاسعار يبقى السؤال المطروح في الوقت الراهن هو ما اذا كانت أوبك ستمدد العمل بالاتفاق الذي يفترض أن ينتهي بنهاية العام الحالي في ظل وجود ارتياح لدى معظم دول المنظمة والمنتجين من خارجها.

ويرجح أن هذه المسألة ستخضع لتقييم خلال اجتماعات قادمة لأوبك وأن مصير الاتفاق التاريخي يبقى رهين بمدى النتائج التي يحققها على مستوى الأسعار والمعروض النفطي.

وتشير تصريحات مسؤولين من الدول الأعضاء في أوبك إلى رغبة في استمرار التعاون بما يضمن الحفاظ على استقرار الأسعار.

وفي هذا السياق دعا وزيرا النفط العماني والكويتي الاثنين الدول الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) والدول النفطية خارج المنظمة، إلى استمرار في التعاون للحفاظ على الاستقرار في سوق الطاقة.

وكانت دول أوبك والدول المنتجة خارج المنظمة وقعت اتفاقا تاريخيا في أواخر العام 2016 قضى بخفض الانتاج 1.8 مليون برميل يوميا.

وتنتهي مدة الاتفاق بنهاية العام الحالي وقد ساهم في الضغط على تخمة المعروض النفطي في الأسواق العالمية ما أدى لارتفاع الأسعار من أدنى مستوى لها في يونيو/حزيران 2014 (20 دولارا للبرميل) إلى أقل من 30 دولارا في 2016 وصولا إلى 70 دولار في الفترة الأخيرة وهو مستوى يعتبر مقبولا بالنسبة لمعظم الدول المنتجة للنفط.

ودعا وزير النفط العماني محمد الرمحي في كلمة في افتتاح مؤتمر الكويت للنفط والغاز الدول التي وقعت الاتفاق إلى "متابعة الحوار والتفاهم والتعاون والالتزام في المحافظة على السوق ما من شأنه أن يشجع الاستثمار".

كما دعا الوزير العماني إلى تعزيز "التعاون والعمل معا لضمان أمن الامدادات للمستهلكين وأمن الطلب للمنتجين".

وقال وزير النفط الكويتي بخيت الرشيدي "قبل عام كان هناك فائض في الأسواق يصل إلى 340 مليون برميل يوميا. الفائض وصل نهاية فبراير/شباط إلى 50 مليون برميل يوميا. ونحن نعتقد أننا في الطريق الصحيح للتخلص من هذا الفائض".

وأضاف الرشيدي أن اجتماع أوبك المقبل الذي سيعقد في يونيو/حزيران سينظر في الاتفاق.

وبحسب الوزير الكويتي فإن "أوضاع السوق ستقرر ما إذا كان سيتم تمديد الاتفاق بعد 2018 أو الوصول إلى اتفاق دائم بين مجموعة أوبك وخارج أوبك يدعم استقرار الأسواق على المدى البعيد".

وقال الأمين العام لأوبك محمد باركيندو في مؤتمر الكويت إن الاتفاق الذي أبرم عام 2016 حقق نجاحا كبيرا في التغلب على "أسوأ دورة هبوط في تاريخ النفط".

وأوضح أن الدول المنتجة للنفط في أوبك وخارجها، ستبحث "بداية مرحلة جديدة" في الأشهر المقبلة من أجل مواصلة التعاون.

ودعت السعودية الدولة الرئيسية في أوبك في يناير/كانون الثاني إلى تمديد التعاون بين دول المنظمة وتلك التي من خارجها بعدما نجح إتفاق قادته مع روسيا لخفض الانتاج في وقف تدهور الأسعار.

وستجتمع لجنة وزارية مؤلفة من وزراء الدول الأعضاء في أوبك والدول المنتجة للنفط خارج المنظمة، الجمعة في مدينة جدة السعودية لبحث تعاون طويل الأجل.