آبل متفائلة رغم انخفاض غير مسبوق في مبيعات آي فون

الشركة الاميركية تطمئن المستثمرين على وضعها المالي رغم انخفاض مبيعات آي فون، وتراهن على خدمات آبل باي وآب ستور وآي تيونز وآبل ميوزيك وآي كلاود لتكون محركها الجديد للنمو.
تراجع مبيعات آي فون في الصين بنسبة 22%
اتفاق مهم بين آبل ومزوّد الرقاقات كوالكوم
آبل تخسر المرتبة الثانية في السوق العالمية للهواتف الذكية
سامسونغ لا تزال في صدارة التصنيف، وهواوي الثانية

واشنطن – حرصت آبل على طمأنة المستثمرين على وضعها المالي بالرغم من تراجع تكبّدته في أوّل ثلاثة أشهر من 2019 بسبب انخفاض مبيعات هواتف آي فون التي ما زالت تشكّل محرّكا أساسيا لنموّها.
فبعد انخفاض غير مسبوق في مبيعات "آي فون" في أواخر العام 2018 نتيجة تباطؤ الاقتصاد الصيني والتخمة المسجّلة في سوق الهواتف الذكية في البلدان الغنية، كشفت المجموعة الأميركية عن تحسّن المبيعات في الأسابيع الأخيرة، معربة عن تفاؤلها للفترة اللاحقة.
وقد درّت مبيعات هواتف آي فون 31,05 مليار دولار في الأشهر الثلاثة الأولى من السنة، مع انخفاض نسبته 17%.
وكانت المجموعة قد أعلنت عن هذا الاتجاه التراجعي في المبيعات في كانون الثاني/يناير. غير أن مديرها تيم كوك أكّد أن الشوط الأصعب قد مضى.

أنظمة آبل المتكاملة تتمحور على آي فون
أنظمة آبل المتكاملة تتمحور على آي فون

وهو قال خلال مؤتمر عبر الهاتف مع صحافيين "كانت الفترة الأصعب في تشرين الثاني/نوفمبر وكانون الأول/ديسمبر. وأتى التراجع أشد وطأة في الأسابيع الأخيرة من الربع. والوضع يدعو إلى التفاؤل".
واستعرض كوك عوامل إيجابية عدّة، مثل "آثار الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لإنعاش الاقتصاد الصيني"، مع خفض الضريبة على القيمة المضافة و"تحسّن النقاشات بين الولايات المتحدة والصين" بشأن التبادلات التجارية.
وتوقّع المدير المالي للمجموعة لوكا مايستري "تحسّنا نسبيا في الربع المقبل" في مبيعات هواتف آي فون.
وأوضح كوك "هدفنا راهنا هو تسريع الوتيرة".
وشكّلت هذه التصريحات "مصدر ارتياح كبير للمستثمرين"، بحسب دانييل آيفز المحلّل لدى "ويدبوش سيكيوريتيز".
كما أن خدمات آبل، من قبيل "آبل باي" و"آب ستور" و"آي تيونز" و"آبل ميوزيك" و"آي كلاود"، التي تنوي المجموعة أن تجعل منها محرّكا جديدا لنموّها، درّت عليها رقم أعمال بقيمة 11,45 مليار دولار، بارتفاع نسبته 16 %.
وسمح هذا الارتفاع بحصر تراجع رقم الأعمال الإجمالي للمجموعة بـ 5% (58 مليار دولار). فالخدمات ليست مربحة بقدر هواتف آي فون وهي غير كافية للتعويض عن تقلّص الأرباح الصافية للمجموعة الذي بلغت نسبته 16% ليصل إلى 11,56 مليار دولار.
ولم تكشف المجموعة التي تحمل رمز التفاحة عن عدد هواتف آي فون التي تمّ بيعها، مكتفية بنشر رقم الأعمال الذي حقّقته من هذه المبيعات. ولا تزال هواتف آي فون تستحوذ على أكثر من 53% من رقم الأعمال الإجمالي.
غير أن المحلّل يورام وورمسر ليس متفائلا إلى هذه الحدّ. وهو قال إن "نموّ الخدمات على المدى الطويل … مرتبط بعدد مستخدمي أنظمة آبل المتكاملة المتمحورة على هواتف آي فون".
وأردف إن "انخفاض مبيعات آي فون مثير للقلق … كما إن المبيعات في الصين تراجعت بنسبة 22 %، ما يعني أن المشاكل لا تزال قائمة في هذه السوق".
وهو أكد أن نموّ آبل لا يزال "مرتبطا بمبيعات آي فون بشكل مباشر أو غير مباشر".
وأشاد المستثمرون بالتوقعات التي كشفت عنها آبل الثلاثاء للفترة المقبلة.
وكانت المجموعة الأميركية قد أعلنت عن سلسلة من الخدمات الجديدة في آذار/مارس، من بينها منصة فيديو بالبثّ التدفقي وخدمة اشتراكات بوسائل إعلام.
وهي توصّلت إلى اتفاق في منتصف أبريل/نيسان مع مزوّد الرقاقات كوالكوم، واضعة حدّا لمعركة قضائية استمرت أكثر من سنتين.
بحسب مجموعة آي دي سي، خسرت آبل المرتبة الثانية في السوق العالمية للهواتف الذكية في الربع الأول من السنة، لحساب هواوي، بالرغم من تباطؤ هذه السوق.
وقد بيع 59,1 مليون هاتف ذكي من هواوي التي باتت تملك 19% من الحصص في السوق، في مقابل 36,4 مليون هاتف آي فون لآبل التي لم تتخط حصتها في السوق 11,7%.
وأفاد مدير برنامج الأجهزة المحمولة لدى "شركة البيانات الدولية" رايان ريث أنه "بات من الواضح بشكل متزايد أن هواوي تركز بشكل كبير على تعزيز موقعها في عالم الأجهزة الجوالة، مدفوعة بالهواتف الذكية".
وأضاف أن "التحديات لا تزال تواجه سوق الهواتف الذكية بالمجمل في كافة المجالات تقريبا لكن هواوي تمكنت من زيادة عمليات الشحن التي تجريها بنسبة 50 بالمئة". 
ولا تزال سامسونغ في صدارة التصنيف مع بيعها 71,9 مليون قطعة واستحواذها على 23,1% من السوق العالمية، بحسب آي دي سي.