العامل الخارجي الأقوى تأثيرا في معادلة الصراع الانتخابي بالعراق

إيران أكثر اللاعبين تأثير في المشهد السياسي العراقي

بغداد - بدا الصراع الانتخابي مبكرا في العراق مع كم هائل من المتغيرات على المستوى المحلي وفي الجوار العربي والإقليمي، فقد حدثت تطورات مهمة منذ انتخابات 2014 العام الذي شهد دخول تنظيم الدولة الإسلامية على خط الصراع المحتدم وسيطرته على أجزاء من سوريا والعراق وتشكيل التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب وتفاقم الأزمة السورية والصراع بين إيران والسعودية.

وكل هذه العوامل طبعت المشهد العراقي بنوع من الترقب وعطلت العديد من مشاريع التنمية مع بقاء حالة الركود والفساد الذي استشرى ولم يعد ممكنا مواجهته بأساليب تقليدية.

وبينما يتطلع الشعب العراقي إلى الأفضل وفشل المنظومة الحاكمة في توفير متطلبات الإدارة الرشيدة للدولة تصاعدت مطالب التغيير وظهرت قوى مدنية فاعلة تبحث عن وجود فاعل في المعادلة.

ويقول المرشح عن الحزب المدني هادي جلو مرعي في مقابلة مع ميدل ايست اون لاين، إن خريطة التحالفات الانتخابية تقليدية في ظل وجود معسكرات طائفية وتخندق سياسي وولاءات حزبية وغياب مريع للمواطنة وعموما فإن القوائم الانتخابية تعتمد في الغالب في حملاتها نتائج ما تحقق ضد داعش.

وردا على سؤال حول إلي أي مدى تشكل هذه الانتخابات تغييرا في المشهد السياسي العراقي؟ قال جلو مرعي "التغيير لا يأتي من الداخل في العراق مرحليا على الاقل لأن العامل الخارجي هو الأقوى والأشد تأثيرا وأغلب السياسيين هم عمال بالأجرة عند دول الإقليم والشخصية العراقية غير واضحة وبالتالي ماتزال عوامل التغيير غير فعالة".

وعن رأيه في مدى اختلاف التحالفات في انتخابات 2018 عن سابقتها، اعتبر أن الانتخابات الحالية تطبعها المشاحنات والتقاطعات والخلافات الداخلية وذلك نتيجة لتداعيات المرحلة السابقة ورغبة الاستحواذ على المناصب والمكاسب.

وأشار أيضا إلى أن "الشيعة منقسمون ولن يحققوا الأغلبية السياسية في الانتخابات المقبلة لأنهم ضحايا هوس الفساد والتناقض في الرؤية ونوع العلاقة مع الخارج وموضوع الأغلبية البرلمانية لن يحقق لهم ما يريدون".

وقال ردا على سؤال: هل يمكن للتيار المدني أن يحدث فارقا في هذه الانتخابات، "لا أعتقد أن التيار المدني سيحدث الفارق بل هو محاولة لوضع العصا في دواليب القوى والمافيات السلطوية والتيار الديني المتمسك بالسلطة".

كما رأى أن هناك محاولات محمومة للاستفادة من الانتصار على تنظيم الدولة الإسلامية قائلا "الكل يريد أن يكون البطل ولو كان بمقدور القوى السياسية والمرشحين لذهبوا إلى المقابر وعلقوا يافطات الدعاية على قبور شهداء الحرب على داعش".

ويرى هادي جلو مرعي أن حظوظ السنّة العرب في الانتخابات المقبلة "تقليدية فهم سيعتمدون على مكونهم الطائفي ولا يختلفون في ذلك عن الشيعة".

وتلقي الأزمة بين بغداد واربيل على خلفية استفتاء الانفصال الذي جرى في 25 سبتمبر/ايلول 2017، بظلال ثقيلة على المشهد السياسي العراقي على الرغم من تجاوز الحكومة المركزية لتداعيات استفتاء الانفصال.

ويقول المرشح عن الحزب المدني إن "الأكراد هم الأكثر تضررا لكن المقاعد البرلمانية ثابتة لا تتغير بعددها لكل مكون قومي ومذهبي".

وفي خضم التنافس المحموم بين الأحزاب السياسية على انتزاع مواقع نفوذ، يرى جلو مرعي أن إيران من أقوى الفاعلين في المشهد العراقي ولديها حضور استثنائي وأغلب القوى السياسية القريبة منها ستكون حاضرة في البرلمان المقبل.

واعتبر أيضا أن أمام العراق الكثير من الوقت للتخلص من سطوة الاسلام السياسي وتعديل المعادلة السياسية.