أحكام حوثية بإعدام عشرات المختطفين تُهدد صفقة محتملة لتبادل الأسرى
صنعاء - أصدرت جماعة الحوثي قرارات إعدام بحق 145 مختطفا تم تنفيذ الحكم في حق 9 أشخاص منهم، بينما لا يزال عشرات الأسرى معرضين للخطر نفسه، وفق ما كشفته الهيئة الوطنية للأسرى والمختطفين في اليمن، فيما ينذر هذا التصعيد بنسف صفقة تبادل محتملة للأسرى بين الحكومة الشرعية والمتمردين.
وأكدت الهيئة أن "المحاكمات التي تجرى تحت سلطة المتمردين تفتقر للشرعية القانونية وتعمل خارج نطاق القوانين اليمنية والدولية"، مشيرة إلى أن "القضاة في هذه المحاكم هم أدوات في أيدي الجماعة يستخدمون لتجميل عمليات التصفية السياسية المنهجية"، وفق موقع "مأرب برس" اليمني.
وطالبت بإجراء تحقيق دولي مستقل في الانتهاكات المرتكبة، بما في ذلك الإخفاء القسري والتعذيب، داعية إلى تكثيف الضغوط الدبلوماسية على المتمردين ومحاسبة المسؤولين عبر محاكم دولية لضمان عدم إفلاتهم من العقاب.
وفي كلمة نيابة عن أهالي المختطفين المحكوم عليهم بالإعدام، دعا محمد فارع، والد أحد المختطفين، إلى تحرك الأمم المتحدة والمنظمات الدولية للضغط على الحوثيين لإطلاق سراح المختطفين ووقف المحاكمات السياسية، وفق المصدر نفسه.
ويأتي هذا التطور بعد أيام قليلة من انطلاق جولة جديدة من المفاوضات بين الحكومة الشرعية وميليشيا الحوثي لتبادل الأسرى والمختطفين بوساطة عمانية وتحت رعاية الأمم المتحدة والصليب الأحمر في مسقط.
وقال رئيس الفريق الحكومي المفاوض يحيى كزمان في تصريح سابق إن "مجلس القيادة الرئاسي والحكومة يتعاملون بكل مسؤولية والتزام وجدية مع هذا الملف الإنساني، ويعملون على إطلاق سراح الجميع على قاعدة الكل مقابل الكل".
وأبدت الحكومة اليمنية تفاؤلا منذ نحو أسبوعين معلنة عن تحقيق اختراقات هامة في ملف المختطفين في ختام مشاورات بينها وبين وفد عن الحوثيين احتضنتها العاصمة العمانية.
وكشف ماجد فضائل وكيل وزارة حقوق الإنسان أن الاتفاق ينص على "عقد جولة تكميلية قادمة خلال شهرين، يسبقها تبادل كشوفات المحتجزين والمختطفين والتقارب حولها برعاية مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ".
وحمّل المصدر نفسه جماعة الحوثي مسؤولية التصعيد بهدف إفشال أي تبادل في هذه الجولة، مشددا على أنهم "لا يقيمون للأسرى وعائلاتهم وزنا".
وفي أبريل/نسيان 2023 أفضت صفقة بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي إلى تبادل نحو 900 أسير ومحتجز من الجانبين، بوساطة من اللجنة الدولية للصليب الأحمر والأمم المتحدة، بعد مفاوضات ثنائية في سويسرا.
ويشهد اليمن تهدئة من حرب بدأت قبل نحو 10 سنوات بين القوات الموالية للحكومة الشرعية وقوات جماعة الحوثي المسيطرة على محافظات ومدن بينها العاصمة صنعاء منذ 2014.