'آخر البحر' للفاضل الجعايبي تفتتح 'مسارات المسرح' بالمهدية
المهدية (تونس) - يقدم المخرج المسرحي الفاضل الجعايبي مسرحيته "آخر البحر" ضمن فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان "مسارات المسرح" الذي ينطلق في الثاني والعشرين من أغسطس/آب الحالي ويستمر إلى غاية السادس والعشرين منه بفضاء البرج الأثري بالمهدية.
وتفتتح الدورة المرتقبة بمعرض وثائقي للمسرح الوطني التونسي، ثم يكون الموعد بعد ذلك مع عرض مسرحية "آخر البحر" وهي من إنتاج المسرح الوطني التونسي بالشراكة مع مركز الفنون بجربة.
وتدور أحداث "آخر البحر" في تونس سنة 2015. وتتمحور حول امرأة ذات أصول يمنية هربت من وطنها مع رجل تونسي إلى تونس طمعا في حياة أفضل من حيث الحقوق والحريات واحترام المرأة ومكتسباتها، لكنها تصطدم بواقع لا يختلف كثيرا عن واقعها في وطنها اليمن أو حتى في أي دولة عربية أخرى. وبعد قتل طفليها بوحشية، تنصب لها محاكمة على جريمتها، لكنها ترفض الفرار وتختار مواجهة مصيرها، فتتجند لها محامية وناشطة حقوقية للدفاع عنها أمام المؤسسة القضائية وأمام "المحاكم الشعبية" و"محاكم الإعلام" و"منصات التواصل الاجتماعي".
وتستمد المسرحية على امتداد الثلاث ساعات أحداثها من المسرحية اليونانية "ميديا" لكاتبها الشاعر اليوناني يوربيديس (480 ق.م – 406 ق.م)، حيث تقرر "ميديا"، قاتلة ابنيها "مغادرة الأرض نحو السماء على عربة الشمس تجرها الأفاعي المجنحات فرارا من عدالة البشر". وقد عمل المخرج على إعادة هذه الأحداث وتوظيفها في الواقع التونسي والعربي بشكل عام بما أن المأساة الإنسانية تتكرر باستمرار والجانب الوحشي في الإنسان مازال مستيقظا بقوة ولم يخمد رغم التطور البشري.
ويؤدي الأدوار في هذا العمل كل من صالحة نصراوي ومحمد شعبان وريم عياد وسهام عقيل وحمادي البجاوي.
ومسرحية "آخر البحر" هي العمل الرابع في رصيد المخرج الفاضل الجعايبي بعد الثورة، ويمكن أيضا اعتبارها تتمة للأعمال الثلاثة التي تلت 2011 وهي "تسونامي" (2013) و"العنف" (2015) و"الخوف" (2016) و"مارتير" (2020).
وتقام الدورة الخامسة للمهرجان من تنظيم مركز الفنون الدرامية والركحية بالمهدية وبالشراكة مع مؤسسة المسرح الوطني والمندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بالمهدية.
وتنطلق في اليوم الثاني من المهرجان بدار الثقافة المهدية أشغال الورشة التكوينية حول "الممثل المبدع من الارتجال إلى التشخيص" وهي من تأطير الأستاذ المسرحي حسن المؤذن. وتتواصل هذه الورشة التدريبية على مدى 3 أيام.
كما يتابع الجمهور في اليوم الثاني من المهرجان مسرحية "كاليغولا" لفاضل الجزيري وهي أيضا من إنتاج المسرح الوطني التونسي بالتعاون مع شركة الفلم الجديد، ويتقمص أدوارها الفنان القدير محمد كوكة ومحمد بركاتي وطلال أيوب ونهى نفاتي ورحيم بحريني وإيمان مناعي وإشراق مطر وسليم الذيب.
ووفق ما نشرته وكالة تونس أفريقيا للأنباء، فإن من بين العروض المسرحية المدرجة ضمن برمجة هذه الدورة سيكون للجمهور موعد يوم 24 أغسطس/آب مع مسرحية "البخارة" للمخرج الصادق الطرابلسي، وهي من إنتاج مسرح أوبرا تونس (قطب المسرح والفنون الركحية) وأداء كل من رمزي عزيز ومريم بن حسن وعلي بن سعيد وبليغ مكي وبلال سلاطنية.
ويثير الطرابلسي في مسرحية "البخارة" مشكلة التلوث البيئي الذي تعاني منه مدينة قابس، وذلك من خلال قصة استرجاع بطلها "رمزي عزيز" لأيام طفولته عندما كان في عقده الأول من عمره، وكان يذهب مع والده إلى البحر في مدينة قابس (مسقط رأسه)، وينبهر بالأضواء والبخار المتصاعد في السماء وكان يتخيلها مدينة ألعاب كبرى أو مدينة تخفي ثلوجا وجبالا. يكبر البطل وينضج وعيه، يدرك أن ذلك البخار ليس سوى ظلام يخفي "معبد الموت" وأن تلك الأضواء الكاذبة هي في الحقيقة ظلام وأن التلوث مرادف للموت.
ويسهر جمهور الفن الرابع يوم 25 أغسطس/آب مع مسرحية "حاجة... أخرى" للمخرج محمد كواص وأداء الثنائي يحيى الفايدي وأصالة كواص. ويدوم العرض 60 دقيقة.
ويسدل الستار على هذه الدورة بعرض "شعلة" للمخرجة أمينة الدشراوي، وهو من أداء هيفاء الكامل ومنير الخزري وسينوغرافيا علي اليحياوي وإنتاج مركز الفنون الدرامية والركحية بتطاوين.
وتدور أحداث المسرحية في إحدى المؤسسات الجامعية التونسية، حيث تواجه الطالبة "شعلة" إشكال إخفاقها في مادة علم الاجتماع مما يؤثر على نتائجها ويؤدي إلى رسوبها، فتتجه إلى مكتب الأستاذ في محاولة منها لفهم أسباب هذا الإخفاق فيقترح عليها أن يسند لها الدرجة الأعلى في حالة موافقتها على العودة إليه بصفة سرية. تثور الفتاة كردة فعل على هذا الاقتراح الذي يترجم غموض نوايا الأستاذ وخرقه لنظام المؤسسة، وترفع ضده شكوى بالتحرش الجنسي مما يفقده منصبه ويؤدي به إلى الانهيار.