أبوظبي الدولي للصيد يبحث مُستقبل الصقارة

المعرض الإماراتي الدولي يحتفي بمرور ما يزيد عن 10 أعوام على حصول رياضة الصيد بالصقور على أهم اعتراف عالمي بمشروعيتها وغناها الحضاري بفضل تسجيلها في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية في اليونسكو.
الإمارات قادت منذ العام 2005 جهوداً دولية دؤوبة لإنجاح عملية التسجيل في التراث الثقافي العالمي

أبوظبي - تتركز محاور المؤتمر العلمي الذي يستضيفه معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية في دورته القادمة، حول "مُستقبل رياضة الصيد بالصقور" عبر سلسلة من ورش العمل المُتخصّصة.

ويحتفي المعرض بمرور ما يزيد عن 10 أعوام على حصول الصقارة لأهم اعتراف عالمي بمشروعيتها وغناها الحضاري، وذلك بفضل تسجيلها في نوفمبر/تشرين الثاني 2010 في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة. 

ويُنظّم المؤتمر الذي يُقام بالتعاون مع اليونسكو، كلّ من نادي صقاري الإمارات والاتحاد العالمي للصقارة والمحافظة على الطيور الجارحة "الـ IAF" الذي يضم في عضويته 110 نادياً ومؤسسة معنية بالصقارة تُمثّل 90 دولة تضم في مجموعها ما يزيد عن 75 ألف صقار حول العالم. 

وتُقام الدورة الثامنة عشرة من المعرض تحت رعاية الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس نادي صقاري الإمارات وذلك خلال الفترة من 27 سبتمبر/أيلول ولغاية 3 أكتوبر/تشرين الاول القادمين في مركز أبوظبي الوطني للمعارض بتنظيم من نادي صقاري الإمارات، تحت شعار "استدامة وترا..  بروحٍ مُتجدّدة". 

وأكد رئيس اللجنة العليا المنظمة للمعرض الأمين العام لنادي صقاري الإمارات،رئيس الاتحاد العالمي للصقارة والمحافظة على الطيور الجارحة ماجد علي المنصوري أنّ ورش العمل الغنية التي تُشكّل المؤتمر المُصاحب للمعرض تُمثّل خطوة هامة لتعزيز قُدرات الدول المشاركة في ملف تسجيل الصقارة في اليونسكو، ولكافة مجتمعات الصقارة في جميع أنحاء العالم على حدّ سواء.

وأشار المنصوري إلى أنّ التراث الثقافي المُشترك يُعزّز التفاهم والسلام بين الشعوب ويُساعدها على تحقيق التنمية المُستدامة وفي ذات الوقت الحرص على نقل المعارف والمهارات والقيم من جيل لآخر، بما ينسجم مع السياسة الإماراتية الفاعلة في نشر ثقافة المحبة والتسامح وقيم العيش المشترك. 

والإمارات من أوائل الأعضاء في الاتحاد العالمي للصقارة من خلال عضوية نادي صقاري الإمارات. وتقديراً للدور الهام والفاعل لها في مجال الحفاظ على التراث الإنساني والصيد المُستدام، وهي التي قادت أهم الإنجازات في تاريخ الصقارة بتسجيلها في اليونسكو ومنحها مشروعية المُمارسة، فقد اختير مؤسس نادي صقاري الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رئيساً فخرياً للاتحاد العالمي للصقارة والمحافظة على الطيور الجارحة "IAF" في عام 2017. 

من جهته، أوضح غاري تيمبرل المدير التنفيذي للـ " IAF" أنّ الاتحاد دأب منذ العام 2004 على حضور معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، الذي كان قد انطلق قبلها بعام، وشهد تطوراً ملحوظاً ونموّاً واسعاً على مدى السنوات الماضية. 

وأشار إلى أنّه، وبالتزامن مع ذلك، وخلال نفس الفترة، فقد نما الاتحاد العالمي للصقارة والمحافظة على الطيور الجارحة وتطوّر أيضاً، وأصبح يضم في عضويته 90 دولة في العام 2021 ، مُقابل 35 دولة في عام 2004. وأرجع تيمبرل هذا النجاح بشكل رئيس إلى حرص الاتحاد على التواجد الدائم في معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية بتشجيع من نادي صقاري الإمارات. 

وقال إنّه "في مناسبات كثيرة خلال الدورات الماضية، فقد كان معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية مركزاً للاجتماعات السنوية للاتحاد العالمي للصقارة والمحافظة على الطيور الجارحة، كما هو الحال في الدورة القادمة (أبوظبي 2021). كما أنّ المعرض استضاف على مرّ السنين العديد من المؤتمرات الناجحة حول الصقارة وسُبل المحافظة عليها، وهو ما ساعدنا بشكل مباشر على المُساهمة في تعزيز مُبادرات دولة الإمارات العربية المتحدة الرائدة، وفي مُقدّمتها تسجيل الصقارة في اليونسكو ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي". 

وحول تفاصيل مؤتمر هذا العام، كشف تيمبرل أنّ مسؤولين ومتطوعين من الاتحاد العالمي للصقارة والمحافظة على الطيور الجارحة من 20 دولة، سوف يقومون بالإشراف على منصّات الحوار وإدارة ورش العمل المُختصّة، والتي من بينها: "المرأة في الصقارة"، "كيفية الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي لتعزيز جهود حماية رياضة الصيد بالصقور"، "حماية الصقارة في المغرب العربي"، و"حماية الصقارة في بلاد الشام". 

وفي ختام المؤتمر، سوف يتم الربط بين نتائج جميع هذه الورش في ندوة نهائية تُقام تحت عنوان "مستقبل الصقارة"، والتي سوف يتم من خلالها تشجيع كل من يرغب في المعرض على المُشاركة بدور مهم وفعّال في هذا الشأن. 

وشارك في إجراءات تسجيل الصقارة في اليونسكو منذ العام 2006 ولغاية 2010 وإعداد الملف المشترك 11 دولة بإشراف دولة الإمارات، إضافة للسعودية، بلجيكا، التشيك، فرنسا، كوريا، المغرب، إسبانيا، سوريا، قطر، ومنغوليا. وانضمت للملف عام 2012 دولتا النمسا والمجر. وفي عام 2016 انضمت كل من البرتغال، ألمانيا، إيطاليا، باكستان، وكازاخستان. أما في عام 2019 فقد طلبت كل من بولندا، كرواتيا، هولندا، وسلوفاكيا، الانضمام لعملية التسجيل. وبذلك، فقد تضاعف عدد الدول المشاركة في ملف الصقارة خلال 10 سنوات، ليبلغ اليوم 22 دولة. ومن المتوقع انضمام المزيد من الدول في الأعوام القادمة. 

وقادت الإمارات منذ العام 2005 جهوداً دولية دؤوبة لإنجاح عملية التسجيل، وذلك بفضل تضافر جهود العديد من الجهات والمؤسسات المعنية بالتراث والثقافة، وفي طليعتها دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي ونادي صقاري الإمارات، حيث تمكّنت الدولة من تحقيق نجاح باهر في مجال صون عناصر التراث غير المادي، وهو ما أثمر عن تسجيل الصقارة في اليونسكو، بما يعنيه ذلك من عائد ثقافي واجتماعي وسياحي واسع.