أثيوبيا تستعد للمرحلة الرابعة لملء سد النهضة متجاهلة تحذير مصر

وزير الخارجية نائب رئيس الوزراء الإثيوبي ينتقد ما وصفه بـ"التدخل غير البناء وغير المبرر" لجامعة الدول العربية، معبرا عن رفض بلاده لمثل هذا التدخل.

أديس ابابا - تستعد اثيوبيا للبدء في المرحلة الرابعة من مل سدّ النهضة متجاهلة التحذيرات والمخاوف المصرية من تأثير ذلك على حصتها المائية، نافية في الوقت ذاته أن تؤثر هذه العملية على دول المصب شأنها في ذلك شأن عمليات الملء الثلاث السابقة.

وقال ديميكي ميكونين نائب رئيس الوزراء الإثيوبي أثناء افتتاح المؤتمر الإقليمي الثاني في أديس أبابا حول الاستخدام العادل والمعقول لنهر النيل "اقترب موعد العملية الرابعة لملء سد النهضة الإثيوبي. لم تضر العمليات الثلاث الأولى الدول المطلة على النهر. العمليات الأخرى لن تكون مختلفة".

وقد تم إطلاق المؤتمر العام الماضي "كمنصة للمبادلات بين المهنيين والخبراء" ونظمت هذا العام "طاولة مستديرة وزارية رفيعة المستوى".

وبالإضافة إلى ديميكي وهو أيضا وزير الخارجية، يشارك وزراء خارجية أوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجنوب السودان وتنزانيا، وجميعها دول مطلة على النيل الأبيض الذي يتصل بالنيل الأزرق في السودان لتشكيل نهر النيل.

لكن لا السودان ولا مصر وهما الدولتان الواقعتان عند مصب السد الإثيوبي على النيل الأزرق، ممثلتان فيه. وطلبت الخرطوم والقاهرة مرارا من إثيوبيا التوقف عن ملء خزان سد النهضة بانتظار اتفاقية ثلاثية بشأن طرق تشغيل السد باعتباره الأكبر في إفريقيا.

وتبدو السودان مغيبة أكثر من مصر في هذا الملف بسبب الحرب الدائرة منذ منتصف أبريل/نيسان الماضي بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وهو أيضا رئيس مجلس السيادة الانتقالي الذي يدير شؤون البلاد وقوات الدعم السريع شبه العسكرية بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي).

واستمرت مصر التي تعتمد على النيل لتأمين 97 بالمئة من حاجاتها من الماء، في التحذير من خطر السد الاثيوبي على حصتها المائية وأكدت مرارا التمسك بحق تاريخي على النهر، مؤكدة أن سد النهضة يمثل بالنسبة إليها تهديدا وجوديا.

بعد أشهر من تشكيل جبهة مشتركة مع مصر في 2022 ، مع اقتراب المرحلة الثالثة لملء سد النهضة، قال البرهان في يناير/كانون الثاني "إنه موافق على جميع النقاط" مع رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد حول سد النهضة. وهو موقف يتناقض مع مواقف سابقة ومع الموقف المصري، ما يشير إلى أن رئيس مجلس السيادة السوداني قد يمضي بشكل منفرد ويوقع اتفاقا مع أديس أبابا، ما يعقد جهود القاهرة لتحصين حصتها المائية.

وسد النهضة الواقع على بعد حوالي ثلاثين كيلومترا من الحدود السودانية وطوله 1.8 كيلومترا وارتفاعه 145 مترا "سيكون جاهزا قريبا متجاهلا خطاب بعض الجهات الراغبة في احتكار استخدام النهر الأفريقي المشترك".

وقال وزير الخارجية نائب رئيس الوزراء الإثيوبي "نحن واثقون من أن لسد النهضة فوائد هائلة للبلدان الواقعة على ضفاف النهر. ومع ذلك فإننا منفتحون للرد على المخاوف التي قد تكون لدى البلدان المطلة على النهر".

في ختام المرحلة الثالثة من تعبئة السد التي اكتملت في أغسطس/اب، كان الخزان يحتوي على 22 مليار متر مكعب من المياه من أصل 74 مليارا من طاقته الكاملة.

وتعمل حاليا اثنان من التوربينات بقدرة إجمالية من 750 ميغاوات من أصل الـ13 المخطط لها والتي يفترض أن تنتج في النهاية أكثر من خمسة آلاف ميغاوات مما يجعل من الممكن مضاعفة إنتاج الكهرباء الحالي في إثيوبيا.

وكان ديميكي قد أعلن في وقت سابق في تصريحات صحفية رفضه ما وصفه بـ"التدخل غير البناء وغير المبرر لجامعة الدول العربية في ملف سد النهضة". وقال  

وأظهرت أحدث صور التقطتها الأقمار الصناعية استعدادات أديس أبابا للبدء في المرحلة الرابعة من ملء الخزان، حيث فتحت البوابة الغربية للسد وتركت البوابة الشرقية لتصريف حوالي 50 مليون متر مكعب من المياه.

وفي تطور آخر ظهر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وهو يصافح رئيس الوزراء الإثيوبي وسط تبادل للابتسامات على هامش قمة 'ميثاق التمويل العالمى الجديد' فى باريس من دون أن يتضح ما اذا كانا تجاذبا الحديث حول المرحلة الرابعة لملء خزان السد والتي تثير توترا بين البلدين.