أجواء ودية تخيم على التفاوض بين السعودية وايران

المباحثات الثنائية تمثل اختبارا لنوايا البلدين المتنافسين في تسوية الخلافات النابعة خصوصا من تدخلات ايران المباشرة في شؤون دول الاقليم.

طهران – اكدت وزارة الخارجية الايرانية الاثنين ان المحادثات مع السعودية تتم في اجواء "ودية وإيجابية"، في تأكيد على تصريحات سابقة صادرة عن الرياض حول المفاوضات التي انطلقت قبل ستة اشهر.
وأجريت ثلاث جولات من المحادثات السعودية الإيرانية في العراق في الشهور التي سبقت تنصيب الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الذي يعتبر من غلاة المحافظين في أغسطس/آب.
وقالت السعودية الاسبوع الماضي انه تم عقد جولة محادثات مباشرة أولى مع حكومة إيران الجديدة في سبتمبر/ايلول في إطار عملية تفاوض تستهدف خفض التوتر بين الدولتين المتنافستين.
وقال المتحدث باسم الخارجية الايرانية سعيد خطيب زاده في مؤتمر صحفي الاثنين إن "الجولات الأربع للمفاوضات جرت في أجواء إيجابية وودية، تم فيها متابعة القضايا الثنائية والإقليمية"، بحسب وكالة أنباء فارس الإيرانية.

وأضاف "لقد بيّنا سلسلة من النقاط باعتبارها نقاطا ذات أهمية والاتصالات ما زالت مستمرة. أعتقد ان الكلمة التي يمكن وصف أجواء المفاوضات بها بصورة جيدة هي أنها محترمة وبطبيعة الحال فإنها بذات القدر كانت جدية أيضًا ونأمل بأن تصل إلى نتيجة".
وذكرت صحيفة فايننشال تايمز الجمعة أن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان قال إن المحادثات مع إيران كانت "ودية" ووصفها "بالاستكشافية". وقال الوزير السعودي للصحيفة في مقابلة "نحن جادون بشأن المحادثات.. الأمر ليس تحولا كبيرا بالنسبة لنا، فدائما ما نقول إننا نريد إيجاد سبيل لتحقيق الاستقرار في المنطقة".
ولسنوات دعمت السعودية وإيران أطرافا متعارضة في صراعات إقليمية ونزاعات سياسية في سوريا ولبنان والعراق. وتقود الرياض تحالفا عسكريا يشن حربا على جماعة الحوثي المدعومة من طهران في اليمن منذ عام 2015.
وقالت كل من الرياض وطهران إنهما تأملان في أن تخفف المحادثات التوتر بينهما لكنهما هونتا من شأن توقعات حدوث تقدم دبلوماسي كبير. ولم تعلق إيران إلى الآن على جولة 21 سبتمبر/أيلول من المحادثات المباشرة. وقالت المملكة إنها ستحكم على حكومة رئيسي من خلال أفعالها.
وبدأت الدولتان الخصمان منذ وقت طويل واللتان قطعتا العلاقات بينهما في عام 2016 المحادثات في أبريل/نيسان عندما كانت الولايات المتحدة وإيران تناقشان إحياء الاتفاق النووي الإيراني الذي عارضته الرياض وحلفاؤها.
وتوقفت المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران حول إحياء الاتفاق النووي في يونيو/حزيران.
واشترطت إيران لإيقاف هجمات المتمردين الحوثيين على السعودية إعادة فتح القنصليات وإعادة العلاقات الدبلوماسية، ليكون هذا بمثابة مقدمة لإنهاء الحرب في اليمن اضافة الى وقف الهجمات الصاروخية على المملكة.
وصعّد المتمردون الحوثيون أخيرا من هجماتهم على مدن جنوب المملكة بواسطة الطائرات المسيّرة والصواريخ البالستية. 
وشهد شهر سبتمبر/ايلول الماضي وقوع سبع هجمات كان أبرزها هجوم بصاروخ بالستي أسفر عن إصابة طفلين في الدمام في المنطقة الشرقية الغنية بالنفط.