أحزاب السلطة ترشح بوتفليقة رسميا لولاية خامسة

في حين لا يزال الرئيس لم يعلن نيته دخول السباق، التحالف الحاكم يرشحه لانتخابات ابريل 'تقديرا لحكمة وسداد خياراته'.

الجزائر - أعلنت أحزاب التحالف الحاكم بالجزائر رسميا ترشيح الرئيس عبدالعزير بوتفليقة لولاية خامسة في انتخابات الرئاسة المقررة في 18 أبريل/نيسان القادم.
وسبق لهذه الأحزاب أن دعت الرئيس البالغ من العمر 81 عاما، الى الترشح. لكن اجتماع السبت ارتدى طابعا رسميا.
وقال بيان مشترك إن "أحزاب التحالف ترشح عبد العزيز بوتفليقة للانتخابات الرئاسية المقبلة تقديرًا لحكمة وسداد خياراته وتثمينا للإنجازات الهامة التي حققتها الجزائر تحت قيادته".
ووقع البيان رئيس الوزراء وأمين عام التجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحيى ومنسق حزب جبهة التحرير الوطني معاذ بوشارب ورئيس حزب تجمع أمل الجزائر عمر غول والأمين العام للحركة الشعبية الجزائرية عمارة بن يونس.
ولم يعلن بوتفليقة الذي يحكم الجزائر منذ 1999 حتى الآن ما إذا كان سيترشح لولاية رئاسية خامسة تمتد 5 سنوات كما لم يرُد على دعوات متجددة لمؤيديه للاستمرار في الحكم وسط ترقب لموقفه النهائي.
وكما جرت العادة سابقا يفصح بوتفليقة عن موقفه في آخر لحظة من المهلة القانونية لإيداع ملفات الترشح التي تنتهي في 3 مارس/آذار المقبل لكن في أوساط أحزاب الموالاة يتم تداول معلومات حول اتضاح موقفه خلال الأيام الأولى من فبراير/شباط.
وتشكك المعارضة الجزائرية في قدرة بوتفليقة على إدارة شؤون البلاد في ظل حالته الصحية "المتدهورة" وتطالبه بعدم الترشح وهو ما ترفضه الموالاة التي تقول إنه قادر على الحكم.
إلا أنه بالنسبة لأويحيى "لا يوجد أي شك" بخصوص ترشحه، كما أكد في وقت سابق خلال مؤتمر صحافي.
ورأى أويحيى أن مرض بوتفليقة ليس "مانعا لترشحه. فقد أصيب في ابريل 2013 وترشح وفاز في أبريل 2014 بحالته الصحية الحالية".
وتابع "من تحصيل الحاصل أن بوتفليقة لن يقوم بالحملة الانتخابية كما في 2014"، بسبب حالته الصحية. لكنه أكد أنه "لا يحتاج الى ذلك لأن الشعب أصبح يعرفه".

بوتفليقة لا يحتاج للظهور في الحملة الانتخابية لأن الشعب أصبح يعرفه!

والأربعاء الماضي أعلنت وزارة الداخلية استقبال 172 إعلان ترشح أغلبها لمتسابقين مغمورين وذلك بعد قرابة أسبوعين من انطلاق العملية.
وبالنسبة للشخصيات البارزة ضمن المتقدمين للترشح يأتي عبد العزيز بلعيد رئيس حزب جبهة المستقبل الذي ترشح عام 2014 كما أعلنت حركتا مجتمع السلم والبناء الوطني الإسلاميتان ترشح رئيسيهما عبد الرزاق مقري وعبد القادر بن قرينة.
وأعلن رئيس الحكومة السابق ومرشح رئاسيات 2004 و2014 علي بن فليس تقدمه لاستحقاق أبريل/نيسان المقبل إضافة للجنرال المتقاعد علي غديري كما أعلن حزب العمال نيته ترشيح أمينته العامة لويزة حنون في هذا السباق.
ولمحت أغلب الشخصيات البارزة التي دخلت السباق إلى إمكانية انسحابها في حال تأكد ترشح الرئيس لولاية خامسة باستثناء الجنرال المتقاعد علي غديري الذي صرح أن مشاركته غير مرهونة بدخول بوتفليقة وأنه "مستعد لمنافسته".
وكان أعرق أحزاب المعارضة في الجزائر جبهة القوى الاشتراكية قد دعا إلى "مقاطعة فعلية مكثّفة وسلمية" لعمليات الاقتراع لأن "شروط إجراء انتخابات ديمقراطية حرّة ونزيهة وشفافة ليست متوفرة".
وأعلن حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية المعارض والممثل في البرلمان الجمعة عدم المشاركة في الانتخابات الرئاسية في الجزائر، مؤكدا أنه "يرفض تعيينا آخر لرئيس الدولة".
ووصف المتحدث باسم الحزب النائب ياسين عيسوان الانتخابات المرتقبة بـ"التهريج" الذي "نرفض ان نشارك فيه".
وكان الحزب الذي لديه تسعة نواب من أصل 462 في البرلمان، دعا في انتخابات 2014 الى مقاطعة الاقتراع.
وتنتهي في 28 نيسان/أبريل المقبل الولاية الرابعة لبوتفليقة الذي يستخدم كرسيا متحرّكا منذ إصابته بجلطة دماغيّة في العام 2013.
ومنذ ذلك الحين، لم يهدأ الجدل حول الوضع الصحي للرئيس الذي يمسك بالسلطة منذ ابريل/نيسان 1999.
وقد أفقدته الجلطة الدماغية القدرة على الحركة، غير انه واصل الحكم حيث يظهر نادرا في التلفزيون الرسمي خلال استقبال ضيوف أجانب أو ترؤس اجتماعات لكبار المسؤولين، إلى جانب رسائل لمواطنيه في المناسبات الوطنية والدينية.
لكنه تغيّب لفترات طويلة عن الظهور أو حتى استقبال شخصيات دولية كان آخرها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل وذلك لأسباب صحيّة.