آلاف الجزائريين يلوحون بالعصيان خلال احتجاج الطلبة

المحتجون رددوا شعارات مطالبة بفصل المؤسسة العسكرية عن الحياة السياسية بالبلاد.

الجزائر - خرج الآلاف في "مظاهرات الطلبة" بالجزائر اليوم الثلاثاء للمطالبة بما أسموه بـ"الاستقلال".

وتنوعت الشعارات التي تم رفعها اليوم، ثالث أيام عيد الأضحى، بين "الشعب يريد الاستقلال"، و" كليتو لبلاد يا السراقين" (التهمتم الوطن أيها السّارقون)، و"يا احنا يا نتو ما ماراناش حابسين" (لن نتوقف حتى ترحلون)، وغيرها من الشعارات.

وانتقد المتظاهرون تغطية الصحافة للاحتجاجات، وطالبوها بالتحرر من القيود وتغطية حراك الشارع بشفافية والوقوف إلى جانب الشعب، على حد تعبيرهم.

ورغم إجازة عيد الأضحى التي عادة ما يستغلها الجزائريون للاحتفالات، خرج المحتجون إلى الشارع مرددين شعارات مطالبة بفصل المؤسسة العسكرية عن الحياة السياسية بالبلاد، ورفعوا شعار "دولة مدنية وليست عسكرية". وطالبوا بإطلاق سراح سجناء الرأي الذين تم اعتقالهم في الحراك.

وجدد المحتجون إعلانهم عزمهم الدخول في عصيان مدني، وهو ما يتخوّف منه البعض في حين يعتبره آخرون خطوة جديدة للضغط على السلطة للاستجابة لمطالبهم الرامية إلى رحيل جميع بقايا نظام الرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة وعلى رأسهم رئيس الدولة عبدالقادر بن صالح ورئيس الحكومة نورالدين بدوي.

ويعتبر المتظاهرون أن بن صالح هو أحد أهم الأسماء المقربة لبوتفليقة، كما يتهم الحراك نورالدين بدوي بأنه كان "مهندس التزوير" للانتخابات التي كان يفوز بها بوتفليقة وحزبه "جبهة التحرير الوطني".

والجمعة الماضي، أطلق المتظاهرون هتافات ضد الحوار الذي دعت إليه السلطات خلال مسيرة في العاصمة الجزائرية للأسبوع الـ25 على التوالي.

كما لوح المحتجون بـ"العصيان المدني" في تصعيد يأتي غداة خطاب جديد لرئيس أركان الجيش أكد فيه أن مطالب المحتجين قد تحققت.

كما شهدت العديد من المدن الجزائرية الجمعة مسيرات بعضها حاشد مثل قسنطينة وعنابة (شرق) وتيزي وزو وبجاية (منطقة القبائل بوسط البلاد) وكذلك وهران بغرب البلاد.

وكما في الأسبوع الماضي حيث ظهر التلويح بالعصيان، أعاد المحتجون الذين كان عددهم قليلا مقارنة بالأسابيع الماضية شعار "العصيان المدني راهو جاي (آت!)".

كما رفع المتظاهرون شعارات ضد كريم يونس منسق هيئة الحوار التي كلفتها السلطات الجزائرية اجراء مشاورات لتحديد شروط الانتخابات الرئاسية المقبلة، بعد إلغاء تلك التي كانت مقررة في الرابع من تموز/يوليو لخلافة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة المستقيل منذ 2 نيسان/أبريل.

ودعت هذه الهيئة الخميس الماضي إلى إجراء الانتخابات الرئاسية سريعا لكن بدون تدخل حكومة نورالدين بدوي.

وخلال الأسابيع الأخيرة تم حبس نحو 60 متظاهرا في كل أرجاء البلاد أغلبهم بسبب رفع الراية الأمازيغية غير آبهين بتحذيرات رئيس الأركان بعدم رفع أي راية غير العلم الجزائري.

وينتظر هؤلاء المحاكمة التي قد تؤدي إلى الافراج عنهم كما بالنسبة لثلاثة متظاهرين أحدهم أطلق سراحه الخميس بعد أن استفاد من البراءة بينما كانت النيابة طالبت بسجنه عشر سنوات.