أجهزة من عصر ما قبل الهواتف تحولت الى متفجرات هزت حزب الله، ما هي؟
واشنطن – أعادت انفجارات أجهزة النداء او "البيجر" التي يستخدمها رجال يُعتقد أنهم أعضاء في حزب الله اللبناني في العاصمة بيروت وفي الجنوب تسليط الضوء على جهاز لمع نجمه في التسعينات قبل ان يختفي او يكاد من الاستخدامات اليومية مع تقدم أجهزة الهاتف المحمول، فما هو هذا الجهاز وكيف يعمل؟
يُعد جهاز "البيجر" أحد الأجهزة التقنية التي كانت في يوم من الأيام جزءًا أساسيًا من الحياة اليومية. ومع أنه قد تراجع دوره بنحو كبير بسبب تطور الهواتف المحمولة والهواتف الذكية، لكن البيجر كان له دور رائد في ربط الناس والتواصل السريع خلال العقود السابقة.
ويعتمد عمل "البيجر" على إرسال إشارات عبر الشبكات اللاسلكية، وكانت تستخدم بشكل رئيسي في المستشفيات، والشركات، وبين رجال الأمن، وأحياناً قليلة بين الأفراد.
وهناك نوعان رئيسان من هذه الأجهزة: أجهزة "بيجر" المستقبِلة: ويمكنها أن تستقبل الرسائل أو الإشعارات من جهات إرسال معينة، دون إرسالها، و أجهزة بيجر المستقبِلة والمرسِلة: ويمكنها إرسال واستقبال الرسائل النصية، على الرغم من محدودية قدراتها، مقارنة بالهواتف الذكية اليوم.
وكانت أجهزة "البيجر" تُستخدم للتواصل السريع في الحالات الطارئة أو في مواقف لا يستطيع فيها الأفراد الرد مباشرة على المكالمات، وبعد ظهور الهواتف المحمولة الذكية، انخفض استخدامها بشكل كبير، لكنها لا تزال تُستخدم في بعض الصناعات، مثل الرعاية الصحية، حيث تكون الحاجة للتواصل السريع والموثوق أمراً حيوياً.
طُوّر جهاز البيجر أول مرة في عام 1921 لدى جهاز الشرطة في ديترويت بالولايات المتحدة، إذ كان يُستخدم كوسيلة لاستدعاء رجال الشرطة عند الضرورة. لكن استخدامه التجاري والتوسع في تطبيقاته لم يبدأ إلا في الخمسينيات. وقد بدأ الجهاز في الانتشار بنحو أوسع بين المؤسسات الصحية والشركات في الستينيات والسبعينيات.
وفي الثمانينيات والتسعينيات، شهد "البيجر" انتشارًا واسعًا في الحياة اليومية، إذ أصبح من أهم وسائل التواصل بين الأفراد في مختلف المجالات. وفي عام 1994، وصل عدد مستخدمي "البيجر" إلى ذروته مع أكثر من 61 مليون مستخدم حول العالم.
ويعتمد جهاز النداء في عمله على موجات الراديو؛ إذ يرسل جهاز الإرسال المركزي إشارات الراديو التي تحتوي على الرسالة الموجهة إلى جهاز "البيجر" عبر ترددات محددة. هذه الإشارات تنتقل عبر شبكة اتصالات لاسلكية تعتمد على أبراج بث أو محطات إرسال مخصصة، تشبه إلى حد ما تلك المستخدمة في أنظمة الاتصالات الخلوية.
وبمجرد أن يتلقى جهاز "البيجر" الإشارة، فإنه يفك تشفير الرسالة أو الرقم ويعرضه على الشاشة. ونظرًا إلى اعتماده على موجات الراديو، كان "البيجر" قادرًا على تغطية مناطق جغرافية واسعة، مما جعله مناسبًا للاستخدام في التواصل السريع والفعال، خاصةً في حالات الطوارئ.
ويتصل "البيجر" بشبكة لاسلكية مخصصة، هذه الشبكة تتكون من أبراج إرسال تستقبل الإشارات وتوّزعها على الأجهزة المتصلة، و عندما يريد شخص ما إرسال رسالة إلى جهاز "بيجر" معين، فإنه يُدخل رقم "البيجر" والرسالة النصية القصيرة في جهاز متصل بشبكة "البيجر"؛ لتُحوّل بعدها الرسالة النصية إلى إشارة رقمية ثم إلى إشارة راديوية تُبث عبر شبكة أبراج الإرسال حتى تصل إلى برج قريب من جهاز البيجر المستهدف.
مع ظهور الهواتف المحمولة في التسعينيات وبداية الألفية الجديدة، بدأ استخدام "البيجر" التراجع تدريجيًا. ومع قدرة الهواتف المحمولة على إجراء المكالمات وإرسال الرسائل النصية واستقبالها مباشرةً، قلّت الحاجة إلى جهاز "البيجر"، حتى أصبح الآن جزءًا من تاريخ التكنولوجيا.
ومع أن عصر البيجر قد انتهى تقريبًا، لكن دوره كان حاسمًا في تطوير تقنيات الاتصال السريع والمباشر، وقد أسهم في توفير وسيلة فعالة للاتصال خلال أوقات الطوارئ وفي بيئات العمل التي تتطلب تواصلًا فوريًا، وهو بذلك يشكّل جزءًا مهمًا من تطور الاتصالات التي قادتنا إلى ما نحن عليه اليوم.
ويعتمد حزب الله على هذا الجهاز الى الان بشكل كبير بسبب قدم التكنولوجيا الخاصة به ما يصعب عملية اختراقها من جانب أجهزة المراقبة والتجسس الإسرائيلية.
ويلجأ الحزب لاستخدام تقنيات قديمة للتهرب من قدرات إسرائيل التكنولوجية المتقدمة في المراقبة، وذلك في أعقاب مقتل عدد من قادة الحزب في غارات جوية إسرائيلية.
.إلا أن الانفجار الذي وقع، الثلاثاء، يعد أكبر اختراق أمني تعرض له حزب الله منذ قرابة عام بحسب ما أفاد مسؤول في الحزب.