أبي أحمد يدعو إلى تقديم "التضحيات" من أجل إنقاذ البلاد

الشعور بالطاقة الإيجابية والتفاؤل اللذين كانا يهيمنان على إثيوبيا في عام 2018 مع وصول أبي أحمد للسلطة لم يعد ممكنا اليوم مع وصول الحرب إلى أبواب العاصمة أديس أبابا ووقوف البلاد على حافة أزمة إنسانية.
حالة من الغموض والخوف تسيطر مع زحف المتمردين نحو أديس أبابا

أديس أبابا - تسيطر حالة من الغموض والخوف على سكان العاصمة الإثيوبية، والكثيرون يفرون من العنف في إقليم أمهرة المتاخمة لها مع زحف المتمردين نحو أديس أبابا لإسقاط حكومة أبي أحمد الذي غرّد السبت قائلا إن إثيوبيا يجب أن تكون مستعدة "لتقديم تضحيات" من أجل إنقاذ البلاد.

وفي الشمال، يقف تحالف المتمردين، المكون من الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي وجيش تحرير أورومو، على بعد أقل من 400 كيلومتر عن العاصمة التي يبلغ عدد سكانها خمسة ملايين نسمة، وفي الشرق يريدون قطع طريق الإمدادات الذي يصل المدينة بالميناء المهم في دولة جيبوتي المجاورة. ويتساءل الناس متى ستسقط العاصمة، خلال أيام، أم أسابيع ،أم شهور؟ وماذا بعد؟

إنه انهيار مذهل لبلد لطالما كان دعامة للاستقرار في شرق إفريقيا.

وكتب أبي أحمد في رسالة قصيرة على تويتر "هناك تضحيات يجب تقديمها لكن هذه التضحيات ستنقذ إثيوبيا"، مضيفا "واجهنا المحن والعقبات وهذا جعلنا أقوى ... لدينا حلفاء أكثر من الذين انقلبوا علينا".

من جهته، أكد مكتب الاتصالات الحكومية في تغريدة على تويتر أن "شرف لنا أن نموت من أجل سيادتنا ووحدتنا وهويتنا. لا انتماء إلى إثيوبيا من دون تضحيات".

تأتي هذه التصريحات غداة إعلان تحالف من تسع منظمات متمردة من مختلف المناطق والأعراق في إثيوبيا، حول جبهة تحرير شعب تيغراي التي تقاتل القوات الحكومية. وتهدف هذه "الجبهة الموحدة" إلى "قلب نظام" أبي أحمد كما أعلن ممثل الجبهة برهان جبرخريستوس عند توقيع هذا التحالف في واشنطن.

في نهاية الأسبوع الماضي، أعلنت جبهة تحرير تيغراي مسؤوليتها عن الاستيلاء على بلدتين إستراتيجيتين في منطقة أمهرة حيث تقدم مقاتلوها بعد استعادة معقلهم تيغراي في يونيو.

وقالت جبهة تحرير شعب تيغراي الأربعاء إنها وصلت إلى منطقة كيميسي على بعد 325 كيلومترا شمال العاصمة أديس أبابا ، حيث انضمت إلى جيش تحرير أورومو المجموعة المسلحة لاتنية أورومو. ولم تستبعد المنظمتان الزحف إلى أديس أبابا.

إعلان مشترك في الأمم المتحدة

نفت الحكومة التي أعلنت الثلاثاء حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد، أي تقدم كبير للمتمردين وأي تهديد للعاصمة، مؤكدة أنها ستنتصر في هذه "الحرب الوجودية". وانتقدت المتحدثة باسم رئيس الوزراء بيلين سيوم "خطابا مثيرا للقلق" الجمعة أججته "معلومات مضللة" من جبهة تحرير شعب تيغراي تهدف إلى خلق "شعور زائف بانعدام الأمن".

ولا يزال المعسكران صامتين عن الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار والمفاوضات التي نقلها المبعوث الأميركي للقرن الإفريقي جيفري فيلتمان الموجود في العاصمة الإثيوبية.

في مواجهة هذا التصعيد طلب عدد من السفارات بينها بعثات الولايات المتحدة والسعودية والسويد والنروج من رعاياها مغادرة إثيوبيا. ودعا مجلس الأمن الدولي الجمعة إلى "إنهاء القتال والتفاوض على وقف دائم لإطلاق النار" في بيان مشترك نادر منذ بدء القتال قبل عام.

map

وفي الرابع من نوفمبر 2020، أرسل أبي أحمد، الحائز على جائزة نوبل للسلام لعام 2019، الجيش إلى تيغراي لإقصاء سلطات المنطقة المنبثقة عن جيش تحرير شعب تيغراي التي اتهمها بمهاجمة قواعد عسكرية. وأعلن انتصاره في 28 نوفمبر. لكن في يونيو، استعاد مقاتلو الجبهة معظم مناطق تيغراي وواصلوا هجومهم في منطقتي عفر وأمهرة المجاورتين.

خطة تصعيد

أدى القتال الذي تسبب بسقوط آلاف القتلى ونزوح مئات الآلاف إلى إغراق شمال البلاد في أزمة إنسانية عميقة. وتقول الأمم المتحدة إن 400 ألف شخص على الأقل باتوا على حافة المجاعة في تيغراي حيث لم تتمكن من إيصال مساعدات منذ 18 أكتوبر. كما أدى النزاع إلى تفاقم الخلافات العرقية، خصوصا على شبكات التواصل الاجتماعي حيث تنتشر الخطب الحربية والدعوات إلى الكراهية.

وأعلن موقع تويتر السبت أنه "عطّل مؤقتا" في إثيوبيا زاوية "الموضوعات المتداولة" التي تضم أكثر التغريدات انتشارا حول موضوع ما، بسبب "التهديد الوشيك بحدوث اعتداءات جسدية". وقالت الشبكة إن "التحريض على العنف أو تجريد الناس من إنسانيتهم مخالف لقواعدنا".

من جهتها أعلنت شركة "ميتا" الأم لفيسبوك الأربعاء أنها حذفت رسالة لأبي أحمد أرسلت الأحد وتدعو إلى "دفن" جبهة تحرير شعب تيغراي. وأدى إعلان حالة الطوارئ إلى سلسلة من العمليات الأمنية.

ودانت منظمة العفو الدولية هذه الإجراءات الطارئة التي تشكل برأيها "خطة لتصعيد انتهاكات حقوق الإنسان". وقال محامون إن آلافا من التيغراي اعتقلوا منذ الثلاثاء، بينما تؤكد السلطات أنها لا تستهدف سوى أنصار جبهة تحرير شعب تيغراي.