أبوظبي تطلق مبادرة "الدلة الإماراتية"

المبادرة تأتي ضمن استراتيجية لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي الرامية إلى صون التراث الإماراتي والمحافظة عليه.
الدلة الإماراتية ليست مجرد وعاء نحاسي بسيط، وإنما هي قطعة فنية مميزة كانت تتم صناعتها يدوياً
إعادة إحياء ثقافة وجود الدلة في المناسبات العامة والخاصة وداخل المجالس والبيوت الإماراتية

أبوظبي ـ أعلنت لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، خلال مشاركتها في فعاليات معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية 2019، عن إطلاق مباردة "الدلة الإماراتية"، والتي تأتي ضمن استراتيجية اللجنة الرامية إلى صون التراث الإماراتي والمحافظة عليه والترويج لممارسته بين أفراد المجتمع وخصوصاً الأجيال الناشئة. 
وحول مبادرة "الدلة الإماراتية"، قال عبيد خلفان المزروعي، مدير إدارة التخطيط والمشاريع باللجنة، إن اللجنة تسعى من خلال هذه المبادرة إلى إعادة إحياء الممارسات التراثية المتعلقة بالدلة الإماراتية، والاعتزاز بالقيم المرتبطة به وحمايتها والحفاظ عليها، إلى جانب إعادة إحياء ثقافة وجودها في المناسبات العامة والخاصة وداخل المجالس والبيوت الإماراتية كرمز للقيم الإماراتية الأصيلة؛ بالإضافة إلى توثيق صناعتها وتسجيلها كموروث إماراتي حي، والحفاظ على الدلة التراثية القديمة المتوارثة والتي عرفها أبناء الإمارات، وتعزيز قيمتها التاريخية، والعمل على إيجاد سوق يضمن استدامتها؛ لتأخذ الدلة الإماراتية مكانتها الحقيقية والاستغناء عن الدلة التجارية.
وأشار المزروعي إلى أن المبادرة تنسجم مع استراتيجية اللجنة في صون التراث الإماراتي والترويج لممارسته، وأن مثل هذه المبادرات تسهم في الحفاظ على التراث، وتبرز قيم حب الوطن والولاء للقيادة الرشيدة "حفظها الله"، إلى جانب استدامة الهوية الوطنية والتراث الإماراتي، من خلال الحفاظ على الموروث الشعبي، وتشجيع المجتمع المحلي على ممارسته بمختلف أشكاله.
وأوضح المزروعي أن "الدلة" مخصصة للقهوة العربية، حيث ترمز إلى الكرم وحسن الضيافة التي يتميز بها المجتمع الإماراتي؛ ما جعلها متأصلة بقوة في التقاليد الإماراتية، وقد استطاعت الإمارات عام 2015 من تسجيل القهوة العربية في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) ضمن القائمة التمثيليّة للتراث الثقافي غير المادي.

وأضاف المزروعي أن الدلة الإماراتية ليست مجرد وعاء نحاسي بسيط، وإنما هي قطعة فنية مميزة كانت تتم صناعتها يدوياً، حيث تحمل بصمات صانعها الحرفي الخبير، وقد تحمل اسم صاحب البيت أو رموز معينة، وهذا ما حرصت اللجنة على العمل عليه من خلال هذه المبادرة، ليتم تصنيع الدلال التقليدية كما ورثناها عن الآباء والأجداد، والتي تقدم اللجنة من خلال جناحها في معرض الصيد والفروسية نماذج عنها.
وأضاف أن "دلة القهوة العربية" تعتبر رفيق درب الإماراتي في كل وقت وحين، فتجدها في المناسبات المختلفة، وفي البيوت والمجالس المختلفة، وأنك تجدها في المكاتب والمؤسسات، وهي رفيق درب في حل والترحال، فلا تحلو رحلات الصيد من غيرها، ولا يطيب القنص إلا بعد تناول فنجان قهوة من الدلة، حيث يحرص الإماراتي على اختيار دلته بعناية فائقة، فهي جزء من حياته اليومية.
وفي الختام، أفاد عبيد خلفان المزروعي أن اللجنة تسعى دائماً إلى تقديم كل ما هو جديد ويسهم في إبراز تراث الإمارات بجميع جوانبه، من خلال التركيز على فنون الحرف اليدوية، والفنون الإماراتية الشعبية، وكل ما يرتبط بالبيئات البحرية والصحراوية، مؤكداً حرص اللجنة على صون التراث والثقافة الشعبية والترويج لها محلياً ودولياً، ونقلها للأجيال المتعاقبة.