أبي احمد واثق من حسم قريب للمعارك في تيغراي

الاتحاد الأفريقي يدعو أديس أبابا وإقليم تيغراي إلى وقف فوري للقتال بينما أعلن مسؤول سوداني أن آلاف الاثيوبيين بينهم عسكريون فروا من إقليم تيغراي المتاخم لولايتي القضارف وكسلا إلى داخل الأراضي السودانية.
آلاف الاثيوبيين عبروا الحدود إلى السودان هربا من المعارك العنيفة
أديس أبابا تؤكد وتيغراي تنفي سيطرة القوات الاثيوبية على عدة مناطق
تيغراي تعتبر قرار قطع الحكومة الفدرالية التمويل عن المنطقة "عملا حربيا"
معظم المعارك تتركز في غرب تيغراي قرب حدود السودان وإريتريا

اديس ابابا/الخرطوم - أكّد رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد الثلاثاء أنّ انتهاء العمليات العسكرية في إقليم تيغراي بشمال البلاد بات "قريب المنال"، فيما دعا الاتحاد الأفريقي إلى وقف فوري للقتال.

وكان أبي أحمد الحائز على جائزة نوبل للسلام للعام 2019، أطلق في 4 نوفمبر/تشرين الثاني عملية عسكرية ضد سلطات منطقة تيغراي المنشقة (شمال) متهما إياها بأنها هاجمت قبل ذلك قاعدتين للجيش الفدرالي على أراضيها. وهو أمر نفاه الحزب الإقليمي.

وفرضت اديس بابا تعتيما كاملا على العملية العسكرية الجارية. وقطعت شبكات الهاتف والانترنت في منطقة تيغراي. ما يجعل من الصعب تقييم الادعاءات المتنافسة حول الضحايا والجهات المسيطرة على الأرض.

وأوضح رئيس الوزراء الإثيوبي أنّ العمليات ضد جبهة تحرير شعوب تيغراي "تسير كما هو مخطط لها".

وكتب على تويتر "ستتوقف العمليات بمجرد نزع سلاح الزمرة المجرمة واستعادة الإدارة الشرعية في المنطقة والقبض على الهاربين وتقديمهم إلى العدالة وكلها أمور تصبح قريبة المنال سريعا".

لكن رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد قال إن القتال يجب أن يتوقف وإنّ الحوار العاجل ضروري "لإيجاد حل سلمي يضمن مصلحة اثيوبيا".

وأضاف في بيان "أدعو إلى وقف فوري للأعمال الحربية وأطالب الأطراف باحترام حقوق الإنسان وضمان حماية المدنيين"، وقدم الدعم الكامل من التكتل المكوّن من 55 عضوا لمشروع قرار بقيادة إثيوبيا.

وذكرت وسائل إعلام رسمية في وقت سابق الثلاثاء أن الجيش الإثيوبي "سيطر بالكامل" على مطار يبعد 60 كيلومترا (35 ميلا) عن بلدة حميرا الشمالية الغربية القريبة من الحدود مع السودان وإريتريا.

لكن وكالة تيغراي الإعلامية التي تسيطر عليها جبهة تحرير شعوب تيغراي ذكرت أنّ سكان حميرا "يمارسون نشاطهم السلمي الطبيعي" وأن "المعلومات التي ينشرها الفاشي أبي أحمد بعيدة عن الحقيقة".

وذكرت تقارير أنّ معظم المعارك تركزت في غرب تيغراي، قرب حدود السودان وإريتريا.

كانت بلدة دانشا في غرب البلاد تحت سيطرة الحكومة الفدرالية، لكن من المستحيل راهنا التحقق من ادعاء الجيش بأنه يسيطر على مدن أخرى في المنطقة.

والثلاثاء، أبلغت هيئة الإذاعة الإثيوبية الصحافيين المعتمدين في إثيوبيا أنهم بحاجة إلى الحصول على "خطاب دعم" قبل السفر إلى تيغراي وكذلك "مناطق النزاع الحدودية وأجزاء مختلفة من البلاد".

وذكرت أنّ الإجراء يهدف إلى ضمان "سلامة الصحافيين والحصول على تعاون الادارات المحلية والمسؤولين العسكريين على الأرض".

وفي عهد أبي أحمد، اشتكى قادة تيغراي من استهدافهم من دون وجه حق في إطار إجراءات قانونية تستهدف الفساد وإزاحتهم من المناصب العليا واستخدامهم ككبش فداء في المشاكل التي تواجه البلاد.

وارتفعت حدة التوتر عندما أجرت تيغراي انتخاباتها بشكل أحادي في سبتمبر/أيلول بعدما قررت أديس أبابا تأجيل الاقتراع الوطني جرّاء فيروس كورونا المستجد.

واعتبرت أديس أبابا أن حكومة تيغراي غير شرعية، ما دفع الأخيرة لسحب اعترافها بإدارة أبي احمد. وقطعت الحكومة الفدرالية التمويل عن المنطقة ما اعتبرته جبهة تحرير شعب تيغراي "عملا حربيا".

ودفعت المعارك المحتدمة في إقليم تيغراي الإثيوبي المتاخم لولايتي القضارف وكسلا السودانيتين آلاف الإثيوبيين الاثنين والثلاثاء إلي الفرار داخل الأراضي السودانية هربا من الاشتباكات، بحسب ما أعلن مسؤول سوداني.

وقال السر خالد مدير مكتب معتمدية اللاجئين السودانية في مدينة كسلا الحدودية "الأمس واليوم (الاثنين والثلاثاء) عبر إلى منطقة حمداييت السودانية بمحاذاة ولاية كسلا، ألفا إثيوبي ونقوم بإجراءات حصرهم وتسجيلهم"، مضيفا أن "500 شخص آخرين بينهم عسكريون عبروا الحدود في منطقة اللقدي بمحاذاة ولاية القضارف".

وأكد أن السلطات المحلية أقامت مركزا لاستقبال طالبي اللجوء قرب الحدود تمهيدا لترحيلهم للمخيم الدائم في منطقة الشجراب بولاية كسلا، مضيفا "أقمنا مركز استقبال طاقته الإيوائية لا تزيد عن 300 شخص في حمداييت ولكنه الآن يأوي 2000 شخص. قام المجتمع المحلي والسلطات المحلية بتقديم مساعدات إلى للفارين".

وشدد على أن "هذا فوق طاقة السلطات المحلية وحتى الآن لم تصل إلي المنطقة منظمات دولية لتساعد".

ويعاني السودان من أزمات متفاقمة من مخلفات نظام الرئيس المعزول عمر البشير ولا يملك إمكانيات تتيح له تحمل أعباء إضافية. وسبق للحكومة السودانية أن أعلنت قبل ايام غلق بعض من حدودها مع اثيوبيا لأسباب أمنية وخوفا من تدفق آلاف النازحين هربا من الاشتباكات المسلحة بين قوات الجيش الإثيوبي والقوات الداعمة للحكومة المحلية في إقليم تيغراي.  

واندلع النزاع بين حكومة الإقليم والحكومة المركزية في اديس أبابا الأسبوع الماضي وتمسك رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد بتطهير الإقليم فيما اعلن البرلمان موافقته على تشكيل حكومة محلية لسحب الشرعية من السلطة القائمة في تيغراي.

وأشار المسؤول السوداني إلى أن من بين الذين عبروا بمحاذاة ولاية القضارف عسكريون اثيوبيون دون أن يحدد إلى أي مجموعة إثيوبية ينتمون، لكنه قال "العسكريون سلموا أنفس".