أبراج دندرة السماوية في جدارية فنية 

الفنانة التشكيلية المصرية منال مبارك تختار الأبراج السماوية بمعبد دندرة الأثرى، كموضوع لجدارية فنية انتهت من إقامتها الخميس.
معبد دندرة هو أحد المعابد المتفردة بفنونها من مجموعة المعابد المصرية القديمة، في صعيد مصر
رؤية معاصرة للتشكيلية المصرية منال مبارك

الأقصر (مصر) ـ من حجاج سلامة 

اختارت الفنانة التشكيلية المصرية، الدكتورة منال مبارك، الأبراج السماوية بمعبد دندرة الأثرى، وعلوم الفلك في مصر القديمة، والتي تسجل معالم ونقوش المعبد الكثير من أسرارها، كموضوع لجدارية فنية انتهت من إقامتها الخميس، في قلب جامعة جنوب الوادي، في إطار مشروع فني يهدف لإحياء علوم وفنون مصر القديمة برؤية فية معاصرة.
الجدارية التي سيرفع عنها الستار خلال الأسبوع المقبل، يصل حجمها لقرابة عشرة أمتار مربعة، واستخدم في رسمها عدة خامات فنية بينها الزجاج الملون والموزاييك، وخامة طبيعية، جرى جلبها من جبل القرنة، الذي يحوي بين جنباته عشرات المعابد ومئات المقابر الفرعونية، في غرب مدينة الأقصر، وهي خامة قديمة جرى إعادة تشكيلها وتلوينها بألوان حرارية وحرقها داخل افران خاصة.
وقالت الدكتور منال مبارك، التي تعمل أكاديمية بكلية الفنون الجميلة في الأقصر، إن معبد دندرة هو أحد المعابد المتفردة بفنونها من مجموعة المعابد المصرية القديمة، في صعيد مصر، وتمتليء جدرانه وأسقفه وأعمدته باللوحات والنصوص المهمة، والتي من بينها مناظر الأبراج السماوية، التي لم تُمثًلٌ في معبد مصري كما هي في معبد دندرة. 

مولعة  بفنون مصر القديمة
دورة الحياة وتواصل الليل بالنهار

وأنها اختارت لوحات الأبراج السماوية، وارتباطها بدورة الحياة وتواصل الليل بالنهار، لتقيمها برؤية فنية معاصرة.
منال مبارك أشارت إلى أنها مولعة كغيرها من الفنانين التشكيليين المصريين، بفنون مصر القديمة، وتسعى عبر مشروعها الجديد لتقديم تلك الفنون عبر جدرايات تستخدم فيها مواد وخامات فنية حديثة، في محاولة لتحقيق التواصل والربط  بين فنون مصر القديمة والمعاصرة، وإنها أقامات عدة جداريات، كمشروعات فنية خاصة، وشاركت في جدرايات ضمن مشروعات فنية مشتركة أقيمت بمدن مصر التاريخية، مثل الأقصر وقوص وسوهاج وقنا.
يذكر أن معبد دندرة الذي استوحت منه التشكيلية المصرية منال مبارك جداريتها الجديدة، هو أحد المعابد الشهيرة الذي يجذب أعين الفنانين من مختلف بلدان العالم، لإكتمال عناصره الفنية، وبقاء معالمة كاملة دون هدم.
ويقع المعبد في عزلة لطيفة ما بين النيل والصحراء في غرب مدينة قنا التاريخية، بصعيد مصر، وقد كُرسَ المعبد لعبادة الربة حتحور. ربة السماء وسيدة السعادة، وبه خريطة للمساء ونجومها وأبراجها، كما يتفرد بوجود 32 غرفة ضيقة بُنيت داخل الحوائط ويطلق عليها الغرف السرية، بجانب الأعمدة الـ 24 الضخمة المقامة بصالة "البهو المسقوف العظيم".