هل تستقيم المصالحة مع «الإخوان»؟

التنظيم الدولي لا يترك مجالاً للمصالحة

في الوقت الذي ما تزال فيه المعركة ضارية على أرض سيناء مع التنظيمات الإرهابية، تخرج بعض الأصوات في الداخل تنادي بأنه ربما حان الوقت للمصالحة مع «الإخوان» الذين لم تتلوث أياديهم بالدماء،

يعن لنا أن نتساءل بداية: «من هو الإخواني»؟ تقول أدبيات جماعة «الإخوان» إن الفرد «الإخواني» يتوجب أن يكون بين يدي مرشده كما الميت بين يدي من يغسله، والمعنى الواضح هنا، هو أننا أمام شخص مسلوب الإرادة مغسول الدماغ لا يجرؤ على التفكير من تلقاء نفسه.

«الإخواني» يظل جزءاً من المنظومة الفكرية الأكبر للجماعة، ولا يمكنه أن يتجاوز خطوطها، أو ينسج له خيوطاً غير خيوطها، ما يعني أنه ملتزم بتعليمات المرشد وماضٍ في درب مكتب الإرشاد، ولهذا فإن مسألة وجود عدد منهم لم يرتكب جرائم ولم تتلوث أيادية بالدماء لا تعني الشهادة بالبراءة، بل ربما أن دوره لم يأت بعد في تنفيذ مخططات الجماعة الجهنمية. أحد الأسئلة التي طرحت على الذين نادوا بالتصالح مع «الإخوان»: «هل أنتم واثقون من سرائرهم ودواخلهم، وأنهم تابوا وأنابوا وطرحوا عنهم كل مكر وخبث ورياء، وما تلقنوه طوال عقود انتمائهم للجماعة الإرهابية؟

لماذا هذه القصة؟

بلا شك نوردها لإيضاح أمرين الأول أن مذهب «التقية» الشيعي كامن بقوة وجذوره ضاربة عمقها في كل نفس «إخوانية»، ما يعني أن الذي يبدو أمامك اليوم بريئاً كل البراءة، إنما هو في حقيقة الحال من المرجح جداً أنه يبطن بخلاف ما يظهر ويضمر بخلاف ما يعلن... هل مصر لها تجربة تؤكد صدقية ما نقول به؟ خذ إليك على سبيل المثال، نفراً عريضاً من الجماعة الإسلامية المسجونين في سجون مصر فترة التسعينيات، وقد بدوا وقتها وكأنهم استغفروا المولى أولاً، وتالياً اعتذروا لجموع الشعب المصري بسبب الأذى الذي تسببوا فيه للمصريين، وما أحدثوه من فتنة وقتل، وأخرجوا وثائق المراجعات في كتب ومقالات.

غير أن هؤلاء وبمجرد وصول «الإخوان» عام 2012 إلى كرسي الحكم ارتدوا إلى جذورهم الأولى مرة أخرى، وزايدوا على عتاة «الإخوان»، الأمر الذي كشف زيف قصة الندم وتهافت تلك المراجعات، وعليه فكيف يضمن المنادون بالمصالحة مع تلك الفئة من «الإخوان» حسن نواياهم الباطنة لا الظاهرة ؟

ضمن التساؤلات وعلامات الاستفهام التي نطرحها على القائلين بالتصالح مع «الإخوان» كيف يستقيم قبول أفراد ضمن كيان لا يزال يخطط للإضرار بمصالح مصر والمصريين سواء في الداخل أو الخارج؟ وكيف يغيب عن أعين الداعين للتصالح المكذوب صولات وجولات التنظيم الدولي لـ«الإخوان» في عواصم الإمبريالية الغربية للكيد لمصر ولتدبير المؤامرات، التي من شأنها تعويق مسيرة التنمية واستدعاء الأعداء واختصام الخصوم ضد مصر المحروسة في الحال والاستقبال؟

أميل أمين

ملخص ما منشور في الاتاد