الرقص في العلن يلقي بمسؤول إيراني بارز وراء القضبان

قوانين إيرانية متشددة تحظر الرقص وخلع الحجاب

طهران - اعتقلت السلطات الايرانية الخميس مسؤولا بارزا في وزارة الثقافة بعد نشر فيديو على الانترنت لصبيان وفتيات يرقصون في مكان عام في مدينة مشهد المقدسة لدى الشيعة شمال شرق البلاد، بحسب القضاء.

ونقلت وكالة ميزان الالكترونية التابعة للقضاء عن وكيل النائب العام وحيد حيدري قوله "تم اعتقال كبير مسؤولي وزارة الثقافة والارشاد الاسلامي في مشهد بسبب تقويضه أصول اللياقة علنا وانتهاك القوانين".

ويحظر القانون الاسلامي في إيران الرقص في العلن، وهو واحد من القوانين التي تعكس حجم التشدد والقيود التي تفرضها المؤسسة الدينية على المواطنين والتي أدت في الأشهر القليلة الماضية إلى تفجر موجات احتجاج تلتها أيضا حركة احتجاجية أخرى تمثلت في خلع إيرانيات الحجاب علنا في الشارع في تمرد معلن على سطوة تلك المؤسسة.

واظهر تسجيل الفيديو الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي صبيانا وفتيات يرقصون في مركز للتسوق بينما كان مغن يؤدي وصلة أمام جمهور كبير، فما ذكرت مصادر أن هذه الواقعة حدثت الثلاثاء الماضي.

وقال محسن افشر المتحدث باسم مركز التسوق لوكالة "ايسنا" الطلابية إنه يتم تنظيم عملية سحب شهرية على سيارة لجذب المتسوقين.

وأضاف أن المغني كان لديه "التراخيص الرسمية" ليؤدي فقرته، مضيفا أن الحفل استقطب بين 10 و12 ألف شخص بينهم "أشخاص يتناقض سلوكهم مع أعراف الجمهورية الإسلامية".

إلا أن حيدري قال لوكالة تسنيم للأنباء إن المركز التجاري لم يحصل على تصريح لتنظيم مثل هذه الفعاليات.

ومشهد مدينة محافظة جدا ومقدسة لدى الشيعة نظرا لوجود مرقد الإمام الرضا فيها.

وحظر إمام الجمعة اية الله أحمد علم الهدى فيها الحفلات الغنائية عام وقال لمحبي الموسيقى "اذهبوا إلى مكان آخر".

وتأتي عملية الاعتقال الخميس بعد أيام من استقالة رئيس بلدية طهران الاصلاحي محمد علي نجفي بعد مزاعم بأنه تعرض للتهديد بالاعتقال.

وواجه نجفي انتقادات من المتشددين الشهر الماضي بعد أن شارك في مارس/اذار في عرض في قاعة البلدية تضمن احتفالا باليوم العالمي للمرأة أدت فيه تلميذات رقصات تقليدية.

ويدور في إيران جدل منذ مدة حول ضرورة تخفيف القيود الاجتماعية والحد من صلاحيات الشرطة الدينية التي تراقب سلوك المواطنين في الشارع، بعد موجة احتجاجات عارمة أخمدها الحرس الثوري وأسفرت عن مقتل خمسة مواطنين واعتبرتها طهران كالعادة، مؤامرة خارجية.

وكشفت تصريحات حديثة لوزير الداخلية الإيراني عبدالرضا رحماني فضلي، اتجاها لتشديد القيود خاصة في ما يتعلق بقضايا الحجاب.

ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن رحماني فضلي، طلبه من قوات الشرطة ورجال الأمن التعامل بشدة مع النساء اللواتي يزلن الأوشحة والحجاب داخل سياراتهن، واصفا إياهن بمثيرات الفسق والفجور ومن منتهكات القانون وهيبة الدولة.

وقد شدد على ضرورة التعامل بقوة مع النساء اللواتي يرفضن ارتداء الحجاب في السيارة، ويتسببن في مضايقات وأفعال من هذا القبيل، وفقا للقانون الإيراني، مؤكدا على أهمية دعم الملابس الإيرانية ومنع استيراد الملابس الأجنبية واعتبرها غير محتشمة.

وانتقد ما وصفه بظاهرة التمرد على الشريعة الإسلامية في إيران من خلال تزايد الدعوات لرفض الحجاب الإسلامي.

وتأتي هذه التطورات بينما تواجه إيران انتقادات غربية بسبب قمع الحريات وانتهاك حقوق الانسان، لكن طهران بررت خروقاتها بأن الأمر يتعلق باختلاف بين القيم الغربية وبين القيم الإيرانية.