أطقم أسنان ثلاثية الأبعاد تكافح العدوى الفطرية

أقوى من طقم الأسنان التقليدية

واشنطن - طوّر باحثون أميركيون أطقم أسنان مصنوعة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد تكافح العدوى الفطرية الناجمة عن ارتداء أطقم الأسنان التقليدية.

الأطقم الجديدة طورها باحثون بجامعة بافالو بالتعاون مع علماء من جامعة كاليفورنيا الأميركية، ونشروا نتائج أبحاثهم، في عدد الأربعاء، من دورية (Materials Today) العلمية.

وأوضح الباحثون أن نحو ثلثي الأشخاص الذين يرتدون أطقم الأسنان التقليدية في الولايات المتحدة يعانون من عدوى فطرية متكررة تسبب الالتهاب والاحمرار والتورم في الفم.

ومن أجل مكافحة تلك العدوى بشكل أفضل، والتي يطلق عليها أيضًا التهاب الفم المتعلق بأطقم الأسنان، لجأ الباحثون إلى تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، لبناء أسنان صناعية مليئة بكبسولات مجهرية تطلق دواء \"امفوتيريسين ب\" (Amphotericin B) وهو دواء مضاد للفطريات.

وحسب الدراسة، فإن أطقم الأسنان الجديدة مصنوعة من مادة \"الأكريلاميد\" وهي بلورات عديمة اللون، تستخدم في تصنيع الأجهزة والبلاستيك، كما وضع الفريق دواء امفوتيريسين \"ب\" داخل كريات دقيقة قابلة للتحلل بيولوجيًا، تطلق المادة الدوائية داخل اللثة بعد تركيب أطقم الأسنان ثم تتحلل تدريجيًا.

واختبر الباحثون قوة وصلاية أطقم الأسنان الجديدة، عبر آلة اختبار قوة الانحناء، ووجدوا أن أطقم الأسنان المصنوعة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد كانت أقوى بنحو 35%، من أطقم الأسنان التقليدية.

وقال الباحثون إن نتائج الدراسة أثبتت أن الأسنان المملوءة بالعقاقير يمكن أن تقلل من نمو الفطريات، وتعد أكثر فاعلية من خيارات العلاج الحالية، مثل غسول الفم المطهر، وصودا الخبز وتطهير الميكروويف.

وأضافوا أن أطقم الأسنان المصنوعة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد يمكن أن تساعد أيضًا على منع العدوى الفطرية الناجمة عن أطقم الأسنان التقليدية.

وأصبحت تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد واحدة من أهم المجالات العلمية التي تشغل بال العلماء في السنوات الأخيرة، ويسعون لتطويرها واستخدامها في العديد من المجالات الصناعية وحتى الطبية.

وباستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد بات بالإمكان حاليًا طباعة أعضاء بشرية وأجزاء من جسم الإنسان تماثل الطبيعية منها في الوظيفة، مثل الأذن المطبوعة التي تكاد تبدو حقيقية.

وتقوم فكرة الطباعة ثلاثية الأبعاد على استخدام مواد مثل البلاستيك المنصهر أو الحديد أو الراتنج السائل، أو أي معدن آخر، لإنتاج مجسمات وأشكال قابلة للاستخدام العادي، واستخدمت هذه التقنية في مجالات مثل صناعة الإكسسوارات ولعب الأطفال وبعض قطع غيار السيارات والأسلحة.

وفي المجال الطبي تمثل هذه التقنية فتحًا طبيًا جديدًا، بعد أن استخدمت في إنتاج أنسجة وأعضاء بشرية باستخدام الخلايا الجذعية.