أبرز مموّلي حزب الله يعود للبنان بعد إطلاق واشنطن سراحه

تقارير صحفية تفيد بأن إطلاق سراح قاسم تاج الدين الذي حكم عليه بالسجن 5 سنوات في الولايات المتحدة جاء في إطار صفقة تبادل تم بمقتضاها إطلاق سراح عامر الفاخوري، العميل الإسرائيلي حامل الجنسيتين الأميركية واللبنانية.

بيروت - وصل قاسم تاج الدين ممول حزب الله وأحد أثرياء شبكة التنظيم اللبناني،  اليوم الأربعاء، إلى بيروت بعد ترحيله من الولايات المتحدة التي كان يقضي فيها عقوبة بالسجن 5 سنوات.

وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام (رسمية) أن تاج الدين (63 عاما) وصل عبر مطار رفيق الحريري الدولي.

وقالت عائلة تاج الدين في بيان صحفي إن"عودته تمت بالتماسٍ إنساني قدمه محاموه أمام المحكمة الفيدرالية في واشنطن استناداً إلى القانون الأميركي الذي يسمح بإطلاق سراح من يواجه، بسبب سنه، خطر تعقيدات فيروس كورونا، وأمضى جزءاً مهمأً من محكوميته، ولا يشكّل خطراً على المجتمع".

وأوضح البيان إن تاج الدين "ليس مواطنا أميركيا، لكن عودته إلى بيروت كانت مرتبطة بآليات معقدة بسبب وضعه القانوني وأوضاع السفر الحالية، التي ساهمت في تأخير العودة".
وفي مايو/ أيار الماضي، قبل قاض فيدرالي بواشنطن التماسا صحيا بإطلاق سراح تاج الدين، قبل عامين على انقضاء محكوميته بالسجن.
وفي 2017، أوقفت السلطات المغربية، تاج الدين (64 عاما) بموجب مذكرة دولية، وقامت بتسليمه إلى الولايات المتحدة، بعد 8 سنوات على وضع اسمه في قائمة الإرهابيين الدوليين.
وأدان القضاء الأميركي تاج الدين الذي يعد من أثرياء شبكة حزب الله، بضخ ملايين الدولارات في حسابات التنظيم اللبناني المدعوم من إيران، وجرائم متعلقة بتبييض أموال وحم عليه بالسج 5 سنوات مع دفع غرامة مالية قيمتها 50 مليون دولار.

وأقر تاج الدين أمام محكمة بأنه "تآمر مع خمسة أفراد آخرين على الأقل لإجراء تعاملات مالية قيمتها أكثر من خمسين مليون دولار مع شركات أميركية، في انتهاك للمحظورات"، وفق ما أعلنت وزارة العدل الأميركية في ذلك الحين.

وهو لم يتهم بتقديم دعم مالي لحزب الله حديثا بل بإعادة هيكلة أعماله بعد 2009 للإفلات من العقوبات ومواصلة التعامل التجاري مع شركات أميركية.

وكان تاج الدين يشتري المواد الأولية من مصدّرين أميركيّين ويدفع لهم عبر تحويلات مصرفية من غير أن تدري هذه الشركات أنها تتعامل معه. وبلغت القيمة الإجمالية لهذه الصفقات 27 مليون دولار.

وحزب الله المدعوم من إيران مدرج على قائمة الإرهاب الأميركية، ومصنف "منظمة إرهابية" في عدة دول غربية وخليجية.

ونقلت صحف أميركية في وقت سابق وثائق قضائية تفيد بأن سبب إطلاق سراح تاج الدين يعود لمعاناته من أزمة صحية وخطر الإصابة بكورونا.
لكن تقارير صحفية أخرى أفادت بأن إطلاق سراح ممول حزب الله جاء في إطار صفقة تبادل تم بمقتضاها إطلاق سراح عامر الفاخوري، العميل الإسرائيلي حامل الجنسيتين الأميركية واللبنانية، قبل شهرين من بيروت.
فيما لم تعقب السلطات اللبنانية رسميا على تلك التكهنات.

يذكر ان عودة تاج الدين إلى لبنان تزامنت مع وصول مسؤول عسكري أميركي نظم أنصار حزب الله مظاهرة ضد زيارته قرب مطار رفيق الحريري ببيروت.

وحمل أنصار حزب الله شعارات رافضة لزيارة كينيث فرانكلين ماكنزي قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي إلى لبنان وشهد مدخل مطار بيروت تضاربا وتدافعا بين عناصر الجيش والمحتجين.