أحد أبرز رموز نظام بن علي يعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية

المنذر الزنايدي المقيم في فرنسا تعرض لانتقادات مبطنة من قبل الرئيس قيس سعيد بالتعامل مع الخارج.
الزنايدي اتهم الرئيس باستغلال امكانيات الدولة للتخلص من معارضيه

تونس - أكد المنذر الزنايدي أحد أبرز وزراء الرئيس التونسي الراحل زين العابدين بن علي الاثنين أنه سيترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة والتي تقررت في الخريف المقبل دون تحديد موعد نهائي فيما سيشهد الاستحقاق الانتخابي منافسة رغم أن معظم استطلاعات الرأي تشير لتقدم الرئيس الحالي قيس سعيد.
وشدد في تسجيل نشره على صفحته الرسمية على الفايسبوك ان الانتخابات الرئاسية المقبلة بمثابة "انتخابات الانقاذ" إذا ما توفرت على شروط النزاهة والديمقراطية.
ويعتبر الزنادي صاحب 73 سنة سياسي ورجل أعمال بارز من ولاية القصرين وكان شغل عدة مناصب في حقبة الرئيس الراحل بن علي، خصوصا في منصب الوزير بوزارات الصحة والسياحة والتجارة حيث انتمى لحزب التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم قبل ثورة 2011 التي أطاحت بحكم بن علي.
وتعرض الزنايدي لانتقادات من قبل العديد من الأطراف خاصة الرئيس سعيد حيث اتهم بإدارة ظهره لأبناء جهته في ولاية القصرين التي ينحدر منها والذين قتلوا خلال الثورة وتمسك بمنظومة بن علي لكن الوزير الأسبق ينفي ذلك.

وعاد نجم الزنايدي في فترة الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي لكنه اتهم بأنه يسعى لإعادة نظام الاستبداد والدكتاتورية خاصة من قبل منافسيه من الإسلاميين واليسار.
وأضاف الزنايدي في كلمته "أتعهد وألتزم بأن لا أكرر الأخطاء التي تسببت في تأزيم الأوضاع وعزوف التونسيين عن السياسة" متعهدا بالدفع ببرنامج يقوم على "الواقعية والتجديد والسيادة".
وشدد على معرفته الواسعة بالإدارة وحاجتها الى إصلاحات كبيرة وقدرته على تحسين أوضاع التونسيين هاصة في المجال الاقتصادي.
والزنايدي ثاني شخصية سياسية من نظام بن علي تعلن ترشحها للسباق الرئاسي الى جانب رئيسة الحزب الدستوري الحر المعارض عبير موسي القابعة في السجن منذ تشرين الأول/أكتوبر الماضي للتحقيق فيما قدم اخرون ترشحهم مثل الأمين لحزب الشعب الجمهوري لطفي المرايحي ورئيسة حزب الجمهورية الثالثة الفة الحامدي.
وقال الزنايدي في انتقادات مبطنة للرئيس الحالي قيس سعيد "هل يريدون رئيسا بلا بوصلة وبلا أمل ولا يسمع أنات شعب ولهيب الأسعار وإنما يسمع فقط تصريحات معارضيه ويرى المؤامرات في كل مكان".
وتابع "هل يريدون رئيسا يستعمل إمكانيات الدولة ومؤسساتها للتخلص من أعداء سياسيين عوض ان يوظفها في تخليص التونسيين من أعدائهم الحقيقيين البطالة والتضخم".
وكان الزنايدي الذي يقيم في فرنسا نشر قبل أسبوع فيديو يتحدث فيها عن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي وصفها بالمزرية قائلا أنه لم يترك العمل السياسي ولكنه كان يسعى لمراقبة الأوضاع عن كثب وفي صمت.
وكان الرئيس سعيد أعلن مؤخرا أنه لن يكون مقبولا تقدم مرشحين إلى السلطة لهم ارتباطات بالخارج، مؤكدا أن الإعلان عن الترشح لولاية رئاسية ثانية سيأتي في موعده وفق القانون.
ويرى مراقبون ان سعيد كان يقصد بكلامه الزنايدي فيما تحدثت مصادر ان الهيئة العليا المستقلة للانتخابات ستطلب تحديد مكان الإقامة كشرط لقبول ترشح السياسيين للانتخابات الرئاسية. وكان بعض المقربين من السلطة في تونس أكدوا بأن الانتخابات المقبلة ستكون يوم 27 أكتوبر/تشرين الاول القادم.